القاهرة - السيد الجمل: استيقظ أهالي منطقة الزرقاء بدمياط على صرخات قادمة من شرفة أحد المنازل فأسرعوا فشاهدوا عجوزًا تستغيث بهم وهي تحاول إيقاف شلال الدماء المنهمر من جسد ابنتها التي تصارع الموت، فيما جلس ابنها في إحدى زوايا المنزل غير قادر على الحركة. صدم المنظر الأهالي الذين وقفوا مشدوهين لا يعرفون ماذا يفعلون. وبعد وصول الإسعاف كانت الفتاة قد غادرت الدنيا لتسقط الأم مغشية عليها، لكن السؤال هو من قتلها وكيف حدث ذلك؟. البداية الحقيقية كانت قبل ذلك بيومين عندما كان الشاب فرحات عامر يجلس على المقهى المجاور لمنزلهم وكان دائمًا ما يسمع بالمقهى كلمات متناثرة تتردّد عن الجيران ومشاكلهم وحكاياتهم، لكن إحدى الحكايات كانت عن فتاة أصبحت تخرج من منزلها كثيرًا وبدون أسباب وتعود في أوقات متأخرة حتى أصبحت على لسان أهالي المنطقة. بدأ فرحات ينتبه عندما علم أن الفتاة في البلوك نفسه الذي يسكن فيه، وسأل من كان يردّد هذه الروايات عن هذه الفتاة لكنه لم يخبره بأي شيء، وظهرت العصبية على فرحات وهو يغادر المقهى في طريقه إلى المنزل كانت الظنون تلعب في رأسه عن صاحبة هذه القصة ومن تكون. وصل البيت وعندما دخل أيقظ والدته وسألها عن شقيقته "فريال" فأخبرته أنها نائمة في غرفتها مثل كل يوم، فذهب إلى حجرة شقيقته فلم يجدها، وثار فرحات وأيقظ والدته مرة أخرى وهو يخبرها أن فريال غير متواجدة في المنزل فزعت الأم مما سمعت وبعد نصف ساعة فتحت باب الشقة ودخلت فريال ذات العشرين عامًا فشاهدت أمها وشقيقها فرحات يجلسان في الصالة، عندما شاهدها أسرع فرحات الخطى إليها وهو يجذبها من ذراعها ويسألها، أين كانت حتى ذلك الوقت المتأخر؟ فأخبرته أنها كانت متواجدة عند صديقتها سلوى لأنها كانت مريضة واتصلت بها، فسألها وهو ثائر لماذا لم تخبر والدتهم عن وجهتها؟ فلم تجب وعندما أصرّ أخبرته أنها كانت نائمة ولم ترد إزعاجها، فدفعها فرحات إلى غرفتها وهو يأمرها بألا تذهب إلى أي مكان إلا بإذنه، وتوجه إلى فراشه والظنون مازالت في رأسه عن أخته وعن كلام الناس. وفي الصباح خرج فرحات من المنزل بعد أن أخبر والدته بألا تسمح لفريال بالخروج، ومر اليوم طويلاً على فرحات وظلت الظنون تطارده عن شقيقته، وعندما عاد إلى المنزل في المساء لم يجد شقيقته وللمرة الثانية انتظرها حتى عادت وهذه المرة ضربها فرحات بكل قوته وهو يسبها ويخبرها أنه سيقتلها إذا لم تخبره أين كانت حتى هذا الوقت المتأخر، لكنها لم تنطق بكلمة، وحتى عندما طلبت منها أمها الإفصاح عن سبب خروجها المتكرّر لم تتحدث على الإطلاق فقام فرحات بسحبها حتى باب غرفتها وأغلق الباب بالمفتاح وأخبر والدتها بأن ابنتها لن ترى الشارع مرة أخرى حتى تخبره بالمكان الذي تذهب إليه. وازداد كلام الناس حتى أصبح لا يطيق الجلوس على المقهى الذي اعتاد عليه من عيون الناس التي تلاحقه. ويوم الحادث تمكنت فريال من الخروج من المنزل بعد أن غافلت والدتها، وعندما عادت في المساء كان فرحات في ثورة وعندما دخلت المنزل كان شقيقها ووالدتها في انتظارها وأمسكها شقيقها من رقبتها وهو يضربها بشراسة ليجبرها على الاعتراف لكنها لم تنطق وعندما لم يجد استجابة من فريال ضربها بكل قوته وهو يهدّد بقتلها فذهب للمطبخ وأخرج سكينًا وذهب إليها وهو يهدّدها بالقتل إذا لم تعترف له عن مكانها. ففزعت فريال وتراجعت للخلف وحاولت الأم أن تفعل شيئًا لكن يد فرحات كانت الأسرع حيث أغمد السكين فى صدرها وسقطت والدماء تنهمر منها وفرّ فرحات هاربًا عندما تجمّع الأهالي. وبعد أن تم ضبط المتهم تبيّن أن الفتاة كانت تخرج كي تعمل مع صديقتها سلوى لتساعد الأسرة على الإنفاق بسبب ظروفهم الصعبة، وعندما تأكد فرحات من ذلك حاول الانتحار حزنًا على شقيقتة وتمّت إحالته إلى النيابة التي أمرت بحبسه.
مشاركة :