استخدمت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي، اليوم الأحد، لتفريق المتظاهرين في العاصمة بغداد وفي جنوب البلاد لليوم الثاني على التوالي، ما أثار مواجهات مع المحتجين العازمين على مواصلة حراكهم. وشهد أمس السبت مقتل أربعة متظاهرين، وأعادت السلطات فتح ساحات وشوارع في بغداد ومدن جنوبية، مما أثار مخاوف المحتجين من اتساع الحملة وفض الاحتجاجات المطلبية المستمرة منذ نحو أربعة أشهر، لذا عاد المحتجون بأعداد كبيرة خلال المساء وصباح اليوم ، وحاولت قوات الأمن تفريقهم مجدداً. واستخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي في محاولة لتفريق تجمعات صغيرة في ساحتي الخلاني والوثبة في العاصمة العراقية، القريبتين من معسكر الاحتجاج المركزي في ساحة التحرير وسط العاصمة، بحسب مصدر في الشرطة. وقال المصدر إن 17 متظاهراً على الأقل أصيبوا بجروح، بينهم ستة بأعيرة نارية. ومن جهتهم، رشق المتظاهرون الشباب قوات مكافحة الشغب بالحجارة وألقوا زجاجات المولوتوف عليها. فيما أفاد مراسلنا من بغداد باستمرار توافد أعداد كبيرة من المحتجين، خاصة من طلاب الجامعات، إلى ساحة التحرير من أجل إعطاء زخم للتظاهرات، وسط انتشار أمني مكثف، خاصة في الطرق التي فُتحت أمس تحسباً لمحاولات إعادة إغلاقها من جديد. وأوضح مراسل “الغد” أن محافظة الناصرية تشهد صدامات بين قوات مكافحة الشغب وبين المتظاهرين في تقاطع الإدارة. وتؤكد مصادر طبية حدوث العشرات من حالات الاختناق بسبب الاستخدام الكثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين، وسط تداول أنباء عن استخدام قوات الأمن العراقية الرصاص الحي من أجل تفريق المتظاهرين من مناطق يحاولون السيطرة عليها في هذه المحافظة. فيما تشهد كلاً من البصرة وكربلاء زخم كبير من قبل المتظاهرين للمشاركة في التظاهرات، خاصة بعد حرق خيام المتظاهرين في كلتا المحافظتين. ويشهد العراق منذ أكتوبر الماضي حركة احتجاجات مطلبية، ويدعو المتظاهرون إلى إجراء انتخابات مبكرة بموجب قانون انتخابي جديد، ورئيس وزراء مستقل ومساءلة المسؤولين الفاسدين وأولئك الذين أمروا باستخدام العنف ضد المتظاهرين.
مشاركة :