قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الخميس (28 مايو/ أيار 2015) إنه سيسافر في يونيو/ حزيران المقبل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في مسعى لتحقيق توافق دولي في الآراء بشأن قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يضع أسساً للمحادثات. وقال فابيوس لإذاعة «فرانس إنتر»: «نحن ندعم حل الدولتين. نحتاج إلى ضمان أمن إسرائيل. هذا شيء واضح. لا يوجد سلام وأمن من دون تحقيق العدالة للفلسطينيين... لنكن صريحين لم تمنح العدالة للفلسطينيين». وقال دبلوماسيون فرنسيون إن باريس وزعت في الآونة الأخيرة وثيقة عمل على الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية تحضيراً لمشروع قرار في مجلس الأمن يضع جدولاً زمنياً وأسساً محددة لمفاوضات السلام الجديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال فابيوس: «سأتوجه... إلى مصر والأراضي الفلسطينية وإسرائيل للتحدث مع قادتها». وتابع «نريد أن تبدأ المفاوضات من جديد بين الطرفين وأن تجري ضمن إطار دولي». وقال مساعدون لفابيوس إن الزيارة تأتي قبل الجولة الأخيرة من المفاوضات بين القوى العالمية الكبرى وإيران بشأن ملفها النووي في نهاية يونيو/ حزيران. وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية أن القرار المقترح لن يذهب أبعد من نقاط التفاوض المتفق عليها بالفعل لكنه سيحدد مدة زمنية تتراوح بين 18 و24 شهراً لاستكمال المحادثات. وستبدأ بمؤتمر لكل الأطراف الأساسية. وبعد سنوات من الجهود التي قادتها الولايات المتحدة لإقرار السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين انهارت المحادثات. وقالت واشنطن إنها «ستعيد تقييم» خياراتها في العلاقات الأميركية الإسرائيلية ودبلوماسية الشرق الأوسط بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الحملة الانتخابية الأخيرة أنه يعارض قيام دولة فلسطينية. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي صوتت الولايات المتحدة ضد مشروع قرار فلسطيني يدعو لانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية بحلول نهاية العام 2017. لكن مع تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة وتفاقم الوضع الإقليمي تعمل باريس من وراء الستار لإقناع الأميركيين بالمضي قدماً في إصدار قرار. وقال دبلوماسي فرنسي كبير «الأسلوب الأميركي لم يفلح ولذلك شعرنا بأن الفكرة هي توفير الظروف التي تدعم هذه المفاوضات بإنشاء مجموعة دعم دولية تضم الأوربيين والعرب والأميركيين وكل من يعتقد أنه سيكون مفيداً». وقال دبلوماسيون إن واشنطن أوضحت أنها لا تريد مناقشة عملية الشرق الأوسط قبل الانتهاء من المفاوضات الإيرانية.
مشاركة :