الشعبوي ماتيو سالفيني يتأهب لإطاحة الحكومة الائتلافية في إيطاليا

  • 1/25/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد مرور خمسة أشهر على فقدانه منصبه بسبب سوء تقديره للحسابات إلى حد كبير، تتجه أنظار ماتيو سالفيني، زعيم التيار اليميني المتطرف في إيطاليا، إلى عودة مبهرة إلى سدة الحكم. ويحشد رئيس حزب “رابطة الشمال” كل ما أوتي من قوة في حملته استعدادا للانتخابات المقررة يوم 26 يناير الجاري بإقليم إميليا-رومانيا الشمالي، وهو معقل اليسار ولم يسبق أن حكمه الشعبويون منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ومن شأن هزيمة اليسار في هذا الإقليم أن يماثل إزالة “جدار برلين إيطالي”، وفقا لما رآه أندريا ديلماسترو، النائب البرلماني عن حزب “إخوة إيطاليا” وهو حزب يميني متطرف آخر متحالف مع الرابطة. وكان سالفيني قد قال، الاثنين الماضي، “إذا حققنا الفوز في إقليم إميليا-رومانيا يومي 26 و27 من الشهر الحالي، سأتوجه إلى مقر رئاسة الوزراء حاملا مذكرة لرئيس الوزراء جوزيبي كونتي تطالبه بالرحيل عن منصبه”. وانهار في أغسطس الماضي الائتلاف الحكومي السابق في إيطاليا والذي كان يجمع بين حزبي الرابطة وحركة “خمس نجوم” المناهضة لمؤسسات الدولة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إجراء انتخابات مبكرة أشارت استطلاعات الرأي العام إلى أنه يمكن لسالفيني أن يفوز فيها بسهولة. وبدلا من ذلك، انضمت حركة “خمس نجوم” إلى خصمها السابق الحزب الديمقراطي، ودفعت الحركة بذلك سالفيني وحزبه إلى المعارضة. سالفيني يحشد كل ما أوتي من قوة في حملته استعدادا لانتخابات 26 يناير بإقليم إميليا-رومانيا وهو معقل اليسار ويراهن سالفيني (46 عاما) على الفوز في انتخابات إقليم إميليا-رومانيا سعيا إلى العودة إلى السلطة، وقام بجولات انتخابية على مدار عدة أسابيع في جميع أنحاء الإقليم، ونظم عشرة تجمعات شعبية بشكل يومي، مستخدما أعظم مهاراته الشعبوية. ويشتهر الإقليم بأطعمته المميزة، ولكي يؤثر في السكان المحليين، قام سالفيني بجولات لتقبيل كتل من أجبان البارميزان وشم شرائح لحم الخنزير المعد بالطريقة الباردة. وقاد سالفيني، السبت الماضي، تجمعا شعبيا في مارانيلو، وهي المدينة التي تضم مصانع شركات “فيراري” للسيارات، حيث ألقى خطابا أمام حشود من السكان وضعوا على رؤوسهم قبعات الرأس المعروفة للعبة البيسبول، وقد زينتها العلامة التجارية لفيراري، الحصان المتبختر. وقال لورنزو بريجلياسكو، المحلل السياسي والخبير في شؤون استطلاعات الرأي “المواقف متقاربة للغاية ويصعب التكهن بالنتيجة”. وركز بوناشيني وهو رئيس سابق للإقليم في حملته الانتخابية على القضايا المحلية، وحاول أن ينأى بنفسه عن الحكومة المركزية في روما التي لا تتمتع بالشعبية في إميليا-رومانيا. وخسر يسار الوسط إقليم إميليا-رومانيا في الانتخابات العامة التي جرت في عام 2018، وتم تأكيد هذا الاتجاه في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في عام 2019. وفي بولونيا، تعزز الاتجاه المقاوم لحزب الرابطة الذي يرفع شعار “لن يمر من هنا”، وذلك بدعم من حركة شعبية معارضة لسالفيني تأسست في المدينة في نوفمبر الماضي تحت اسم “أنصار السردين”، وهي تحمل شعار السردين في لافتاتها. وقام أتباع هذه الحركة بالاحتشاد في ميادين إيطاليا وهم يرفعون شعارات مناهضة للتيار الشعبوي اليميني المتطرف. ومن ناحية أخرى، ستكون أمام سالفيني فرصة لوضع الحكومة الإيطالية تحت المزيد من الضغط في جولة أخرى من الانتخابات المحلية والإقليمية، مقررة خلال شهري مايو ويونيو القادمين

مشاركة :