برعت سعوديات في وضع لمساتهن الخاصة من خلال إعادة تصميم أغلفة بعض الكتب ومنحها طابعا متفردا يتماهى مع روح العصر، وإيصال فكرة محتوى الكتاب عبر غلافه، مما حاز إعجاب مؤلفين ونال الاستحسان بعد الخروج بشكل مغاير تماما عما كان عليه التصميم في بادئ الأمر. وروت مصممات تجربتهن بعد الدخول في دهاليز المكونات والانسجام مع المضمون، وتبقى العلامة الفارقة لأولئك الذين عاشوا تجربة قرائية ذاتية مع الكتاب، لذا ينجح عادة اثنان في إيصال محتوى الكتاب عبر غلافه، المؤلف والقارئ العميق. ابتكار جذاب وتقول بيان البدري «تهتم أغلب النساء بتعلم الطهي واحتراف أسراره، ومع مئات الكتب التي تتحدث عن الموضوع نفسه يأتي الغلاف كمسوق أساسي إضافة إلى المحتوى، ولكن لا نستطيع إغفال أن البعض قد يلتقط هذا الكتاب أو غيره بناء على غلافه المميز والجميل، لذا حاولت جاهدة أن أبرز في غلاف كتاب الطهي الذي أعدت تصميمه صورة تطبيقية لإحدى الوجبات في لمساتها الأخيرة، وكأن الكتاب يقول لربة المنزل أنت ستكونين قادرة على صنع مثل ذلك لأفراد عائلتك». الجوهرة السعيد تحكي تجربتها «استمتعت بالتجربة وكانت بمثابة تحد أن أقدم الأجمل والأفضل للمؤلف وإعادة تشكيله بطريقة تغاير الأساس الذي أمامك، لطالما كان ابتكار شيء جذاب في نظر الآخرين أمرا ليس من السهل تحقيقه، وتصميم غلاف مميز وفريد لكاتب ما قد يعد من أكثر الأشياء الصعبة التي يتعامل معها المصمم». وقالت جوري الغامدي «أميل لقراءة كتب علم الفلك والفيزياء، وكتاب العدم كتاب مترجم يتحدث عن اكتشافات علم الطبيعة وتاريخه، وعن نظريات نيوتن وإنشتاين، وكذلك أحدث النظريات الفيزيائية الكونية. شعرت أن غلاف الكتاب لا يعكس روعة الكتاب والمتعة الحقيقية التي وجدتها معه، فحاولت إعادة تصميمه وفق نظرتي الفنية، وابتعدت تماما عن شكل الغلاف الأصلي واستبدلت فضاء الغلاف برسومات تعكس مجال الفيزياء». تجربة أعمق ورأت غيداء القويزاني أن لها تجربة أعمق «بعد أن أعدت تصميم أحد الكتب التي أحببتها طرأت لدي فكرة بأن أعرض نتاجي على مؤلف الكتاب، والذي كنت أتابعه عبر السناب، راسلته بصورة الغلاف الذي صممته ولم أتوقع أن يطلع على رسالتي بسرعة أو أن يعلق عليها بنفسه، فأرسل رسالة صوتية أبدى فيها شكره وإعجابه بالغلاف الذي صممته، وساهمت ردة فعله في ثقتي بتصاميمي». ولاء الزلال التي مارست تصميم مطبوعات قالت «تصميم الغلاف يحتاج إلى خطوات لا بد ألا يغفل عنها المصمم، فاختيار فكرة للتصميم تناسب فحوى الكتاب أو عنوانه لا بد أن تكون نقطة الانطلاق، تليها العناية باختيار الألوان وتدرجاتها ومدى تناسبها، كذلك اختيار الصور المناسبة، مع إضافة البيانات التي لا بد أن يحويها الغلاف، ومنها بيانات الناشر ونحوها». وقالت أنفال الحربي إنها مارست التصميم ابتداء كمقرر دراسي، واتجهت لإعادة تصميم أغلفة بعض الكتب، لكنها تركز حاليا على تصميم الأنفوجرافيك. أدق التفاصيل وقالت الإعلامية أسماء الفاضل«لا يخفى على أي قارئ أن الغلاف جزء مهم لأي مؤلف، لذلك اهتممت بتفاصيله بقدر اهتمامي بالمضمون، واخترت أدق تفاصيله، ابتداء من الصورة والألوان ونهاية بنوع الخط، وكان دور المصمم فقط تنفيذ الفكرة التي رسمتها بذهني». وقالت الروائية والمؤلفة في القضايا الاجتماعية أسماء العبداللطيف «ربما نحكم بشكل عام على أن الغلاف في الكتاب العربي مهمل، فكثير من دور النشر لا تهتم بالغلاف، وبعضها يقدم غلافا موحدا لجميع مطبوعاته، أو يوكل مهمة التصميم لغير المحترفين».
مشاركة :