بجسد ممزق مراد يروي مأساة يمنية : الحوثيون انهوا مباراة كرة القدم بقذيفة هاون

  • 5/29/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة المرصد :لم يخطر على بال شباب وأطفال محافظة أبْيَن اليمنية أن مباراة كرة القدم التي يتشاطرون فيها مع أبناء حيّهم ابتسامة خاطفة ستنتهي بغير صفارتهم المعتادة التي هي اقتراب أذان المغرب، إذ سقطت عليهم قذيفة هاون من إحدى عصابات الحوثي قبل عشرة أيام. مأساة متكررة ودامية تصنعها ميليشيات الحوثي في كل المحافظات اليمنية والمديريات المتفرقة، كان ضحيتها هذه المرة ثلاث وفيات، طفل وشابان يافعان، وإصابة خمسة عشر آخرين كانوا يلعبون كرة القدم في إحدى ضواحي "لودر" في محافظة أبين. وبحسب صحيفة الحياة يقول عنها مراد عمر صالح صيمع البالغ من العمر 15 عاماً وهو يرقد في أحد مستشفيات المملكة بعد إصابته في البطن إثر مقذوف الهاون، تمزقت على إثره بعض الأعضاء ما أجبر الأطباء على استئصال كليته اليمنى وأجزاء من الأمعاء. كان مراد يسأل عمه المرافق معه عن أخيه صالح الذي أصيب معه في الملعب -يصغره بسنتين - وتهشّم عظم فكّه الأسفل، وكانت الإجابة أن أخيه خرج من المستشفى وهو الآن في حالٍ جيدة، فبادر بسؤال حزين: "باقي ما يتكلم؟!". اتضح لاحقاً أن جزءاً من لسان "صالح" تمزق، ويحتاج إلى عملية زراعة في وقت لاحق. ويوضح مراد أنه لم يشعر بشيء في أول وهلة، لأن القذيفة نزلت بشكل مفاجئ في وسط الملعب، حيث كان التجمع حول الكرة، لكنه توقف برهة ثم قال: "شعرت بالألم في بطني ولمست الدم. عندما رأيت مبارك بجانبي لا يتحرك"، مبارك هو صديقه وجاره، والذي كان أحد المتوفين الثلاثة عن عمر يناهز 13 عاماً، وتمنى مراد بحرقة أن أصدقائه المتوفين أصيبوا مثله ولم يفارقوا الحياة، لكانوا بجانبه الآن يتلقون العناية. ويبدو أن صحة مراد بدأت تتحسن، بعدما بدأ يأكل بشكل طبيعي بعد أسبوع من "أكل الأنبوب"، كما يسميه، لكن روحه المرحة التي قال عمه إنه يتمتع بها وتضحك الجميع ما زالت غائبه، بسبب أحلام تراوده كلما نام، ولم يخبر أحداً عن تلك الكوابيس التي تفزعه بعد كل ساعة أو ساعتين, حتى عند سؤاله عنها "شاح بوجهه" بعيداً. صغار السن والأطفال في اليمن ما زالوا يتزايدون في لائحة ضحايا الميليشيات الحوثية وأعوانها من عصابات المخلوع علي صالح التي تضرب كل الأحياء السكنية والتجمعات المدينة بشكل هستيري ودموي إجرامي، ولم يسلم من عدوانهم حتى الملاعب التي يهرول الشباب والأطفال فيها خلف الكرة بحثاً عن رمق الحياة والمتعة والتبسّم.

مشاركة :