أثار ظهور وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الخميس، غضب شريحة واسعة من اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تعرض لموقف محرج في لقاء إعلامي على هامش المنتدى، لم يستطع خلاله الردّ بأجوبة مقنعة. وقام عدد من اللبنانيين بحملة ضد رحلة باسيل، مطالبين من المنتدى الاقتصادي العالمي بعدم دعوته، حيث تم استبدال باسيل رسميا كوزير للخارجية هذا الأسبوع وتعيين حكومة تكنوقراط جديدة. وجاء اللقاء الإعلامي مع مذيعة قناة “سي.أن.بي.سي” الأميركية، هادلي غامبل، ليزيد من غضب هؤلاء واستنكارهم، معتبرين أنه لا يمثل لبنان بل تجب محاكمته أيضا على ما اعترف به خلال اللقاء. وسألته غامبل خلال اللقاء “هناك الكثير من الضجيج في فيسبوك وتويتر وإنستغرام حول كيف وصلت إلى هنا.. هل أتيت على متن طائرة خاصة؟”. فأجاب باسيل “لقد جئت على نفقتي الخاصة”، مضيفا “أعرف أنّ الشائعات والأكاذيب لا تزال منتشرة لكن هذه هي الحقيقة. لم أصرف ليرة لبنانية واحدة من حساب الخزينة العامة!”. لكنّ الإعلامية الأميركية أصرت على طلب التوضيح بالقول “إن رواتب الوزراء في لبنان تصل إلى نحو خمسة آلاف دولار، فكيف يمكنك استئجار طائرة خاصة؟ هل هذا يعني أنّها من أموال الأسرة؟”. فأجاب الوزير السابق “كلا، إنّها هدية.. لقد أتيت بدعوة إلى هنا”. وردت غامبل بطريقة ساخرة “أتمنى أن يكون لدي أصدقاء مثل أصدقائك”، حينها تدخلت سيغريد كاغ، وزيرة التجارة الهولندية المنسّقة الخاصّة السابقة للأمم المتحدة في لبنان، فقالت “عندما نكون في الحكومة لا يجب أن يكون لدينا مثل هؤلاء الأصدقاء”. وعبر ناشطون لبنانيون عن استيائهم الشديد من أجوبة وزير الخارجية السابق، عبر هاشتاغ #جبران_باسيل_لا_يمثل_لبنان. فيما توالت التعليقات الساخرة من قبل المغردين عبر هاشتاغ #جبران_باسيل_يتبهدل. وقالت ناشطة: وركز ناشطون على مسألة اعتراف باسيل بتلقي هدية، وعلى ردة فعل الوزيرة الهولندية المستغربة لهذا التصريح، حيث يُمنع عادة المسؤولون وأصحاب المناصب العليا في الدولة من تلقي هدايا، وأشارت الكثير من التعليقات أنه في الدول الغربية يعتبر قبول مسؤول بالدولة لهدية بمثابة “رشوة”، ولا بدّ من التنحي أو المحاكمة، ومن الغريب والمفاجئ أن باسيل لا يعرف هذه المعلومة أو أنها فاتته وهو في خضم الرد على الانتقادات وما اعتبره إشاعات وأخبار كاذبة تستهدفه. وجبران باسيل، هو صهر الرئيس اللبناني، ميشال عون، ويتولى قيادة حزب التيار الوطني الحر، الكتلة المسيحية الأكبر في البرلمان، وبرز في السياسة اللبنانية خلال السنوات الماضية، كما شغل منصب وزير الكهرباء من العام 2009 حتى 2014، حين عاد للحكومة كوزير للخارجية، وكثيرا ما أثارت تصريحاته الجدل والانتقاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وطالت الانتقادات أيضا، التيار الوطني الحر والمؤيدين له، وتساءل البعض عن رأي أعضاء الحزب بوجود باسيل في منتدى دافوس، وتصريحاته الإعلامية، وعلق أحدهم ساخرا بالقول: واستمرت المواقف المحرجة التي تعرض لها باسيل في اللقاء الإعلامي، وتداولها اللبنانيون بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، حين ذكّرت غامبل، الوزير اللبناني السابق بأنه عندما شارك في المؤتمر العام الماضي 2019 قال إنه على العالم أن يتعلم من الإدارة اللبنانية كيفية إدارة بلد دون موازنة، لتعود وتسأله: اليوم ماذا تقول ولبنان ينهار؟ وكان قد طلب المساعدة لإنقاذ لبنان كي لا يتحوّل إلى “دولة فاشلة”. ولفت متابعون أن السياسيين والمسؤولين في لبنان يتعاملون مع الصحافيين في الغرب بطريقة مغايرة لتعاملهم مع الصحافيين اللبنانيين، حيث يفرضون عليهم الأسئلة، وخصوصا عند وجود جمهور في الاستوديو، إذ يتم إعداد الأسئلة مسبقا وتحديد الإجابة منعا لمفاجأة السياسي خلال اللقاء أو الحوار. يذكر أنه قبل أيام من انعقاد المنتدى، أطلق لبنانيون عريضة إلكترونية بعنوان “جبران باسيل لم يعد يمثل الشعب اللبناني، في المنتديات الدولية”، وذلك في محاولة لمنع باسيل من تمثيل لبنان في منتدى دافوس الاقتصادي الذي انطلقت أعماله الثلاثاء. وأشار نص العريضة إلى أن الشعب اللبناني خرج إلى الشارع منذ 17 أكتوبر 2019، للاحتجاج على الفساد السياسي والنسب العالية للبطالة وسياسة التقشف والطائفية والتراجع العميق في حقوق الإنسان الأساسية مثل توفير المياه والكهرباء بشكل مستمر على مدار 24 ساعة، وهي أزمة يعاني منها لبنان منذ ما يقرب من 30 عاما. وبحسب العريضة المنشورة على موقع “Change.org”، فإن باسيل “كان في مركز جميع القرارات الكارثية التي دفعت بالبلاد إلى أزمة سياسية قد تؤدي إلى إفلاسها في المستقبل القريب”. واتهمت العريضة الوزير بأنه “مرتبط بتبديد مليارات الدولارات من الأموال العامة وغسيل الأموال، والإثراء غير المشروع لأفراد أسرته”. وتابعت أن “الشعب اللبناني لا يستطيع قبول ولن يقبل بوزير فاشل وفاسد وخصوصا وزيرا تم طرده بأن يستمر في تمثيله في المحافل الدولية”. وطالبت العريضة الرئيس التنفيذي لمنتدى دافوس، كلاوس شواب، بأن “يشطب باسيل من قائمة الضيوف المتحدثين”.
مشاركة :