نشأت أبو الخير الأنبا باخوميوس والدير المجهول

  • 1/26/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفل الكنيسة القبطية هذه الأيام بالعيد الـ ٤٨ لرسامة الأنبا باخوميوس أسقفا على إيبارشية البحيرة وتوابعها، وهو أول أسقف يقوم برسامته البابا شنودة الثالث فى ١٢ / ١٢ / ١٩٧١ لذا هو باكورة الرسامات للأسقفية، كما أنه الآن عميد الأساقفة وشيخ المطارنة ورقى أيضا فى حبرية البابا شنودة لرتبة المطران فى ٢/٩/١٩٩٠، والأنبا باخوميوس الذى كان يحمل اسم سمير خير سكر حين كان فى العلمانية، هو مواليد شبين الكوم فى ١٧/١٢/١٩٣٥ لذا يتم الاحتفال أيضا بعيد ميلاده الـ ٨٤ (أطال الله حياته) وقد اختير نيافته فى مارس ٢٠١٢ قائم مقام البابا البطريرك فى الفترة ما بين نياحة الأنبا شنودة البابا الـ ١١٧، وتولى الأنبا تواضروس البابا الـ ١١٨ السدة الرسولية للكرسى السكندرى خلفا لمار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية واستطاع خلال تلك الفترة الحساسة والحرجة والأمواج المتلاطمة التى أحاطت بالوطن والكنيسة أن يعبر بسفينة الكنيسة إلى بر الأمان وحين طالبه الكثيرون من الأساقفة والعلمانيين بالترشح للمنصب البابوى الرفيع الذى هو أهل له أبى ورفض فأصبغ عليه الشعب الذى أحبه لقب البابا.* ويتواكب الاحتفال بعيد رسامته باحتفال آخر وهو تأسيس إيبارشية البحيرة وتوابعها كإيبارشية مستقلة على يد الانبا باخوميوس وفى حبرية البابا شنودة سنة ١٩٧١ بعد أن كانت تابعة لإيبارشية الغربية وعلى يديه شهدت نهضة روحية وعمرانية كبيرة ورسامة كهنة وشمامسة وإقامة خدام وكنائس عديدة وأصبحت الآن أكبر إيبارشية فى تاريخ الكرازة والتى تشغل مساحة جغرافية تمثل ٢٣٪ من مساحة مصر والوطن فكرسى البحيرة أصبح يضم إيبارشية مترامية الأطراف تشمل البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية والقطاع الصحراوى من الإسكندرية ومدينة السادات والساحل الشمالى والعلمين ودول الشمال الأفريقى ليبيا والجزائر وتونس والمغرب بالإضافة إلى النوبة بالسودان ومالطة وقبرص. * كما شهدت هذه الإيبارشية - فى عهد نيافة تأسيس كلية القديس اثناسيوس الرسولى الاكليريكية بكرمة مار مرقس بدمنهور وأيضا معاهدها اللاهوتية - معهد الكتاب المقدس ومعهد الألحان والموسيقى والذين احتفلوا هذه الأيام أيضا بتخريج دفعات لاهوتية جديدة، كما تم افتتاح فروع للكلية الإكليريكية فى مرسى مطروح والسادات وكنج مريوط. * وإيبارشية البحيرة تذخر بقدر كبير من الكنوز القبطية وبقدر من التراث الآبائى والتاريخى فتمتلك كنزا من الآباء العظام على مدى التاريخ وعلى منهج الآباء يسير الأنبا باخوميوس التى أثمرت أمانة خدمة نيافته عن اكتشاف وإحياء دير الأنبا مكاريوس السكندرى بجبل القلالى بعد اندثاره ما يقرب من ١٢٠٠ سنة والقديس مكاريوس السكندرى هو أحد الثلاثة مقرات القديسين الذى يأتى ذكرهم فى القداس الإلهى وهم (القديس مكاريوس الكبير والقديس مكاريوس السكندرى والقديس مكاريوس أسقف إدكو) وقد عاصر القديس مكاريوس الكبير وتمييزا له أطلق عليه القديس مكاريوس الصغير وأبومقار السكندرى وكان أبا ومرشدا لجميع القلالى القريبة من الإسكندرية ودعى أب جبل القلالى وقد بلغ اتباعه من المتوحدين خمسة آلاف شخص. * الدير المجهول دير جبل القلالى (دير القديس مكاريوس السكندرى).نشأت الرهبنة فى جبل القلالى عندما زار الأنبا أنطونيوس (كوكب البرية) منطقة نتريا لافتقاد الأنبا آمون أولاده نحو منتصف ٣٣٥م فقال الأنبا أمنيوس الأول للأنبا أنطونيوس أب الرهبان بفضل صلواتك تزايد عدد الأخوة كثيرا وامتلأ بالرهبان ونخشى أن يفقد المكان هدوءه والبعض يرغب فى بناء قلالى بعيدا ليتمتعوا بالوحدة وأجاب الأنبا أنطونيوس ننطلق إلى الصحراء لتحديد المكان المناسب وسارا معا فى الصحراء غربا نحو أربع ساعات ووقف الأنبا أنطونيوس فى مكان فسيح وغرس صليبا فى الأرض التى تبعد ١٢ ميلا ووقف يصلى ومعه الأنبا آمون وقال هنا يسكن أولادك ومحبو الوحدة والهدوء واختير الأب مكاريوس السكندرى أبا لجبل القلالى نظرا لنموه الروحى ونسكياته وقبول الرهبان له فعاش الرهبان المحبون للوحدة منشوبيات (مسكن للرهبان) بلا أسوار وسقف المنشوبية عبارة عن قباب وكل منشوبية تبعد عن الأخرى مساحة كافية فلا يسمعون بعضهم البعض واستمرت الرهبنة فى هذه المنطقة أكثر من ٤٠٠ سنة عاش فيها آلاف النساك وعاش فى الدير كثير من القديسين منهم (الأنبا إيسيذورس والقديس بفنوتيوس والقديس بيمن والأنبا شيشوى والأنبا أمنيوس الطويل وآخرون كثيرون ) وقد اشتهر الأنبا مكاريوس السكندرى بالحياة النسكية التى جعلت منه معلما لآباء ورهبان كثيرين وظلت منطقة القلالى عامرة بالرهبان حتى القرن الثامن وقد اندثرت الحياة الرهبانية من جبل القلالى بعد دخول العرب وتخريبها والسكنى فيها وبحلول القرن التاسع صارت مهجورة إذ رحل الرهبان إلى السقيط رحيلا هادئا فلم يخلفوا وراءهم كتبا أو مخطوطات أو أجساد قديسين. * أعاد نيافة الأنبا باخوميوس ملامح الحياة الديرية فى جبل القلالى بعد ١٢ قرنا من الزمان بعد أن اندثرت فيها الحياة الرهبانية وبعد سيامة الأنبا باخوميوس بـ ١٢ سنة نحو سنة ٨٢ ذهب ليبحث عن القطيع فوجد كنزا عظيما ذهب إلى هذه المنطقة التابعة للمديرية وهى منطقة صحراوية بدأت تزحف عليها الزراعات منذ سنة ٦٥ تعرف على منطقة الآثار وتجول فى المنطقة المسماة منطقة آثار جبل القلالى وبالمصادفة كان مسافرا لسويسرا وجد مجلة سويس إير فى الطائرة ووجد بها مقالا نحت عنوان كيليا وإذ به مقال يتحدث عن منشوبيات جبل القلالى والحفريات التى تجرى فيها بواسطة البعثة السويسرية والبعثة الفرنسية، يقول نيافته عندما اشترينا هذه الأرض لم يدر بخلدى أنها ستكون يوما ديرا للقديس مكاريوس السكندرى، كنت أظن أنها منطقة آثار يجب أن نحافظ عليها وفى نفس الوقت تضم كنيسة لخدمة أبناء المنطقة والعاملين فيها، أما بعد أن اتضحت الملامح أمامى وضعت فى نفسى إحياء التراث القديم وإعادة الحياة الرهبانية بجبل القلالى ثم بدأ ببناء كنيسة فى سنة ٩٢ باسم العذراء والقديس مكاريوس الكبير وسيامة كاهن لها، وبدأت الملامح تظهر أكثر حتى صار اليقين الكامل أنها منطقة القلالى وقد تعرف نيافته على البعثتين ودعاهما لزيارة المطرانية فى دمنهور واطلع على المراجع التى قاموا بكتابتها واهتم بزيارة جبل القلالى معهم فى عدة أماكن مختلفة وكان لأمانة الأنبا باخوميوس وسرعة تحكمه عندما عرف بتاريخ المنطقة وارتباطها بالقديس مكاريوس السكندرى وديره بجبل القلالى فتحرك للحفاظ على تاريخ المنطقة وآثارها. * اكتملت ملامح الدير وتم الاعتراف به كأحد الأديرة القبطية العامرة فى جلسة المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثانى فى ٥ يونيو ٢٠١٤ وتعيد الكنيسة بتذكار نياحة القديس مكاريوس السكندرى يوم ٦ بشنش الموافق ١٤ مايو وتم اختيار الأنبا إيساك كمرشد روحى للرهبان وقام الأنبا باخوميوس رئيس الدير فى البداية برسامة ٩ من الرهبان من الذين تقدموا للرهبان وتم منح ثلاثة رهبان رتبة الكهنوت، وتتوالى الإنشاءات فى الدير ببناء كنيسة كبيرة وهما منشوبية كنسية على طقس جبل القلالى القديم ومبنى للرهبان ومبنى تعليمى ومبنى للضيوف وكنيسة كبيرة وملحقاتها وكتبة ومطبخ كبير ومطعم كبير وغيرها. والأنبا مكاريوس السكندرى ولد بالإسكندرية نحو عام ٢٩٦ من والدين فقيرين واشتغل خبازا يصنع الحلويات والفطائر، صار مسيحيا وتعمد فى سن الأربعين من عمره ثم ترك كل شىء فى العالم وذهب إلى القديس الأنبا أنطونيوس الكبير، وتتلمذ على يديه، ذهب إلى منطقة نتريا وتتلمذ على يد القديس بموا ونال أبومقار السكندرى الكهنوت سنة ٣٥٥ م بعد ذلك توجه إلى الصحراء المجاورة للإسكندرية إلى كيليا (منطقة جبل القلالى وسميت بذلك لكثرة القلالى التى أنشأها تلاميذه فى هذا المكان، أخذ موهبة إخراج الشياطين وشفاء المرضى، التقى بالأنبا باخوميوس فى طبانسين بالقرب من الأقصر والتقى بالبابا تيموثاوس الـ ٢٢ ليصلى من أجل سقوط الأمطار فصلى فسقطت أمطار غزيرة، ويكفى هذه الأمطار لئلا نهلك تنيح القديس نحو ٣٩٤ م بعد أن قرب الـ ١٠٠ عام مضى نحو ٤٠ منها فى الإسكندرية وأكثر من ٦٠ عاما فى منطقة نتريا والقلالى، فكان أبا روحيا لمنطقة جبل القلالى ومؤسس الحياة الرهبانية فيه وبلغ عدد المتوحدين فى جبل القلالى من ٣٥٠٠ إلى ٥٠٠٠ راهب، وللقديس مكاريوس السكندرى عدة قوانين طبعت فى باريس سنة ١٦٣٧ وأيضا رسائل عن نفوس الأبرار بعد الموت طبعت فى سويسرا سنة ١٦٩٦.

مشاركة :