حوار- ميادة الصحاف: قالت المصممةُ فروغ محمد بيروزي ل الراية إنّها انفردت بتوظيف إعادة تدوير الملابس والأقمشة لابتكار تصاميم عصريّة وحديثة، علمًا أنّها المرة الأولى في قطر، لافتة إلى أنّها اعتمدت الأزياء الرياضية المريحة لتصميم عباءات الرياضة. وأكّدت بيروزي، الحاصلة على بكالوريوس شؤون دوليّة من جامعة قطر وماجستير إدارة تنفيذيّة من جامعة بليموث - لندن قدرةَ الطلاب على الإنتاج والإبداع وليس الاستهلاك فقط، موضحةً أنّها حوّلت القطع القديمة إلى جديدة، وبنت خطًّا لعباءات وأزياء السفر تليق بالمرأة المُحتشمة لتكون أنيقة في كل مكان وزمان. وأشارت إلى أن نجاحها في عرض مشروع إعادة التدوير، وتصميم الأزياء المرتبطة بالحاجة المجتمعية، مكناها من أن تكون المشاركة الوحيدة من قطر في مؤتمر «الوجه الجديد للموضة» في لندن، وعضوة في الرابطة العالمية للنساء المهنيات، لتمكين المرأة والنهوض بها في مجال الأعمال التجارية. بالإضافة أنّها كانت المصممة الوحيدة من قطر في «أسبوع الأزياء»، الذي أُقيم في أمستردام في ديسمبر.. وإلى تفاصيل الحوار: • لماذا اخترتِ تصميمَ الأزياء، ومتى كان الاحترافُ الحقيقي؟ - لأنّها هواية تمكنت مني منذ الصغر، كنت أهوى رسم موديلات متنوّعة للملابس ودمج الألوان والبحث عن كل ما هو جديد في عالم الموضة. كما عُرفتُ في العائلة بشغفي الكبير في عالم الأزياء، فأصبح يُعتمد عليّ في رسم تصاميم جديدة عملية، وأخرى خاصة بالمناسبات لوالدتي وشقيقتي، وأيضًا خالاتي وبقية قريباتي. عندما كنتُ في الجامعة، تميزت بتصاميم عباءاتي التي كنت أنفذها بنفسي، وقد حازت إعجاب زميلاتي الطالبات، فقرّرت استقبال الطلبات وتصميم عباءاتهن بما يتناسب وظروف دراستي. وصممت عباءاتي الخاصة للجامعة من خلال إعادة تدوير ملابسي وتحويلها إلى عباءات، وهذا ما ميّز لديّ قدرة التصميم والابتكار، والقطعة المنفّذة من إعادة التدوير، لأنه يصعب تَكرارها. الإبداع والتميز • كيف خطرت لكِ فكرة إعادة تدوير الملابس والعباءات؟ - تبلورت فكرة إعادة التدوير كتحدٍّ داخلي في نفسي، بأن أكون طالبةً قادرةً على الإبداع والتميز والاستفادة من المواد المتاحة. تملكتني فكرة الإنتاج، التي تتنافى تمامًا مع العادات الشرائية التي نتميز بها كمجتمع استهلاكي من الدرجة الأولى، وأردت أن أثبت أننا، كطلاب، قادرون على العطاء، وتقدير ما هو مُتاح لنا من موادّ. وخلال المرحلة الجامعية، نشأ ذلك التحدي الرهيب لبناء الذات دون الاعتماد على المصروف اليومي فقط من العائلة. بحثت عن الإبداع بداخلي، ووجدت أني أستطيع ابتكارَ أجمل خطوط الموضة بأقلّ الموارد، لأكون قادرة على التميز بمردود مادي أثبت به أننا لسنا مجرد طلاب مُستهلكين لذويهم فقط، بل نحن قادرون على بناء أنفسنا وتقديم العطاء للمجتمع من خلال الإنتاج الذي يفوق الاستهلاك. بدأتُ استغلالَ ملابسي وقطع الأقمشة الزائدة على حاجتي، وتحويلها إلى عباءات مبتكرة، أثارت إعجابَ الكثير من زميلاتي الطالبات، ما أشعرني بالفخر بقدرتي على تحويل القديم والفائض إلى قطع جديدة ومميزة، وبتصاميم مُختلفة تمنحها عمرًا إضافيًا لاستهلاكها بطريقة أفضل. صعوبات • هل واجهتِ صعوبات في بداية المشوار؟ - نعم، إثبات الذات ليس سهلًا أبدًا، إلا إذا امتلكت عزيمة قوية تدفعك للرغبة نحو الأفضل دومًا. لديّ قناعة تامة بأن النجاح يحتاج إلى دفعة ذاتية تأتي من الداخل، ومتى ما أيقن الإنسان بأنه موهوب وقادر على أن يصبح أفضل، فإنه سيحتاج إلى العمل المستمرّ للحصول على مُراده. ولابدّ لنا من مواجهة الصعوبات التي تواجهنا، وفي مقدمتها كيفية الوصول، وبفضل الله استطعتُ التفرّد بتصاميمي التي أستمدّها من مخيلتي، ومن كل ما هو جميل حولي. ملابس السفر • وماذا عن تصاميمك لعباءات وملابس السفر؟ - عام 2015، بدأت دراسة الماجستير في لندن، وبسبب تنقّلي المستمر بين قطر وبريطانيا لاحظت وجود فجوة كبيرة في عالم الأزياء الخاص بالمحجبات، أو بالنساء الملتزمات بالملابس التي تغطي معظم أجزاء الجسم. إذ ترغب هؤلاء في الحصول على مظهر أنيق ومحتشم، لذلك تعتمد بعضُهن الكثير من القطع في الإطلالة الواحدة، ويكون الاختيار غير موفق، أو يظهرن بمظهر مثقل بالكثير من القطع التي لا تتماشى مع المظهر العام اللائق بهنّ. صممت عباءاتي الخاصة بالسفر بما يتماشى مع خطوط الموضة، استوحيت أفكاري من الجاكيتات الشتوية الطويلة بعد أن غيّرت بعض تفاصيلها، واعتمدت الألوان الزاهية والطبيعية الهادئة، كدرجات النود، وابتعدت عن الأسود. كان هدفي بناء خط أزياء تليق بالمرأة المحتشمة بما يجعلها من الأنيقات في كل مكان. مشاركات • حدثينا عن مشاركاتك؟ - عام 2010، أقمت معرضي الأول للعباءات، وقد حظي بإقبال لافت، ما دفعني للاستمرار بعزيمة أكبر. ثم استطعتُ، على مدار ثلاث سنوات متتالية، إثبات ذاتي في مجال الأزياء وبناء قاعدة جماهيرية كبيرة، لدرجة أن العميلات يبحثن عني في المعارض. كما استطعت فهم السوق، وتأسيس خط أزياء خاص بي، خاصة أنّ خبرتي في المعارض مكّنتني من انتقاء الأفضل، فكانت محطتي الأخيرة في معرض «منتجات منازلنا»، وأعتبره الأنجح على الإطلاق، والذي جعلني أبتعدُ عن المعارض الخاصة. عميلاتي من قطر ولندن وعُمان وإندونيسيا وإسبانيا. كما شاركت في تصميم تشكيلة عباءات حصرية للبوتيك العالمي «هارفي نيكلز» ومقرّه في الدوحة، وأعتبره من النجاحات التي عزّزت خط الأزياء الخاص بي. كما أني عضوة في الاتحاد الدولي لمحترفي المظهر العام (لندن)، وشاركت في سبتمبر الماضي في مؤتمر «الوجه الجديد للموضة» في لندن، وكنت العضوة الوحيدة من قطر. تشكيلات • كم تشكيلة تطرحينها خلال العام؟ - لا ألتزم بعدد محدد، بل أطرح تشكيلات تتعلق بحاجة المجتمع والقضايا المُجتمعية، مثل حاجتنا لعباءات الرياضة، والتي تمنحنا ذلك الانطباع بممارسة الرياضة، وهو ما دفعني إلى استخدام ملابس الرياضة لابتكار هذا النوع من العباءات. أيضًا عباءات السفر التي تمنح المرأة المحتشمة المظهر الأنيق والموازي لخطوط الموضة العالمية. لكني ألتزم بطرح عباءات عملية للعمل والدوام اليومي، وتصاميم لبعض المناسبات الخاصة، كاليوم الرياضي. اعتمدت قماش الحرير الهندي الأسود غير اللامع، كونه خفيفًا ومريحًا للاستخدام اليومي، لاسيما في فصل الصيف. وكثيرًا ما أستورد خاماتي من الهند، فهي من الأماكن المعروفة بالأقمشة الحريرية والقطنية، وهي الأنسب لحرارة الطقس في قطر. • ما أحدث خطوط الموضة؟ - بالرغم من مختلف خطوط الشك والتطريز التي ظهرت في العباءات مؤخرًا، إلا أنّ أناقة العباءة البسيطة ما زالت المتصدرة في كل مكان وزمان. تتوقّف موضة العباءات على استخدام المميز والمختلف من الأقمشة، وكذلك اعتماد أكثر من خامة في العباءة نفسها. كما يضفي إدخال الخامات الملونة على أجزاء من العباءة السوداء، الحياة لها. أما بالنسبة لأحدث صيحات الملابس، فالألوان المُشتقة من أشعة الشمس الأبرز هذا الموسم، كالأحمر بتدرّجاته المختلفة وصولًا إلى درجات الأبيض. بالإضافة إلى ألوان الأرض الترابية، والتي تتربع على عرش خطوط الموضة في كل عام. كما عادت أناقة الملابس ذات الألوان المتعددة، والأقمشة اللماعة، كالحرير الأنيق، والخامات المنقوشة بالورود الملونة، والدوائر والنقط مختلفة الأحجام. المرأة القطرية • كيف تقيّمين ذوق المرأة القطرية؟ - لولا ذوقُ المرأة القطرية الراقي جدًا، لما تنافست المصممات من مختلف الدول للمشاركة في المعارض المحلية وتقديم الأفضل والأجمل في عالم الموضة. وتتميز المرأة القطرية بذوقها الأنيق والرفيع وباختياراتها المتفردة. • كيف تسوّقين لتصاميمك؟ - عبر منصات التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني الخاصّ بي. • ما آخر أعمالك؟ - مثلت المجتمع القطري في أسبوع الأزياء «مودست فاشن ويك» في أمستردام ديسمبر الماضي، من خلال عرض تشكيلة خاصة، وكنت المصممة الوحيدة من قطر. برز «مودست فاشن ويك» في السنوات الأخيرة ليعبّر عن احتياجات المرأة من الأزياء المحتشمة التي تغطي معظم أجزاء الجسم. وقد ركّز بشدة على أزياء المحجبات في شتى أنحاء العالم، ما شكل تحديًا كبيرًا أمام الكثير من المصممات للدخول في هذا الخط.
مشاركة :