هل يصح التضحية بشخص واحد لإنقاذ خمسة؟ (معضلة العربة)

  • 1/25/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تلعب الاختلافات الحضارية لشعوب بلدان العالم المختلفة، دورا أساسيا في الإجابة عن سؤال: هل يمكن التضحية بحياة شخص واحد لإنقاذ خمسة أشخاص؟ تفيد مجلة National Academy of Sciences للإجابة عن السؤال أجرى فريق من العلماء برئاسة إدموند عواد من كلية إدارة الأعمال بجامعة إكستر البريطانية، دراسة واكتشفوا كيف يحل الناس من مختلف القارات ما يسمى بـ "معضلة العربة"، حيث يمكن أن تؤثر نتائج دراستهم على أخلاقيات البرمجة وتؤثر في إنتاج سيارات تسير ذاتيا. ما هي معضلة العربة؟ هي وجود عربة ترام تسير باتجاه خمسة أشخاص مقيدين أو عاجزين عن الحركة على سكة مسار هذه العربة، وأنت تقف بالقرب من عتلة تغيير اتجاه حركة هذه العربة، حيث إذا غيرت اتجاه العربة إلى المسار الثاني ستنقذ حياة الأشخاص الخمسة، ولكن بالمقابل ستضحي بحياة شخص واحد مقيد على الطريق الثاني. أي أنك أمام خيارين: ألا تحرك ساكنا ويموت الأشخاص الخمسة. أو أن تبادر بتغيير اتجاه حركة العربة وتنقذ حياتهم، وبذلك تضحي بشخص واحد مقيد على الطريق الثانوي. يكمن جوهر المعضلة الفلسفية في أن نظرية النفعية تؤكد على ضرورة توجيه العربة إلى المسار الذي يتواجد عليه رجل واحد. بل إن النفعية الكلاسيكية لا ترى هذا القرار مسموحا به فحسب، بل هو ضرورة أخلاقية، بوصفه الخيار الأفضل مقابل خيار عدم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق.  على الجانب الآخر، ترى مدارس فلسفية أخرى، أنه بما أن الأخطاء الأخلاقية موجودة على أية حال، لذلك فإن المشاركة في الخطأ الأخلاقي يجعل الشخص مسؤولا جزئيا عن الوفاة، في حين من الممكن أن يكون غير مسؤول عن "قدرية" وجود الأخطاء الأخلاقية. وهو ما قد يعني أيضا أن الشخص الذي لا يتخذ إجراء يرى أن "القدر" هو من يختار ضحاياه، وأن حياة البشر غير متكافئة، والقدر هو من يضع قيمة لها وفقا "لاختيارات عشوائية قد لا نرى حكمتها الآن". ووفقا لبعض هذه التفسيرات، فإن مجرد التواجد في هذا الموقع، والقدرة على اتخاذ إجراء من شأنه التأثير على مجريات الأحداث، هو في حد ذاته التزام بالمشاركة، ويندرج تحت بند "عمل لا أخلاقي" يثمّن حياة خمسة أشخاص أكثر من شخص واحد، في الوقت الذي يجب النأي بالنفس عن المشاركة في هذا الوضع "الخاطئ أخلاقيا" بالأساس. www.youtube.com رسم توضيحي لمعضلة العربة وقد عرض الخبراء هذه المعضلة على 70 ألف شخص من 42 بلدا وطلبوا منهم حلها. وقد تبين للعلماء أن 81% من المشاركين في هذه الدراسة أبدوا استعدادهم لتغيير اتجاه حركة العربة وإنقاذ حياة الأشخاص الخمسة والتضحية بحياة واحد فقط. و50% منهم أبدوا استعدادهم للتضحية بحياة شخص واحد من أجل إنقاذ حياة خمسة، ولكن بشرط سقوط هذا الشخص من جسر المشاة وتوقف حركة العربة. والمثير للاهتمام، أن سكان أوروبا وأستراليا وأمريكا الشمالية والجنوبية  يميلون إلى إنقاذ الأشخاص الخمسة أكثر من سكان البلدان الشرقية مثل الصين واليابان. وهذا يتفق مع اعتقاد العلماء الذي يفيد بأن الناس في المجتمعات التقليدية يعيشون في مجموعات صغيرة ضيقة، يصعب فيها إنشاء علاقات جديدة. لهذا السبب يصعب عليهم التعبير عن رأيهم بشأن هذه الفكرة المشكوك بها وهي التضحية بشخص ما. ولكن يسهل على الناس في البلدان الغربية إنشاء مجموعات وعلاقات اجتماعية جديدة. لهذا السبب بالذات لا يخافون من التعبير عن رأيهم، الذي قد لا يتفق معه الآخرين. ووفقا لرأي عواد، هذه النتائج يمكن أن تؤثر في تطور أخلاقيات البرمجة والذكاء الصناعي، وبصورة خاصة في إنتاج سيارات ذاتية الحركة (من دون سائق) ويضيف موضحا، هذه النتائج يمكن أن تفيد عند وضع برامج السيارات ذاتية الحركة، لأنها تأخذ بالاعتبار موقف الناس من كيفية تقييم هذه السيارات لمستوى الخطر في الشارع والخسائر في حالة الاصطدام. المصدر: فيستي. روتابعوا RT على

مشاركة :