مشاكلنا الزوجية.. كيف تبدأ؟ وكيف يمكن أن تنتهي؟

  • 1/26/2020
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكاد أجزم أنه لا يوجد منزل في الكرة الأرضية ليس به مشكلة سواء كانت تلك المشكلة صغيرة أو كبيرة أو حتى عدة مشاكل، وهذا أمر طبيعي، لكن أن تظل تلك المشاكل تدور وتتضاعف بين أفراد الأسرة وتظل قابعة على نفوسهم وتكتم أنفاسهم من غير تقديم الحلول الناجعة أو على الأقل البحث عن الحلول.. فهذا هو الأمر غير الطبيعي. والمشاكل الزوجية والأسرية - بحسب علمي المتواضع – غالبًا ما تكون بسبب قلة الحوار بين أطراف المشكلة، فالزوج يتخذ موقفا من زوجته التي ربما تكون قد عملت – سواء بقصد أو من غير قصد – خطأ ما، فلا يذهب هذا الزوج ويحدث زوجته بما تكنه نفسه وإنما يكبت ما يحدث، ولا تذهب هي للاعتذار عما بدر منها، ويبدأ هو في التكهن والتخمين فتتضاعف في نفسه المشاعر المقلقة والحزينة، فتبدأ أمواج التفكير تلعب به ذات اليمين وذات الشمال، وبعد أيام تأتي مشكلة أخرى فتتضاعف تراكمات النفس، وتتضاعف، وفي لحظة ما تنفجر لتتحول تلك المشكلة التي كانت صغيرة إلى كارثة يصعب حلها إلا بالطلاق، وما ينطبق على الرجل ينطبق على المرأة، فلا يختلف الرجل عن المرأة ولا تختلف المرأة عن الرجل، فكلاهما سواء.والإنسان جُبّل على الخطأ والنسيان، فهل من المنطق والعقلانية أن نحاسب الطرف الآخر على كل خطأ أو هفوة تحدث، ألا يوجد في النفس سعة لقبول الخطأ والهفوات، وحتى لو حاسبناه لماذا لا نصل إلى لحظة المغفرة وقبول الاعتذار؟ لماذا نُصّر على قولنا: إن هناك خطأ ولا أريد أن اسمع اعتذارا، ولا أريده أن يتكرر ثانية. من نحن حتى نصدر مثل هذه القرارات وهذه الأحكام؟ ألا نعلم أن الله سبحانه وتعالى يتقبل الخطأ والهفوات مهما كبرت، ويسامح من يتقدم بالاعتذار؟ فلماذا نترك عقولنا لتتحجر أو نترك عقولنا حتى يديرها شخص آخر أو طرف آخر لا يمت للمشكلة بصلة؟فمثلاً؛ رجل يحب زوجته ولديه أولاد، طلبت منه والدته تطليقها، فوقع بين نارين، نار الأم ونار الأسرة، كلمني يطلب مني المشورة، فقلت: لماذا تريد والدتك تطليقك من زوجتك؟ قال: لا أعرف. قلت: هل زوجتك شريرة وتعامل والدتك بصورة غير لائقة، فقال: لا، وإنما تعاملها وكأنها أمها. فقلت: إذن لا يوجد سبب. أطرق برهة ثم قال: هكذا أمي.بعض الأحيان قد نفهم بّر الوالدين بطريقة غريبة، نعم إن الإسلام والقرآن الكريم كرما الوالدين وأجبرنا على بّرهما، ولكن أن يتحكم الأب أو الأم في مصير حياتنا فكيف يمكن أن يكون الوضع؟ ألا يمكن أن نتفاهم مع الأم حول الموضوع؟ طلبت منه أن يؤجر شقة مدة شهر لزوجته وعياله، ويوهم الأم أنه طلقها، لنرى ماذا ستفعل الأم، فتبين بعد برهة من الوقت أن الأم تطلب من الابن الذي كان يمثل عليها أنه في حالة من الضيق والملل والإزعاج والشرود أن يعيد زوجته، وعندما ناقشها في الموضوع قالت بكل براءة: كنت أختبر برّك، هل تحبني أكثر أم تحب زوجتك، وعجبي.رجل آخر، عندما تحدث أي مشكلة مع زوجته يترك لوالده الفرصة كي يقرر كيف يمكن أن يسّير الأمور، إن أراد تطليق زوجته فطلقها، وإن وجد الأب أنه من غير الضروري تطلقيها تركها في المنزل، هل هكذا يكون بّر الوالدين؟ وعندما ناقشته في الأمر قال: إن سيدنا إبراهيم عليه السلام طلب من سيدنا إسماعيل عليه السلام هجر زوجته الأولى، فهجرها، وطلب منه تثبت زوجته الثانية فاستمرت في عهدته. فقلت له: هل تقارن والدك بسيدنا إبراهيم عليه السلام الذي ينظر بنور الله سبحانه وتعالى؟ليس ذلك فحسب، لنقرأ هذه المشكلات،،يقول صاحب المشكلة: وجدت أنه بعد فترة زواج دامت حوالي 7 سنوات وعندي من الأطفال 3، وجدت أنه لا يمكنني التفاهم مع زوجتي، وكلما تناقشنا في موضوع وطال الحوار طلبت الطلاق، وللأسف فأنا سريع الغضب فما يكون ردة فعلي إلا أن أضربها.طوال تلك الفترة ونحن على هذا الحال، وبعدما تفاقم الموضوع ذهبنا إلى طبيب نفساني للعلاج، وخلال فترة العلاج هدأت نفوسنا ورجعت الحياة إلى أفضل ما يمكن، ولكن بعدما تركنا الأدوية التي كنا نتناولها عادت المشكلة مرة أخرى فضربتها ذات يوم إلى الحد الذي كسرت لها ضلعا، فهجرت البيت وذهبت إلى بيت والدها، وتحولت المشكلة إلى أزمة كبيرة بين العائلتين، ولكن بعد فترة من الزمن والصلح الذي حدث بين كبار الأسرتين رجعت إلى البيت، حينها تبين لي أنها تخونني من خلال أجهزة التواصل الإلكتروني – يعني إلكترونيًا فقط – فغضبتُ، وربما انتهى كل شيء، والآن أنا في حيرة من أمري: هل أطلقها وأدمر بيتي على الرغم من أني أحبها ولا أطيق الحياة من دونها؟ أو ماذا أفعل؟شابة تقول، أنا متزوجة منذ 3 سنوات وعندي طفل، وبعد فترة من زواجي أصابني الملل من زوجي، لا أعرف السبب، ولكنه شعور كاد يقتلني، ومن خلال التواصل الاجتماعي تعرفت على شاب، وكنتُ أحادثه بين فترة وأخرى، وبعد ذلك طلب مني الخروج معه، ولكني رفضت وتركته تمامًا وأقسمت ألا أعود إلى مثل هذه العلاقة، ولكن المشكلة أن زوجي عرف ما حدث، وعلى الرغم من أني اعتذرت له وأشعر أنه سامحني، إلا أنني في المقابل أشعر أنه ما زال ينظر إليّ نظرة الخيانة، فماذا يمكنني أن أفعل؟زوجة تقول، أحتاج إلى نصيحة، فأنا أم لثلاثة أطفال، ولكن زوجي غير مهتم إلا في نفسه، وعندما نريد الخروج للتنزه – وهي مرة في الشهر – نذهب الى مجمع أو سوبر ماركت لنشتري حاجيات المنزل، عند ذلك يشعر أنه قد أدى المطلوب منه، وكأنه همٌّ وانزاح عن كاهله، وهكذا. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يخرج كل ليلة حوالي الساعة 7 مساءً ويسهر مع أصحابه – أو هكذا يقول – إلى ما قبل الفجر، وعندما يعود إلى المنزل عادة ما يكون سكرانا حتى الثمالة، وينام في الصالة كل ليلة وكأنه يتهرب مني، أو يتحجج بالرضيع الذي يقول إنه يزعجه. وقد لاحظت أيضًا أنه عندما يتحدث في الهاتف النقال يتحدث بهمس وعندما يشعر أني أحاول أن اقترب منه ينهي المكالمة بطريقة أو بأخرى، ليس ذلك فحسب وإنما عادة ما يغلق النقال عندما يدخل البيت بالإضافة إلى أنه يغير رقم تليفونه بصورة أسبوعية، ومن الملاحظ أيضًا أنه لا يفارق النقال أبدا، فماذا يمكنني أن أفعل وكيف أتصرف؟وهذه شابة من دولة عربية، تقول: أنا متزوجة من حوالي سنة واحدة وليس لي أطفال، وعمري حوالي 25 سنة، حدث خلاف بسيط بيني وبين زوجي، وأكرر خلاف بسيط -بحسب ما أعتقد أنا، ولكنه أخذني وأخرجني من البيت إلى بيت أهلي الذي يبعد مسافة كبيرة عن بيتي، تركني هناك ولا أعرف ما السبب، هل بسبب الخلاف – البسيط – أم بأسباب أخرى، كنت أحاول التواصل معه إلا أنه لم يرد، وبعد أسبوع كلمني وقال إنه يريد أن ننفصل وإنه لا يريدني، ثم أغلق السماعة، واليوم مضى على تلك المكالمة أكثر من ستة أشهر وأنا في بيت أهلي من غير أي إجراءات أو صلح أو أي شيء، لا يرد على والدي أو إخواني أو أي أحد من طرفي، ورفض استقبال والدي عندما ذهب إليه للتفاهم، لا أعرف ماذا أفعل؟هذا الشاب يقول، حدثت لي مشكلة مع زوجتي وذلك بخصوص حاجيات المنزل، فهي دائمًا تدعي أن أغراض وحاجيات المنزل ناقصة، وأنه لا يوجد شيء في المنزل يمكن طبخه لوجبة الغداء أو العشاء، على الرغم من أن الحاجيات الأساسية موجودة كالأرز والدهن واللحم والدجاج المجمد وما إلى ذلك، وفي الحقيقة فأنا من الأشخاص الذين يتناولون الطعام خارج المنزل مع أصدقائي بصورة يومية، فهل هذه مشكلة؟ وربما لهذا السبب يحدث أني أتأخر في بعض الأحيان عن إحضار بعض الحاجيات، كما حدث في الشهر الماضي عندما ألمت بي مشكلة، عندها جن جنونها وصرخت وغضبت، ولكني حاولت تهدئتها، إلا أنها قامت بتصوير الثلاجة وهي فارغة وأرسلت صورة الثلاجة إلى والدي ووالدها تشتكي إهمالي وشحي وعدم الرغبة في الصرف على المنزل وما إلى ذلك. فدعاني أبي وزجرني وحاول أن يعطيني بعض المال حتى أتمكن من الصرف على المنزل، إلا أني أبيت وأوضحت له سوء الفهم الذي حدث، وذات يوم وجدتني أسمعها تكلم – أعتقد والدتها – بالهاتف وتشتكي سوء حظها بالزواج مني أنا البخيل المهمل الذي.. وأمور كثيرة، تظاهرت أني لم اسمع شيئًا فخرجت من المنزل من غير أي تعليق، ولكني فوجئت عندما عدت الى المنزل أنها قد غادرت وذهبت إلى منزل أهلها وتركت رسالة تقول فيها: طلقني، لا أطيق الجلوس معك.وعندما ذهبت إلى والدها لمحاولة استفهام الأمور وجدت أنه قال لي هذه الجملة: يمكن أن ترجع ولكن إن كنت راغبا فيها أودع في البنك مبلغا قدره (...) عند ذلك يمكن أن نتفاهم. وفي الحقيقة إن هذا المبلغ تعجيزي لا يمكن لموظف مهما كانت درجته أن يقدمه، فكيف أنا. والآن هي في بيت أهلها منذ ستة أشهر ولا أعرف كيف أتصرف.شابة تقول، تزوجت من دولة شقيقة منذ سبع سنوات وعندي ولد، عشت معه في بلاده، وكانت حياتي في المرحلة الأولى من أروع ما يمكن، حتى أني كنت أشك في نفسي وفي زوجي، هل يمكن أن يعيش إنسان بهذه الصورة الرائعة، لا أعرف.ذات يوم عدت إلى الوطن لأزور أهلي ووالديّ وأتى معي، وبعد يومين غادر وبقيت أنا عند أهلي، وبعد أسبوع أرسل إليّ عبر الواتساب رسالة قال فيها: أبقي عند أهلك ولا تعودي .. أنت طالق.حاولت أن أكلمه أو أن أتصل به، إلا أنه غيّر رقم تليفونه تمامًا، حاولت بكل الطرق أن أكلم أمه وأخواته، إلا أنهم يرفضون التحدث إليّ، تركت ابني عند والديّ وسافرت إليه وذهبت إلى منزلي، فوجدت كارثة أنه قد باع المنزل واختفى من الوجود. ذهبت إلى أمه وإخوته فوجدت أن الجميع ينكرون عليه ما فعل، إلا أنهم لا يعرفون إلى أين ذهب. وأنا الآن في حيرة، هل أبقى هنا حيث عملي أو أعود إلى موطني؟ هل فعلاً أنا مطلقة، حيث إنه لم يرسل إليّ ورقة موثقة من المحكمة.. أم لا؟ ماذا أفعل؟شابة تقول، زوجي سيئ العشرة إلا أنني صبرت حوالي 5 سنوات بسبب أولادي، وذات يوم أرسل إليّ رسالة عبر الواتساب يقول فيها، إنه تزوج بأخرى وإنه سوف يسكنها معنا في نفس المنزل، استغربت، اعتقدت أنه يمزح وإن كان المزاح ليس من طبع زوجي إلا أنني قلت في نفسي ربما، لذلك لم أرد على الرسالة.بعد أسبوع دخل المنزل ومعه زوجته الثانية، وقادها إلى غرفتها التي من المفروض أن تسكن فيها، وكنت أنا وأطفالي واقفين مذهولين لا نعرف ما الذي يحدث؟غضبت غضبًا شديدًا إذ شعرت أنه تمت إهانتي وديست كرامتي، فأخذت أولادي وحاجياتي وغادرت إلى منزل والدي، وأنا هناك الآن منذ ستة أشهر ولا أعرف ماذا أفعل؟هذه بعض المشاكل الأسرية، وخاصة تلك المشاكل التي تحدث بين الزوجين، كل الذي ينقصنا –كما أعتقد– الحوار والتواصل بين الطرفين، ترى ماذا يمكن أن يحدث لو جلس الرجل والمرأة والأطفال كل أسبوع وتناقشوا حول القضايا التي دارت في المنزل خلال هذا الأسبوع؟ ماذا يمكن أن يحدث إن خرجت أيها الزوج مع زوجتك كل أسبوع مرة لتناول العشاء خارج المنزل؟ ماذا يمكن أن يحدث بينكما لو جلبت كعكة في عيد ميلادها – أو عيد زواجكما – مع باقة ورد، أو أهديتها خاتما ذهبيا صغيرا؟ افتحا قلبيكما لبعضكما بعضا، تحاورا وتناقشا، ربما هذا الحوار البسيط يقلل الكثير من التوتر والمشاكل الأسرية بدلاً من تفاقمها لتبلغ مرحلة الطلاق الذي يُعد أبغض الحلال. Zkhunji@hotmail.com 

مشاركة :