لنقلب السحر على الساحر

  • 5/29/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جميعنا يعرف أن إيران دولة معتدية، وأنها تناصبنا العداء وتحاول محاصرة الجزيرة العربية، وليس المملكة ودول الخليج فقط، وتحويلها إلى منطقة نفوذ تابعة لها، وهي تسعى لذلك بكل السبل، وأمضى وأخبث سبلها استخدام البعد الديني الأيديولوجي الطائفي. عالميا صورت نفسها كما تفعل (إسرائيل) أنها الدولة المحاطة بمن يناصبها العداء، وإقليميا استغلت الشيعة العرب بتصوير نفسها أنها المناصرة لهم ضد دولهم المحرومين فيها من أبسط حقوقهم، ومحليا تسعى لاستغلال الأقلية الشيعية وتأليبهم ضد الأغلبية بتصويرهم أنهم فئة مضطهدة مظلومة. انسياق بعضنا ووقوعه في هذا الفخ يعني، ضمن أشياء عدة، نجاح إيران في مساعيها في تغليف صراعها بغطاء الطائفية، برغم أن الجميع يعلم أنه صراع سياسي مصالحي لا علاقة له بالدين، وللأسف هناك من ضعاف النفوس من السنة والشيعة من يصدق هذه الادعاءات وينخرط في تأليب وإثارة النعرات الطائفية. وكما أن النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، يدفع الغلو والتشدد إلى اتهام من يقف ضده، وهذا ما حدث في لبنان عندما وقف شرفاء الشيعة ضد مهاترات أمين حزب الله ورفضهم الوقوف ضد أوطانهم فنعتهم بشيعة السفارات، وهو ذاته ما استخدمه غلاة السنة بمسمى زوار السفارات ضد من رفض دعواهم من السنة. حادثة مسجد القديح الإجرامية تمثل كل هذا، إذ برغم الإدانة الرسمية والشعبية ظل بعض المخدوعين يكررون تذكيرنا بما حدث لأهلنا السنة في سوريا والعراق واليمن، وكأن هذا الحادث انتقام لهم أو أخذ بثأرهم، وكل هذا خلط للأوراق ويصب في مصلحة إيران. إيران ستواصل الادعاء أنها الدولة الديموقراطية الوحيدة وسط الفوضى العربية، والواجب علينا دحض هذا التصور محليا وإقليميا وعالميا، شيعة السعودية وبقية طوائفها جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني، والغريب أن يتنادى بعضنا لمناصرة شيعة الأهواز في إيران وينبذ شيعة وطنه، هؤلاء إن استمررنا في مناصبتهم العداء سيكونون صيدا سهلا للأطماع الإيرانية وسيكونون فعلا طابورا خامسا، والمفترض احتضانهم وبقية الطوائف التي تعيش بيننا كأقلية يتمتعون بكافة حقوق المواطنة التي تجمعنا بهم لا صدقة وإحسانا، بل كحق طبيعي لهم تكفله حقوق المواطنة والانتماء. آخرا وليس أخيرا، ليس كل الشيعة من يسب الصحابة بالخصوص الصديق والفاروق ــ رضي الله عنهما، وليس كلهم من ينتقد أمنا عائشة ــ رضي الله عنها، فرفقا بالعداء تجاههم، ولنستبين الخطى قبل الإقدام على ما يزيد فرقتنا الدينية ويشرذم وحدتنا الوطنية كي نبطل حجة ووسيلة إيران لتمزيقنا.

مشاركة :