أجمع رجال الأعمال على أن كلمة خادم الحرمين الشريفين لرؤساء الغرف السعودية والمصارف وكبار المسؤولين في وزارتي التجارة والعمل وهيئة الاستثمار ومؤسسة النقد، تمثل دافعا قويا نحو مزيد من التنمية في الاقتصاد السعودي. وقال عدد منهم تحدثوا لـ "الاقتصادية" إن توجيه الملك بتشكيل لجنة لدراسة كل ما يدعم استثمارات رجال الأعمال يفتح أفقا لحرية التعاون بين القطاعين الخاص والحكومي، وبابا أمام رجال الأعمال لطرح كل ما لديهم من أفكار ومبادرات أمام الجهات العليا. وقال عبدالرحمن الزامل، رئيس مجلس الغرف السعودية، إن اجتماع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كان رائعا بكل المقاييس، مبينا أنه على مدار 30 سنة في السوق والقطاع الخاص لم يمر عليه الشعور نفسه نظرا إلى نتيجة الاجتماع. الملك سلمان مصافحا أحد المسؤولين خلال اللقاء. «واس» وشدد على أنه لأول مرة تجتمع القيادات الرئيسة في القطاع الخاص من رؤساء غرف وأعضاء مجالس إدارات ورؤساء مصارف في مكان واحد بمشاركة الملك والوزراء المختصين ولأول مرة يجتمع الوزراء المعنيون بالاقتصاد مع رجال الأعمال في مكان واحد. وأوضح أن الاجتماع كان عبارة عن حلقة نقاش لطرح أفكار كل من الاقتصاديين والقيادات الاقتصادية، وطرح من خلاله وزير التجارة المهندس توفيق الربيعة خطابا ذا طابع سياسي واقتصادي. وأضاف "تحدثت في خطابي عن آمال ورغبات القطاع الخاص وركزت على أهم حدث وهو إنشاء المجلسين السياسي والاقتصادي التي أوجدت أجواء رائعة لأننا نجتمع بالوزراء المعنيين فيما يطرح كل وزير المشكلات التي يراها وتناقش حلولها". وتابع "طرحنا بعض التحديات التي واجهتنا وأهمها البطالة التي تنتشر في المناطق النائية بسبب عدم وجود استثمار فيها، وقدمنا حلولا ومنها أن تعمل الدولة على إعطاء حوافز جديدة لأي صناعي يقوم بعمل مصنع خارج الرياض وجدة ومكة والدمام والخبر وفي هذه المناطق الرئيسة يكون التمويل من الدولة 50 في المائة وإذا خرج خارج هذه المناطق يكون التمويل 75 في المائة من قيمة المشروع". جمع كبير من المسؤولين حضروا اللقاء. «واس» وأوضح الزامل، أن أكبر نشاط موجود في المملكة هو عقود الصيانة والتشغيل، والدولة بكل مشاريعها تحتاج إلى فنيين وإداريين لهذه المشاريع والمنشآت، حيث إن عدد الفنيين في هذه المشاريع يبلغ 1.272.000عامل أجنبي، فلو كان 15 في المائة منهم سعوديون سيتم إيجاد 400 ألف وظيفة للشباب. وأشار إلى أنه يجب أن يحدد في كل عقد الوظائف التي يعمل بها سعودي وأن يحدد الراتب والتأمين الصحي وبدل النقل والسكن، حيث إن السعودي سينتقل من القطاع الخاص إلى قطاع الصيانة والتشغيل في حال وجود حوافز مجزية لهم. وشدد على أن الدولة ألزمت كل قطاعاتها أن يستخدموا في كل مشاريع الدولة المنتج السعودي أولا وأن يكون المقاول والاستشاري سعوديا. وأردف "عندما طرحت كل هذه الأفكار في خطابي أمام خادم الحرمين الشريفين رأيته يبتسم ويتفاعل مع حديثي، مما أعطاني الشعور بحتمية وجود نتائج إيجابية وتفاعل على أرض الواقع لما طرحناه". وأوضح الزامل في حديثه أن خادم الحرمين الشريفين طلب منه أن يختار بعض رجال الأعمال وتكوين فريق عمل مشترك لمناقشة الأفكار التي ترتقي بالاقتصاد السعودي، يجمع رجال الأعمال من كل القطاعات في العقار والمقاولات وغيرها، لمناقشة ذلك مع المسؤولين، وبعد ذلك يتم الرفع بها إلى مجلس الاقتصاد والتنمية ومن ثم تعرض تلك الأفكار على خادم الحرمين الشريفين مباشرة. الزامل من جهته ذكر يوسف الأحمدي، رئيس مجلس إدارة شركة الأفكار السعودية، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين جاء التأكيد فيها على الحرية التي أعطاها لرجال الأعمال، من خلال الاستثمارات الحرة التي قامت منذ تأسيس البلاد، لكن كان الملك يريد أن يوصل رسالة لرجال الأعمال للاتحاد وتقويم الاقتصاد السعودي باتحاد قوي للاستثمارات، كما أكد الملك على الاجتماع وإعطاء الآراء، وهي رسالة لعدم التخاذل، ودعوة للاجتماع والتحالفات ودعوة للتكامل التنموي في من خلال الاستثمارات والمشاريع الحكومية. وأوضح الأحمدي، أن خادم الحرمين الشريفين، وجه رسالة قوية إلى المصارف التي لديها من المشاريع والمحافظ الاستثمارية، حيث أعطاهم الأمن وحرية التجارة، كما أوضح أن المال مسؤولية اجتماعية قبل كل شيء، متمنيا من رجال الأعمال أخذ قضية التكامل التنموي والمسؤولية الاجتماعية في عين الاعتبار كما دعا له خادم الحرمين الشريفين. وأشار إلى أنه يتطلب من رجال الأعمال الآن العمل على المساعدة في تقوية الاقتصاد في السوق السعودية، من إنشاء مصانع وتوظيف الشباب السعودي، حيث إن الدولة لها حق على رجال الأعمال أن يكونوا أصحاب مبادرات، يحملون مسؤولية وفكرا بعيد المدى في المسؤولية الاجتماعية. الأحمدي وبين أن كثيرا من المستثمرين ورجال الأعمال في دول العالم يتمنون العمل والاستثمار في السوق السعودية، لما فيه من بيئة جاذبة لأي نوع من الاستثمارات، معتبرا أنه فتح باب المستثمر الأجنبي لن يجد من رجال الأعمال المتخاذلين مكانا له في هذه السوق. وشدد الأحمري، على أن خادم الحرمين الشريفين ينتظر من رجال الأعمال مبادرات وأفكارا، كما بادر هو أولا مبادرة سريعة بالالتقاء بالمستثمرين ورجال الأعمال، وجعل الكرة في ملعب التجار وأعطاهم الصورة واضحة، كما أوصل رسالة ثقيلة في معناها الفكري وهي بمثابة الأمانة التي أوصلها لرجال الأعمال والمستثمرين. من جهته قال عبدالرحمن الجريسي، رجل الأعمال، إن لقاء خادم الحرمين الشريفين برجال الأعمال والمسؤولين كان موفقا ومتميزا، كما كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين محفزة بكل المقاييس للحاضرين لمزيد من الجد والعمل ليكون الاقتصاد السعودي في مصاف الدول المتقدمة. وشدد الجريسي، على أن دعوة الملك لتشكيل فريق عمل مشترك من رجال الأعمال والمسؤولين، كان قرارا حكيما وخادم الحرمين الشريفين في توجيهه دائما ما يكون موفقا، ولذلك تجاوب رجال الأعمال مع توجيهاته. الجريسي وبيّن أن لقاء خادم الحرمين الشريفين برجال الأعمال كان بمثابة الحافز القوي لرجال الأعمال لتطبيق كل توجيهات ولاة الأمر، ولذلك كان التجاوب والحماس واضحا لتوجيه الملك سلمان بن عبدالعزيز في هذا الاقتراح، وسيكون اقتراحا موفقا في التعاون بين المسؤولين ورجال الأعمال. وقال إن المنتظر من رجال الأعمال أن يتحركوا ويستجيبوا لما طرحه خادم الحرمين الشريفين، ولما سيكون في اللقاء ما بين رجال الأعمال ومع الوزراء وأصحاب القرار من المسؤولين، وهو الاقتراح الذي كان ينتظره رجال الأعمال. من جهته قال مازن بترجي، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية في جدة، إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من خلال كلمته أمام رجال الأعمال والمسؤولين من عدة جهات حكومية، فتح أفق حرية التعاون بين القطاع الخاص والحكومي، كما فتح الباب أمام رجال الأعمال لطرح كل ما لديهم من أفكار ومبادرات وهموم أمام الجهات العليا في الحكومة، دون وجود لأي عوائق ممكن أن تحيل بين رجال الأعمال وولاة الأمر في هذا الإطار. بترجي وأضح بترجي، أنه في ظل ما نعيشه من طفرة تنموية كبيرة في المملكة وعلى كل الاتجاهات، جاء خادم الحرمين الشريفين لكي يعطي لرجال الأعمال انطباعا قويا بأن ولاة الأمر يقفون بجانب الجميع دائما للسعي في تطوير وتقوية البنية الاقتصادية السعودية، وحتى تقارع كبار الدول المتقدمة اقتصاديا، كما لم يغفل الملك سلمان بن عبدالعزيز دور رجال الأعمال والمستثمرين في المسؤولية الاجتماعية حيث يعتبرون شركاء داعمين فيها للحكومة، وأن هذه واجب يجب أن يوليه رجال الأعمال كل الاهتمام. وأشار بترجي، إلى أن رجال الأعمال كانت لديهم عديد من الأفكار والمبادرات التي يسعون إلى تحويلها إلى أرض الواقع من خلال تأسيس شراكات قوية مع القطاع العام، ومن خلال توجيه واقتراح خادم الحرمين الشريفين بتكوين فريق عمل أو لجنة من رجال الأعمال والمسؤولين يستطيع من خلالها رجال الأعمال إيصال ما لديهم من أفكار ومبادرات إلى الجهات العليا، ستكون أكبر داعم للاقتصاد السعودية ودفعة نحو التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص، ومسرعة لعجلة التنمية في المملكة. الحريري من جهته قال المهندس شرف الحريري رئيس مجلس إدارة شركة هزون القابضة إن توجيه خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة لدراسة كل ما يدعم استثمارات رجال الأعمال محليا يأتي في إطار رؤيته الثاقبة لتسجل المملكة تقدما واسعاً على طريق الإنجازات في كل ميادين الحياة الاقتصادية والتنموية والعمرانية وتعزيز أركان اقتصادنا الوطني فضلاً عن تكثيف الاهتمام بجهود الارتقاء بمستويات تأهيل وتطوير قدرات الإنسان السعودي إضافة إلى جهود تعزيز موقع المملكة على خريطة التنافسية العالمية. وأشار إلى أن الاقتصاد السعودي يشهد طفرة تاريخية وأن استراتيجية المملكة للحفاظ على موقعها المتميز ضمن قائمة أقوى الاقتصادات العالمية مستمرة بخطط ومشاريع كبرى والتحول إلى اقتصاد يعتمد على موارد متعددة وتعزيز كفاءة ثروات وموارد المملكة لتعظيم استثمارها لمصلحة المواطنين ونوه بحكمة خادم الحرمين الشريفين ونهجه السليم لمواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية لتخرج منها المملكة أكثر قوة ومنعة. وتابع الحريري "المتأمل فيما حققته المملكة من قفزات تنموية وحضارية حافز للمستثمرين مشيرا إلى أن حكمة الملك سوف تعزز أجواء الاستثمار وجذب المستثمرين العالميين بهدف تعزيز أركان اقتصادنا الوطني والتعامل بكفاءة ومرونة مع الأوضاع الاقتصادية العالمية". وأضاف" شهدت الأنظمة المالية والاقتصادية والاستثمارية في عهده تطويرا شاملا من خلال أنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وحل عديد من المجالس وفك ارتباط عديد من الصناديق الحكومية وأنشاء مجلس أعلى لشركة أرامكو كل ذالك جاء متوافقا مع المتطلبات العالمية التي أسهمت في نقل الاقتصاد السعودي إلى مراحل متقدمة وزيادة المشاركة في التبادلات التجارية العالمية. واعتبر الحريري أن فتح سوق الأسهم للاستثمار الأجنبي حلم سيتحقق في عهد الملك سلمان حيث سيسهم المستثمر الأجنبي في إعادة هيكلة السوق السعودية وتوجيهها الوجهة الصحيحة التي تخدم الاقتصاد الوطني مستدركا بأن ما تحقق من قرارات خلال 100 يوم من حكمة هو انعكاس حقيقي لجهود خادم الحرمين الشر يفين وما لقاؤه برجال الأعمال أمس الأول إلا دليل على ذلك.
مشاركة :