«أوبك» تتوقع ارتفاع إنتاج منافسيها رغم انخفاض الأسعار

  • 5/29/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في أكبر تقاريرها وأكثرها تفصيلا هذا العام، إن طفرة النفط في أمريكا الشمالية تبدي مرونة وقدرة على الصمود رغم انخفاض أسعار الخام، وهو ما يشير إلى أن تخمة النفط العالمية قد تستمر لعامين آخرين. وفي مسودة تقرير عن استراتيجية "أوبك" في الأمد الطويل قبل اجتماع المنظمة في فيينا الأسبوع المقبل توقعت "أوبك" أن تنمو إمدادات معروض الخام من المنتجين المنافسين من خارج المنظمة حتى عام 2017 على الأقل. ووفقا لـ "رويترز"، فإن التوقعات تشير إلى أن تباطؤ الطلب العالمي على النفط يعني أن الطلب على خام المنظمة سينزل من 30 مليون برميل يوميا في 2014 إلى 28.2 مليون في 2017. ويترك ذلك المنظمة فعليا أمام خيارين إما خفض الإنتاج من مستواه الحالي البالغ 31 مليون برميل يوميا أو الاستعداد لتحمل انخفاض أسعار النفط لفترة أطول بكثير. وقال تقرير "أوبك" إنه منذ حزيران (يونيو) 2014 فإن أسعار النفط تشهد انخفاضا كبيرا ووصلت إلى مستويات أقل حتى مما وصلت إليه إبان الأزمة في 2008، وإن كان المعروض من خارج المنظمة لا يزال يسجل بعض النمو. وهبط سعر خام برنت من 115 دولارا للبرميل منذ منتصف العام الماضي بسبب وفرة المعروض في ظل طفرة النفط الصخري الأمريكي وقرار "أوبك" في تشرين الثاني (نوفمبر) عدم خفض الإنتاج. وبدلا من ذلك آثرت المنظمة زيادة الإمدادات في مسعى لاستعادة حصتها بالسوق في مواجهة المنتجين ذوي التكلفة العالية، غير أن إنتاج النفط الصخري بدا أكثر مرونة وقدرة على الصمود مما كان يعتقده الكثيرون. وأشار تقرير "أوبك" إلى أن الانخفاض الشديد في الأسعار لن يؤدي إلى تقليص الإنتاج في حقول الدول غير الأعضاء في "أوبك" التي دخلت مرحلة الإنتاج بالفعل نظرا لأن المنتجين ذوي التكلفة العالية سيسعون دائما إلى تغطية جزء من نفقات التشغيل. وأضاف التقرير أنه بالنسبة للإنتاج المستقبلي خارج "أوبك" فقد لا يثني عن تنفيذ عمليات تطوير كبيرة في الدول غير الأعضاء في المنظمة إلا توقعات بنزول سعر النفط في الأمد الطويل عن التكلفة الحدية للإنتاج. وذكر التقرير أنه منذ عام 1990 جاءت معظم التوقعات المتعلقة بإمدادات المعروض النفطي المستقبلية من خارج "أوبك" متشائمة وكان معظمها خاطئا، وعلى سبيل المثال كانت التوقعات من قبل تشير إلى أن الإنتاج من خارج "أوبك" سيبلغ ذورته في أوائل التسعينات ثم ينخفض بعد ذلك. وتنشر أوبك تقاريرها عن استراتيجية المدى الطويل كل خمس سنوات، ولم يشر تقرير 2010 إلى النفط الصخري على أنه منافس شديد وهو ما يسلط الضوء على التغير الكبير الذي شهدته أسواق الخام في السنوات القليلة الأخيرة. ويعد فريق بحث من "أوبك" في فيينا تقرير الاستراتيجية الطويلة الأمد الذي عادة ما يحذر من أنه لا يعبر عن الموقف النهائي للمنظمة أو أي من دولها الأعضاء في أي استنتاجات مقترحة واردة فيه. واكتسبت "أوبك" سمعة بأنها المنتج المرن بفضل قدرتها على خفض وزيادة الإنتاج على مدى العقود الأخيرة لموازنة السوق. وأشار التقرير إلى أن التغيرات الهيكلية التي حدثت في الآونة الأخيرة في نماذج النمو لإمدادات المعروض من خارج "أوبك" نتيجة للإسهامات الكبيرة من النفط الصخري في أمريكا الشمالية، قد تكون نقطة تحول. ولفت التقرير إلى أن التقنيات الجديدة والأقل تكلفة في استخراج الخام المحكم والغاز الصخري والنفط الرملي ستضمن نموا كليا نسبته 6 في المائة سنويا، وستساهم بنسبة 45 في المائة من النمو في إنتاج الطاقة حتى 2035. واعتبر التقرير أن التكنولوجيا المطورة وعمليات الاستكشاف الناجحة والاستخراج المعزز من حقول قائمة، كلها عوامل مكنت العالم من زيادة قاعدة موارده إلى مستويات تفوق كثيرا توقعات الماضي، وأن الموارد السائلة في العالم كافية لتلبية أي زيادة متوقعة في الطلب خلال العقود القليلة المقبلة. وبحسب تقرير المنظمة فإنه مع استمرار وجود وفرة من النفط في مواقع معروفة انحسرت التوقعات بأن احتياطات العالم تنضب لتحل محلها تنبؤات بإمكانية اكتشاف كميات من النفط أكبر من أي وقت مضى. وذكر التقرير أنه بحلول عام 2019 ستظل إمدادات خام "أوبك" البالغة 28.7 مليون برميل يوميا أقل من 2014 ولن يبدأ الطلب على نفط المنظمة في الارتفاع إلا بعد 2018-2019 ليصل إلى نحو 40 مليون برميل يوميا بحلول 2040.

مشاركة :