كتب - نشأت أمين: أكّد عددٌ من علماء الدين أن اختصاص ليلة النصف من شعبان بنوع معين من العبادة المخصوصة من صيام أو قيام أو الاحتفال بهذه الليلة وتوزيع اللحم والحلوى وغير ذلك من السلوكيات هو من البدع البواح ولم يرد في شأنها شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلّ ما ورد فيها من أحاديث هو ضعيف موضوع. مؤكّدين أن المبتدعة هم أكثر الناس اهتمامًا بتلك الليلة. ونبّه العلماء الذين تحدثوا لـ "الراية الإسلامية " إلى خطورة الابتداع في الدين، مشيرين إلى أن البدعة لا خير فيها أبدًا، وهي معارضة للسنة وهادمة لها، والنبي صلى الله عليه وسلم قد عمَّ كل بدعة بالضلال فقال: كل بدعة ضلالة. وشدّدوا على أنه ليس لأحد أن يضيف أو يشرع تشريعًا جديدًا أو يسنّ سنة جديدة فيه وأن من فعل ذلك فهو مبتدع في دين الله لقوله صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ). وقد جاء في محكم التنزيل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتمتت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" وحذروا من أن مجتمعًا يقيم للبدعة وزنًا وللخرافة مقامًا فهو مجتمع يهدم نفسه بنفسه ويعرض أهله للذوبان. ودعوا إلى النظر والاعتبار من حال المجتمعات التي فتحت الباب للخرافة والبدعة كيف آل حالها وكيف كانت عاقبة أمرها، مشددين على أن الاحتفال بالنافلة فيه إحياء للبدع وإماتةٌ للسنن وإن الإقدام على مثل هذه التصرفات هو تعاون على الإثم والعدوان. اعتقاد غير صحيح وقال د. محمد حسن المريخي خطيب مسجد عثمان بن عفان بالخور إن النافلة في اصطلاح الشرع هي الزائدة وقد سميت النوافل في العبادات بهذا الاسم لأنها زائدة على الفريضة . وتابع فضيلته: لقد أطلق أهل الخليج "نافلة" على ليلة النصف من شعبان وهذه التسمية لم تأتِ بمحض الصدفة إنما جاءت من اعتقاد بأن لهذه الليلة مقامًا مشروعًا ومنزلة من بين الليالي، وهذا غير صحيح البتة. فلا مقام لليلة النصف من شعبان ولا خصوصية في الدين، ومن زعم غير هذا فعليه بالدليل، بل إن تخصيصها بشيء من العبادات كالصيام والقيام بدعة لا ريب فيها وكل ما ورد فيها ضعيف موضوع. والمبتدعة أكثر الناس اهتمامًا بها. وتساءل: لماذا يُنفِّلُها الناس ويحتفلون بها ويستعدون لها كحالهم بالأمس ولم يُنفلها الشرع المطهر؟ فمن يُنفِّلها إذًا؟، ويقدمونها على الليالي ولم يقدمها الشرع، ولم يعطها مثقال ذرة من الاهتمام. فهي بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، والبدعة لا خير فيها أبدًا وهي معارضة للسنة وهادمتها، والنبي صلى الله عليه وسلم عمَّ كل بدعة بالضلال، فقال: كل بدعة ضلالة. فهل بقي شيء بعد البيان النبوي. وأضاف: العجب من حال البعض الذي يجتهد لهذه الليلة ويستعدّ لها ويبذل من وقته وماله ما لا يستعد لشهر رمضان وأيامه ولياليه. إصرار على إحياء الليلة أو لفت انتباه الناس إليها ولا أدري ما السرُّ في ذلك ؟، وفي المقابل هو أبعد الناس عن السنن وإحيائها بل إنه مفرط في الواجبات المفروضة عليه. وقال: في حياة بعضنا أمور مهمة مهملة لا تكاد تجد من يلتفت إليها وعلى رأسها واجبات شرعية وسنن نبوية مباركة ومسؤوليات أسرية واجتماعية نحو الأبناء والزوجات والأزواج والذرية من التربية على ما يحفظهم ويحميهم من محن هذا الزمان ومآسيه. وأكد أن حماية المجتمع أهمُّ من كل مهم وحمايته من أهم المهمات وأولى الأولويات وأشد ما تُحمى منه المجتمعات هذه البدع والخرافات التي تعكر صفو الدين والملة. مجتمع يهدم نفسه وتابع: إن مجتمعًا يقيم للبدعة وزنًا وللخرافة مقامًا مجتمع يهدم نفسه بنفسه ويعرض أهله للذوبان. والبلية عند البعض هي عدم استشعار خطورة البدعة على الناس والدين والمجتمع، وهوان الأمر عندهم كثيرًا وإذا أردت التأكد من هذا فاسأل البعض عن البدعة تجده لا يكاد يلتفت إليها ولا يدري عنها ويرفض التحدث فيها لعدم اعترافه بوجود البدع في دنيا المسلمين. وأضاف: إذا أردتم الاعتبار فانظروا إلى حال المجتمعات التي فتحت الباب للخرافة والبدعة كيف آل حالها وكيف كانت عاقبة أمرها إن الاحتفال بالنافلة إحياء للبدع وإماتةٌ للسنن. وإن ما يفعل فيها من التصرفات يعد تعاونًا على الإثم والعدوان والله تعالى يقول (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثم وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، وإن الخطورة في الاهتمام والاحتفال بمثل هذه الليلة هو ظهور جيل يعتقد أنها من الدين ويجب الاحتفال بها، فيختلط عليه المنهج الحق كما الآن مختلط على البعض فلم يعد يفرق بين الدين الحق والأهواء والسنن والبدع. فنطالع من مهماتنا وواجباتنا نحو ديننا ومجتمعنا مما هو محتاج للاهتمام والمتابعة مما هو متروك ومؤخر ينتظر دوره في الاهتمام وما أكثرها. أحاديث شديدة الضعف وقال فضيلة د. عايش القحطاني الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: لاشك أن صيام ليلة النصف من شعبان وتخصيصها بالعبادة والقيام هو من بين البدع التي تحدث خلال شهر شعبان ورغم أن هناك أحاديث تواترت في هذا الشأن إلا أنها كلها أحاديث موضوعة أو شديدة الضعف، وبالتالي فإنه لا يجوز إحياء تلك الليلة ولا صيام نهارها تخصيصًا وتحديدًا، فهذا من البدع التي انتشرت في بلاد المسلمين للأسف إلا إذا كان على الإنسان قضاء أو صيام الإثنين والخميس أو الأيام البيض من كل شهر، فلا بأس وكذلك الاحتفال في هذه الليلة وتوزيع اللحم والحلوى وغيرها فلا يجوز فعل هذا أيضًا وهو من البدع كذلك. وأضاف: ليعلم الجميع أن هذا الدين قد كمل وتمّ وقد جاء هذا في كتاب الله تعالى حين قال هذا محمد صلى الله عليه وسلم وأكّد عليه في قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتمتت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا) الآية 3 من سورة المائدة. فليس لأحد أن يضيف أو يشرع تشريعًا جديدًا أو يسنّ سنة جديدة فيه فمن فعل هذا أصبح مبتدعًا في دين الله لقوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ). يصوم شعبان كلّه وقال فضيلة الشيخ يوسف أبو المحاسن الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: كثرة الصيام في شهر شعبان من الأمور المستحبة وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يكثر الصيام فيها بأكثر مما كان يصوم في باقي شهور السنة باستثناء شهر رمضان، وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله. وفي رواية: ولم أره صائمًا من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلًا. ومن حديث أسامة قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. وأضاف هذا مما ورد في شهر شعبان بشكل عام، أما ليلة النصف من شعبان فلم يرد في شأن اختصاصها بالصوم أو بنوع من العبادة المخصوصة شيء، وما يقوم به البعض من اختصاص هذه الليلة هو بدعة لا أصل لها، وهناك حديث في شأن ليلة النصف من شعبان صححه الألباني " يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشركٍ أو مُشاحن". وأشار الشيخ أبو المحاسن إلى أن هذا الفضل ليس مقتصرًا على ليلة النصف من شعبان فقط ففي الحديث (تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا) رواه مسلم. وأضاف: رغم أن اختصاص ليلة النصف بالصوم هو من البدع فإنه يجوز لمن اعتاد صيام أيام 13 و14 و15 أن يصومها، وكذلك من اعتاد صيام يومي الإثنين والخميس إذا جاءت في أحد هذين اليومين.
مشاركة :