أعاد أمير القصيم الدكتور فيصل بن مشعل، تأكيداته للجهات الحكومية أن يتعاونوا مع الإعلام، وأكد ضرورة تعاطي المتحدثين الرسميين مع استفسارات الصحفيين؛ وذلك في جلسته الأسبوعية الأخيرة التي تناولت خطر الشائعات والإرجاف في المجتمعات، وعدم الاستسلام لها وتركها تسري بين المواطنين دون توضيح. وقال الأمير: “القطاع الحكومي عليه مسؤولية تفعيل دور المتحدث الرسمي لديه، وعدم إغفال دوره من خلال تفنيد كل شائعة، وعلينا أن ندرك أن ترك كل أمر بلا تفنيد أساس انتشار الشائعات”، وشارك ضيوف الأمسية الثقافية الاجتماعية التي يعقدها ما ذهب له الأمير، وأكدوا أن الشائعات تتنوع إلى سبعة أنواع، وتهدف إلى الحرب النفسية، وإثارة الفتنة، والتشكيك، وإضعاف الروح المعنوية، وزعزعة الوحدة بين أبناء الوطن. وهذه الإشارات التي أرسلها أمير القصيم للمتحدثين الرسميين وللمجتمع بأكمله، تَضَمّنت رسائل عدة أعادت للأذهان استحداث وظيفة المتحدث الرسمي قبل سنوات، ثم تأكيدات الدولة بعدها على ضرورة الرد على استفسارات الصحافيين وعدم ترك الأمر للتخمين والتأويلات؛ وهو ما يقطع باب الشائعات وينفي ما يتم تداوله عن بعض الوقائع التي قد تحدث هنا وهناك، وما يمس سُمعة بعض الأجهزة الحكومية خاصة الخدمية منها، وتفنيد أسباب الجرائم الأمنية وتوضيح ملابساتها. ومع انتشار الأجهزة الكفية وإقبال السعوديين على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وتناقل الفيديوهات وصعود الترندات التي تحمل كمًّا لا بأس به من التغريدات التي تحمل جزءًا كبيرًا من الشائعات؛ وهو ما تستغله الجهات المعادية وتدعمه الجيوش الإلكترونية والذباب الموجه لضرب استقرار المملكة والترويج لمعلومات مغلوطة لأهداف سياسية وأغراض دنيئة خاصة مقاطع التعنيف وتعمّد نشر خصوصيات الآخرين؛ لإظهار المجتمع السعودي وكأنه مجتمع تنتشر به الجريمة ويتفشى فيه الفساد.. برغم ما تخطوه الدولة من قفزات للحد من هذه السلوكيات؛ وهنا يأتي دور المتحدث الرسمي ليتصدى لهذه الأقاويل ويلجم الأفواه المغرضة مع ضرورة وعي المواطن وما يحاك له وما يدور حوله من مكائد مرتعها “تويتر”. أمير القصيم طالَبَ غير مرة بالتعاون مع وسائل الإعلام عندما كان نائبًا لأمير المنطقة، وعدم ترك الشائعات تجوب التطبيقات، وهي نفس المطالب التي نادى بها مختصو الإعلام والأمن؛ وذلك لما تُسببه الشائعات من إرباك للرأي العام وفتح الأبواب للتكهنات وإحباط للسعوديين، وهذا ما يبحث عنه الخصوم وهو أعز أمانيهم. وهنا يبرز دور المتحدثين للجهات الحكومية؛ فالرسالة التي يحملونها كبيرة ويناط بهم تصحيح وتفنيد ما تتناقله الألسن، وهذا لا ينكر وجود متحدثين متفاعلين ووزراء يؤمنون بدور وسائل الإعلام، فبدا بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية على صفحته بـ”تويتر” متفاعلًا مع ما يصله من استفسارات وانتقادات حول قطاع الصناعة سيرًا على تعليمات القيادة الحكيمة وكان من أوائل الوزراء الذين فتحوا قلوبهم قبل حساباتهم على شبكات التواصل، عاكسًا توجهات الدولة، فرأس السلطة السياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وعرف عنه بأنه صديق الإعلاميين والمثقفين، وقد حثهم ذات مرة على الانتقاد البنّاء وقال: “رحم الله مَن أهدى إليّ عيوبي”.. “يكتبون في الإعلام.. فليكتب من يكتب”؛ وهو يعكس رؤية القيادة بتبني النقد للنهوض بالمنظومة الحكومية.
مشاركة :