يوما بعد يوم تتقلص الإيرادات المالية للنظام السوري مع فقدان السيطرة تدريجيا على الجزء الأكبر من حقول البترول والغاز ومناجم الفوسفات، وباتت إيرادات النظام تقتصر على الضرائب والرسوم الجمركية والمساعدات الإيرانية. ووفقا لـ "الفرنسية"، فقد خسر النظام السوري نهاية الأسبوع الماضي منجمي الشرقية وخنيفس للفوسفات في محافظة حمص وسط البلاد. ويبعد المنجمان نحو 50 كيلومترا عن مدينة تدمر الأثرية، وأوضح مصدر في وزارة النفط والثروة المعدنية السورية أن منجم الشرقية كان ينتج ثلاثة ملايين طن سنويا من الفوسفات، مقابل 850 ألف طن من الإنتاج في خنيفيس. وحلت سورية قبل اندلاع النزاع في منتصف شهر آذار (مارس)2011 في المرتبة الخامسة على قائمة الدول المصدرة للفوسفات في العالم، وكانت لبنان ورومانيا واليونان من أبرز الدول المستوردة. وتعد كميات الفوسفات الخام في العالم ضئيلة جدا، وهو يستخدم بشكل خاص في صناعة الأسمدة، وقد بلغت مبيعات الفوسفات داخل سورية وخارجها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي 408 آلاف طن، أي ما يعادل 39 مليون دولار أمريكي، تشكل الصادرات 35.3 مليون منها. وفي الفترة ذاتها من عام 2011، تخطى الإنتاج 988 ألف طن ما وفر عائدات بقيمة 63 مليون دولار في حينه للدولة السورية. وبلغت الإيرادات الإجمالية خلال العام ذاته نحو 250 مليون دولار مع إنتاج أربعة ملايين طن، استهلكت السوق المحلية 600 ألف طن منها في صناعة الأسمدة ومواد التنظيف. وكان نظام الأسد المدعوم من إيران يتطلع، انطلاقا من إيرادات الفصل الأول من العام الحالي، إلى أن يجني نحو 160 مليون دولار من عائدات الفوسفات مع انتهاء السنة. ويقول جهاد يازجي المحلل الاقتصادي ورئيس تحرير موقع "سيريا ريبورت"، إنها خسارة واضحة بالنسبة إلى دولة تُستنفد مواردها، وفي ظل الوضع الحالي، فإن كل مردود مهم. في موازاة ذلك، خسرت قوات النظام الأسبوع الماضي سيطرتها على حقل جزل النفطي في ريف حمص، أحد آخر الحقول تحت سيطرة النظام ويبلغ إنتاجه وفق يازجي 2500 برميل في اليوم الواحد. وبحسب إحصاءات الوزارة، فقد انخفض إنتاج البترول السوري الرسمي عام 2014 إلى 9.329 برميلا يوميا بعدما وصل إلى 380 ألفا قبل بدء النزاع. وارتفعت عائدات البترول في العام ذاته إلى 3.8 مليار دولار، ما وفر 25 في المائة من إيرادات الدولة و75 في المائة من قيمة الصادرات. وتأثرت الصادرات النفطية بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي عام 2011 على البترول والغاز احتجاجا على قمع النظام الوحشي للاحتجاجات التي اندلعت بشكل سلمي في حينه، قبل أن تتحول إلى نزاع دام أسفر عن مقتل أكثر من 220 ألف شخص وتهجير ملايين السوريين.
مشاركة :