دعا جوزف بلاتر الذي يخوض الجمعة الانتخابات لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم سعيا للبقاء في منصبه لولاية خامسة، اعضاء الفيفا الى رص الصفوف للمضي قدما رغم فضيحة الفساد المدوية التي تشهدها هذه الهيئة. وبلاتر (79 عاما) الذي يتعرض لهجمات من كل الاتجاهات حيث وصل رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني الى حد مطالبته بالاستقالة، سيكون في منافسة مع الامير الاردني علي بن الحسين (39 عاما) الذي يعتبر نفسه مرشح التغيير. ودعا بلاتر في خطاب افتتاح كونغرس الفيفا صباح الجمعة الى اصلاح الاضرار، والبدء فورا بذلك تزامنا مع الفضيحة المدوية التي تهز الفيفا. وقال ان لجان (الاخلاقيات) لدى الفيفا لا يمكنها مراقبة كل الناس، هذا امر غير ممكن. في اي بلد في العالم لا يمكن لمحكمة واحدة ان تضبط كل شيء. وبخصوص فضائح الفساد التي ظهرت هذا الاسبوع، قال بلاتر هذا ليس امرا جيدا، لكن من غير الجيد ايضا ان يظهر كل ذلك قبل يومين تحديدا من الانتخابات. انا لا اتحدث عن مصادفة لكنني اطرح مجرد سؤال. واضاف نمر في اوقات عصيبة، الاحداث الاخيرة القت بظلالها على الفيفا.، ادعوكم الى ازاحة هذه الظلال ورفع المعنويات. وتابع لا نستطيع ان ندع سمعة فيفا تتلطخ بهذا الشكل. الافراد متهمون بالفساد وليس الفيفا باكملها. اليوم ادعوكم الى اظهار روح الفريق من اجل المضي قدما. واوضح انه كفاح ضد الفساد والتلاعب بنتائج المباريات والتمييز وهي افات لا تزال متواجدة في لعبتنا. وحول مصدر الازمة التي يواجهها الفيفا قال لو تم في 2 كانون الاول/ديسمبر 2010 اختيار دولتين اخريين لتنظيم كأس العالم 2018 (روسيا) و2022 (قطر)، اعتقد لما كنا وصلنا الى ما نحن فيه اليوم. ويكون بذلك المح الى ان هذين التعينين اثارا غضب انكلترا المرشحة الخائبة لاستضافة بطولة العالم عام 2018 والولايات المتحدة الغاضبة من عدم اختيارها لاستضافة كأس 2022. من جهتها اكدت قطر ان ملف مونديال 2022 لكرة القدم المثير للجدل اجري بنزاهة واعلى درجة من المعايير الاخلاقية. واعلنت اللجنة العليا للمشاريع والارث التي تشرف على التخطيط لكأس العالم في الدولة الخليجية الصغيرة في بيان نود ان نكرر اننا امتثلنا بالكامل مع كل تحقيق يتعلق بملفي الترشح لكأس العالم 2018 و2022 وسنواصل القيام بذلك. والسؤال المطروح الان هو ما اذا سيتمكن الامير علي من هزم بلاتر. فقد اعلن بلاتيني الذي طالب بدون جدوى السويسري بلاتر منذ 1998 بالاستقالة، قبل احداث الاسبوع الحالي، كان هذا الامر غير ممكن، لكن الان مع كل ما حصل، اعتقد ان بلاتر يمكن ان يهزم. والزلزال ضرب الفيفا الاربعاء مع اطلاق اجراءين قضائيين منفصلين من القضاء الاميركي والسويسري بتهم فساد على نطاق واسع، وتوقيف سبعة مسؤولين في زوريخ بسويسرا في فندق فخم وتوجيه التهم ومداهمة مقر الفيفا. وبلاتر الذي دخل الفيفا عام 1975 كمدير فني اصبح امينا عام (المسؤول الثاني) في 1981 ثم تولى الرئاسة. وقال مساء الخميس خلال افتتاح كونغرس الفيفا الخامس والستين للفيفا من المهم اعادة الثقة. وقال بلاتر ان المتهمين جلبوا العار والذل الى كرة القدم وهذا الامر يتطلب اتخاذ قرارات من قبلنا لاننا لا نستطيع ان نسمح بتلطيخ سمعة كرة القدم وفيفا اكثر واكثر، يجب ان يتوقف هذا الامر هنا والان. واضاف اعرف جيدا ان اشخاصا كثر يعتبرون انني المسؤول الاول عن سمعة مجتمع كرة القدم العالمي اكان الامر يتعلق بمنح شرف استضافة كأس العالم او فضحية فساد، لكني لا استطيع مراقبة الجميع. وتابع الاشهر المقبلة لن تكون سهلة للفيفا، وانا واثق من اخبار سيئة اخرى قادمة، لكن من المهم جدا ان نعيد الثقة الى منظمتنا. ولكل من اتحادات الفيفا البالغ عددها 209 صوت واحد. والاتحاد الاوروبي لكرة القدم اي اوروبا يضم 54 عضوا لكن 53 صوتا فقط لان جبل طارق عضو معترف به من قبل الاتحاد الاوروبي ولا يعترف به الفيفا، وهو معارض لاعادة بلاتر. لكن مع بعض الاستثناءات مثل روسيا التي تدعم بلاتر. والولايات المتحدة التي استاءت من منح حق استضافة بطولة العالم لكرة القدم عام 2022 لقطر، ستصوت للامير علي. وبالتالي فان كرة القدم ستصبح مسالة تثير توترا جديدا في العلاقات بين الرئيس فلاديمير بوتين وواشنطن التي تمر بازمة اساسا بسبب النزاع في اوكرانيا. وافريقيا (54 صوتا) يرتقب ان تبقى وفية لبلاتر الذي يعتبر مهندس اول بطولة العالم لكرة القدم في القارة في 2010. والاردن، مسقط رأس الامير علي يتبع آسيا (46 صوتا). واصيب الكونكاكاف (اتحاد اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) بشكل مباشر بالفضيحة الاخيرة لان رئيسه (اصبح حاليا رئيسا سابقا) جيفري ويب بين الاشخاص الذين اوقفوا في زوريخ. ويتم انتخاب الرئيس من قبل الكونغرس لفترة 4 سنوات، ويجري بالاقتراع السري. ومن اجل ان ينتخب الرئيس من الدورة الاولى، على المرشح ان يحصل على ثلثي اصوات المقترعين الموجودين ولهم الحق بالتصويت. وفي الدورة الثانية، والدورات اللاحقة المحتملة، الاغلبية المطلقة اي ان نسبة اكثر من 50 بالمئة من الاصوات الصالحة تكفي. والى جانب انتخاب رئيس جديد، يبحث كونغرس الفيفا مشروع قرار قدمته فلسطين العضو في الاتحاد الدولي منذ العام 1998 ويطالب بطرد اسرائيل بسبب القيود التي تفرضها على تحركات اللاعبين الفلسطينيين. وقد اخرج رجال الامن متظاهرتين مؤيدتين للفلسطينيين رفعتا علم فلسطين ودعتا الى تعليق عضوية اسرائيل داخل القاعة التي كانت تعقد فيها الجمعية العمومية الخامسة والستون للاتحاد الدولي لكرة القدم، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.
مشاركة :