شبح فيروس كورونا يعمق عدم اليقين في الاقتصاد العالمي

  • 1/25/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت أوساط الأعمال العالمية صفارات الإنذار من دخول القطاعات التجارية ولاسيما قطاعي الطيران والسياحة في دائرة الركود الإجباري بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا، الذي ظهر مؤخرا في الصين، على نطاق أوسع. وظهرت أولى علامات تأثر الأسواق العالمية بأنباء انتشار الفيروس في قطاع الطاقة قبل أن تنتقل إلى شركات الطيران والبورصات. وطبقت العديد من الدول وخاصة في منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وروسيا ودول أخرى كثيرة في آسيا إجراءات فحص في المطارات الرئيسية. كما اتخذت معظم دول آسيا في مقدمتها تايوان وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية وتايلاند والفلبين إجراءات احترازية تتمثل في عمليات الفحص الطبي للمسافرين من الصين للحد من عملية انتشار الفيروس. وبينما لم تعلن شركات الطيران الخليجية، وخاصة طيران الإمارات والاتحاد للطيران عن تعليق رحلاتها إلى الصين، إلا أن حكومات المنطقة اتخذت احتياطاتها في هذا الجانب. وقالت مطارات في الإمارات في بيانات منفصلة الخميس الماضي، إن “السلطات ستفحص الركاب القادمين على رحلات مباشرة من الصين فيما تتحرك السلطات الصحية في العالم على عجل للحيلولة دون تفشي وباء عالمي”. وقضى فيروس كورونا جديد ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية على 17 شخصا وأصاب ما يقرب من 600 آخرين، معظمهم في الصين، رغم اكتشاف حالات في مناطق بعيدة مثل الولايات المتحدة. ويسافر مئات الملايين من الصينيين في الداخل والخارج خلال عطلة السنة القمرية الجديدة، التي تستمر أسبوعا وتبدأ السبت. وذكرت مؤسسة مطارات دبي أن جميع الركاب القادمين لمطار دبي الدولي على رحلات مباشرة من الصين سيخضعون لفحص حراري عند بوابة الوصول. ويعتبر مطار دبي الدولي ثالث أشد مطارات العالم ازدحاما ومركز عبور دولي رئيسي، وهو مقر شركة طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي. وقالت الشركة المشغلة إنه “من المتوقع أن يمر الآلاف من المسافرين الصينيين عبر مطار دبي في عطلة العام القمري الجديد”. وقال مطار أبوظبي الدولي، حيث مقر شركة الاتحاد للطيران، في تغريدة على تويتر إنه “سيبدأ أيضا فحص المسافرين القادمين من الصين”. ورغم أن الصين أغلقت مدينة ووهان، التي يقطنها نحو 11 مليون نسمة وتعد مركز تفشي المرض، بشكل كامل، إلا أن مواقع إلكترونية لحجز الرحلات الجوية أشارت إلى أنه من المقرر أن تصل رحلة جوية من ووهان إلى دبي غدا الأحد. وفي ظل هذا الوضع، تتزايد خشية شركات الطيران العالمية من اضطرارها إلى تعليق رحلاتها ليس فقط إلى ووهان، بل إلى مدن صينية أيضا وقد يؤثر ذلك على نشاط قطاع النقل الجوي العالمي برمته. وكمؤشر على احتمال تضرر شركات الطيران، قالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني في مذكرة إن “فيروس كورونا المنتشر حاليا من شأنه التأثير على أعداد المسافرين في حال فرض أي قيود على السفر الدولي”. كما حذر مصرف غولدمان ساكس، في مذكرة، من أن تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين، يمكنه خفض أسعار النفط بمقدار 3 دولارات للبرميل بسبب تباطؤ حركة السفر جوا. وأشار بنك الاستثمار الأميركي إلى سيناريو تفشي فيروس سارس بين عامي 2002 و2003 كحالة مشابهة، قائلا إن “فيروس كورونا الجديد قد يتسبب في انخفاض الطلب على وقود الطائرات بمقدار 170 ألف برميل يوميا”. ويتوقع المصرف تراجع الطلب بمقدار 260 ألف برميل يوميا بسبب تفشي المرض، وهي وتيرة أكبر بنحو 1.6 مرة من التباطؤ الناجم عن انتشار فيروس سارس. ويرجع محللو قطاع الطيران ذلك الأمر في المقام الأول إلى نمو حركة السفر الجوي بشكل كبير عما كانت عليه في مطلع الألفية. وشهدت أسعار النفط الخميس الماضي انخفاضا باثنين بالمئة بفعل مخاوف انتشار فيروس كورونا في الصين، وهو ما قد يخفض الطلب على الوقود. وبعد تراجع في مخزونات الولايات المتحدة من الخام، جاءت خسائر محدودة، إذ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.17 دولار بما يعادل 1.9 بالمئة ليتحدد سعر التسوية عند 62.04 دولار للبرميل. وكان أدنى مستوى للجلسة 61.25 دولار هو الأقل منذ أوائل ديسمبر الماضي. وأغلق خام غرب تكساس الوسيط منخفضا 1.15 دولار أو اثنين بالمئة إلى 55.59 دولار للبرميل، بعد أن سجل في وقت سابق 54.77 دولار، وهو أقل سعر له منذ نوفمبر الماضي. وتأتي هذه المشكلة لتزيد من متاعب أسواق المال في كبرى عواصم العالم، بعد أن تراجعت أسهم معظم الشركات وخاصة التي تعمل في قطاع الطيران.

مشاركة :