مريم البلوشي القمة ليست ارتفاعات أو جبالاً تصل لها ولا تعود ترى أشياء جديدة، القمة أن تصل وتتحدى نفسك في أن الإنجاز القادم صعب جداً، بلوغ القمة الأولى سهل، والمحافظة عليه صعب، والأصعب أن تبتكر قمة جديدة في حياتك تجعلك في تحد مستمر لقيمة نفسك وعطائك وإبداعك، وليس هناك وقت للراحة إن اعتقدت أن البلوغ الأول بعده راحة؛ بل هناك استفزاز من نوع جديد، يرغمك إن كان نورك لا يزال، تريد له أن يسطع، أن تنقاد وراء الاستفزاز وأن تولد لنفسك استفزازات خاصة، مع نفسك، محيطك ومجتمعك...!أعلن الاستعداد للخمسين، وهي من أهم قمم دولتنا، دولتنا التي بنيت على تعب الكثيرين وإنجازهم، إنتاجهم المستمر وبذلهم اللامتناهي، هي مرحلة النظر للرحلة الطويلة التي امتدت ل 50 عاماً في كل شيء حولنا، وليس المعني بها ماذا سنقدم في الذكرى الخمسين، يظن البعض من وجهة نظري خطأ أنه عام «فعاليات»!!! أو أجندة نملأها مشاريع لحظية ومعارض وقتية وصوراً لا ترتبط بالمستقبل، اليوم وصلنا للكثير من القمم في الكثير من المجالات، في قطاع الطيران، الموانئ، السعادة، الاحتفاء بالإنسان، المساعدات الدولية، التنافسية، دعم المرأة، الثقافة والكثير مما قد نكتبه سطوراً وسطور..! يبقى الأهم ماذا يجب علينا أن نفعل؟أبسط الأفعال أن ندرك تاريخنا وتفاصيله، كل في مجاله، أن يعي كم التحديات والإنجازات، التي تبعته ومدى قوة الإنتاج، الذي سبقه مخاض التعب والإرهاق، أن يبدأ في الخروج من منظومة بسيطة ويقرأ حوله، وحين أقول حوله هو أن تنظر لما هو أبعد منك، للدول التي تعمل هي أيضاً لمستقبل لربما «مئوي» لا يجب أن تكون الفكرة محصورة، لنأخذ فكرة «خط الحرير» مثلاً، تلك الوجهة الاقتصادية التي أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عنها إيماناً منه بحضارتنا، وأننا مع جيراننا من الدول المحيطة نملك قوة اقتصادية تكمن في موقعنا الجغرافي، فوجب اليوم الاستفادة، وأن يعود الماضي ليحرك المستقبل، وبالمثل يجب أن تكون هناك شراكات عالمية من نوع جديد، شراكات تحرك بوصلة الاقتصاد، وتفتح فيه آفاقاً من التجدد والمعرفة، أن تكون الخطط المستقبلية مبنية على إدراك ومعرفة ل «أين نحن اليوم ؟» بدراسات اقتصادية وإحصاءات رقمية دقيقة، وقراءات متعمقة للتاريخ والتطور، والجلوس مع الكل ممن في المجال ذاته، الاستفادة من أهل الخبرة والعمل في صمت ودقة حتى تكون مخرجات حقيقية. نحتاج التهيئة الصحيحة في كل مجال ومكان، وأن تكون خرائط الطريق واضحة مستفيضة يطلع عليها العالم، وأن تكون التجارب اليوم موثقة، مدروسة نستقطب بها العالم. ليكن الخمسين ما مضى وما سيأتي علامة فارقة، تترجم جهوزيتنا لأن نصدر الإنسان أولاً قبل المنتج المادي، لنكن متفردين غير منفردين. Mar_alblooshi@homail.com
مشاركة :