أموات يتكلمون..خبير آثار: صوت مومياء نسيامون مسلسل جديد من افتراءات الغرب على الحضارة المصرية القديمة

  • 1/25/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سادت حالة من الجدل الساعات الماضية، بسبب الإعلان عن توصل باحثين لصوت مومياء مصرية لأول مرة، بعد مرور 3 آلاف عام على تحنيط صاحبها وهو الكاهن المصري "نسيامون"، وقد عاش في عصر رمسيس الحادي عشر، وهو ما أثار حفيظة علماء الآثار والترميم المصريين، ومنهم الدكتور مدين حامد خبير الآثار ومدرس ترميم وصيانة الآثار بكلية الآثار جامعة الفيوم.حامد قال لصدي البلد:لم يتوقف شغف الغرب وهوسه اللامحدود بشأن المصريين القدماء وإرثهم الحضاري العظيم ، فقد ذهبوا بخيالهم الخصب دومًا- لمصر وحدها-  إلي حياكة القصص والأساطير بشأنهم بحثأ عن مواطن الإثارة والتشويق، كقصة بناء قوم "عاد" للأهرامات، وأن قدماء المصريين قد عرفوا الأطباق الطائرة.بل وأنهم قد صعدوا إلي الفضاء ليجلبوا ما استخدموه في تشكيل الهريمات أو أهرام البن بن أو صنع نصل خنجر توت عنخ آمون، وغيرها من الافتراءات والأكاذيب التي وللأسف قد ساندهم فيها وفي ترويجها كثيرون منا ومن الاختصاصيين في حقل الدراسات الأثرية والتاريخية بشتي فروعها.وهو عبث محض بالعقول وتزييف للتاريخ ومفرداته الحضارية، فكفانا دعمًا لعلماء الغرب في حملاتهم ودراساتهم الممنهجة حيال آثارنا وحضارتنا لنسبتها دومًا إلي أناسٍ غير مصريين أو قادمين من الفضاء لتفريغ وطننا الحبيب من أسلحته الوثائقية، لا سيما وأننا وأجدادنا منذ القدم دومًا الملهمون للعالم بأسرارنا العظيمة وسبقنا الواضح والمعضد بأدلته الدامغة في كافة المجالات. وتابع: كان خبر توصل فريق ألماني بقيادة البروفيسور ديفيد هوارد، رئيس قسم الهندسة الإلكترونية إلي بناء قناة صوتية لأحد الكهنة من عصر الرعامسة – الدولة الحديثة ويدعي  "نسيامون" بشكل رقمي، ثم أعادوا إنتاجها من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد ، و أن النطق المنشور بدا وكأنه "eeuughhh"، وذلك بحسب خبر نشرته "التليجراف" البريطانية خبرًا عبثيًا لا يلاقي منطقأ أو تفكيرًا عاقلًا يتقبله العقل كعادتهم وعهدهم بنا. وهي إعادة – رغم الفارق الزمني والتقني الهائل- عمياء لقصة السامري حينما طلب أن يصنعوا له عجلًا له خوار من خلال مرور الهواء عبر تجويفه ليحدث صوتًا أو خوارًا يذهل الحاضرين والمشككين في قدراته وجبروته وقتئذٍ،وإن سلمنا جدلًا أن الفريق الألماني هذا قد قام بهذا الإعجاز العلمي حسب وصفهم، فلن يكون له ذلك لعدة أسباب.وقال: كلنا يعلم جيدًا أن القلب إذا ما توقف توقفت كل الوظائف والمهام، وإذا ما كان ذلك بإشارة من المخ فقد توقف عن العمل ، ولم يعد يرسل إشاراته ، بل وماتت النواقل العصبية الناقلة لمثل هذه الإشارات وما شابهها،فكيف يكون ذلك؟.ونعلم أيضًا أنه إذا جف الحلق انخفض الصوت ولم تعد الأحبال الصوتية تؤدي دورها لإصدار الصوت، ولا بد من توفر الرطوبة المتمثلة في اللعاب لحدوث ذلك ، حتي وإن قاموا بترطيبها فلن يصدر الصوت لموت صانعها من الأنسجة والخلايا،فكيف يحدث هذا وكيف تعمل الخلايا الميتة؟.وكشف خبير الآثار أنه إذا ما فاضت روح الإنسان إلي ربها، لم ولن تؤدي كل جوارحه وأعضاء جسمه مهامها أو وظائفها المنوطة بها تنفيذها ، فالروح شرط أساس لتحركها والقيام بوظائفها، فسبحان الذي أنطق كل شيئ،كيف إذا نطقت تلك المومياء؟وقال أنه إذا ما مر الهواء من أي تجويف أحدث صوتًا عند احتكاكه عبر مساره بجدار هذا التجويف وانحناءاته، سواء أكان ذلك بجسدٍ حي أو ميت مثل القصبة الهوائية لمومياء نسيامون موضوع الدراسة، ولا علاقة له بنبرة صوت أو جودته ونوعه.بل أن ذلك يعتمد علي درجة خلو هذه الجدران من المسام والثقوب- فضلًا عن الشكل والحجم-  كالمعادن مثلًا والأنسجة الآدمية إذا ماكانت حية فقط، لتوفر الدهون ومواد المخاط التي تسد مسام البلعوم والقصبة الهوائية وتؤمن انسيابًا سلسًا للهواء، والتي تلفت أو تلاشت بموت الإنسان ،حتي وإن كان التحنيط الذي تم لجسده مثاليًا ، فوجود الروح وتدفق الدم هو من يحفظ بقاءه ، فكمال ذلك لله وحده عز وجل،فكيف عرف هؤلاء سر الحياة؟.قم أن المواد المستخدمة في التحنيط معظمها قلوي شديد ، لا سيما أملاح النطرون ، فضلًا عن الراتنجات ، وكلها لن تسمح بصدور مثل تلك الأصوات أو طباعتها ثلاثيًا علي هذا النحو، أو الدراسة بوسائل وتقنيات حديثة مثل التي استخدمت في هذه الدراسة المعلنة.وتابع مؤكدًا:فشلت وستفشل كل المحاولات من التجارب والدراسات المتعلقة بخلق الإنسان أو روحه،وهذا لا علاقة له بدراسات الأدوية والعلاجات أو العمليات الجراحية حتي لا يفسرها البعض بناء علي ذلك،فهل دبت الحياة بالمومياء ثانيةً أم كانت مخدرة بجرعة ومقدار عال من الكلوروفورم وأفاقت حين دراستها؟.وقل:كل الدراسات التي تمت وتتم حيال هذا المنحي هي دراسات افتراضية،ولا يمكن التحقق من صحتها أو دقتها إلا بعد تسجيل الصوت وطباعة القنوات الصوتية بالأبعاد الثلاثية مرتين لنفس الشخص ،مرةً قبل موته والثانية بعد مماته ، وهو ما لم تذكره الدراسة ، ولم تشر إلي تجربته علي حالات مماثلة ، وهناك من الحالات التي تستأهل الاهتمام والدراسة في هذا الصدد كالمومياء الصارخة ومومياء الملك "سقنن رع " بالمتحف المصري وغير ذلك.  وطرح تفسيرا للنقاش، وقال: قد يكون لهؤلاء الذين قاموا بالتجربة مآرب أخري،إذا ما جعلوا ذلك بمثابة بصمة صوت ليقارنوها بموتانا الحاليين ليثبتوا انتفاء علاقة قدماء المصريين بأحفادهم وأبنائهم ، وهو المشروع الأبدي للغرب، فضلًا عن ضحالة تفكير الكثيرين منهم وشططهم المستمر، ولم لا؟.وهؤلاء هم أصحاب الدراسات والتجارب المأمول نجاحها من قبيل وجود مقبرة "نفرتاري" خلف مقبرة توت عنخ آمون، واستخدامات "الروبوتات" بأهرامات الجيزة ، وتجاربهم الفجة منطقيًا بشأن استنساخ الإنسان بعد نجاحهم في استنساخ "النعجة دوللي" ، إضافة لحدثهم العلمي المرتقب لزراعة رأس إنسان ، وتجاربهم الأخري المثيرة والغريبة  في هذا المضمار،وكلها أدوات لجذب الانتباه من خلال الإثارة ، أو ترويجًا للسياحة لبلادهم ، أو حربًا ضروسًا علي حضارتنا وتزييفًا ممنهجًا للتاريخ.

مشاركة :