أعلن الفنان والمقاول المصري محمد علي اعتزاله العمل السياسي وإغلاق صفحته على موقع فيسبوك، مرجعا السبب إلى عدم استجابة الشعب المصري لدعوته إلى التظاهر في الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 .مصدر الصورةJOSEP LAGO وكان محمد علي قد حث الشعب المصري على النزول للشوارع والمشاركة في "ثورة غضب" من أجل الضغط على الرئيس عبد الفتاح السيسي وإجباره على التنحي. واعتبر المقاول الشاب، في مقطع فيديو انتشر بكثافة عبر مواقع التواصل، عدم خروج مظاهرات في مصر يدل على أمرين إما أن يكون الشعب المصري راض عن الحكومة، أو أنه "يخشى القمع". وأشار إلى أن 25 يناير 2020 كان نقطة الحسم في قراره بإغلاق الصفحة واعتزال العمل السياسي، إذ أن "إجابة الشعب المصري على دعوته كانت واضحة". وختم الفيديو باعتذار للشعب المصري، قائلا: " سأعود إلى عملي في إدارة الأعمال والتمثيل، ولن أتطرق مجددا إلى السياسة. أنتم أعلم بمصلحتكم، والإجابة وصلتني اليوم". وفي مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، ظهر المقاول المصري في سلسلة فيديوهات اتهم فيها الرئيس المصري وأسرته وقيادات بارزة في الجيش بإهدار المال العام، على مشاريع غير ضرورية كبناء القصور. ودعا محمد علي آنذاك إلى تظاهرات تطالب برحيل السيسي، استجابت لها أعداد محدودة من الناس في بعض الميادين يومي الـ 20 و21 أيلول/سبتمبر الماضي. "وأد ثورة" أم نهاية مؤامرة؟ وما إن أعلن محمد علي اعتزاله السياسة حتى تصدر وسم #محمد_علي قائمة المواضيع الأكثر تداولا بموقع تويتر في مصر، متبوعا بوسمي #ماحدش_نزل و#شكرا_محمد_علي. وقد أثار انسحاب المقاول ردود فعل متباينة وتساؤلات حول مستقبل المعارضة المصرية ومدى نجاح أي دعوة ضد السيسي. وأعرب فريق من المغردين عن حزنهم من انسحاب المقاول الشاب وطالبوه بالعدول عن قراره، قائلين إن ذلك لن "يصب في مصلحة الثورة وسيقطع كل أمل بالتغيير". وعلى النقيض، قلل البعض الآخر من تأثير اعتزال المقاول على الروح الثورية ورفضوا اختزال ثورة يناير أو ربطها بشخص معين وبتاريخ محدد. وفي السياق، علق أحدهم:"ثمة موجة غضب حقيقي في مصر، ما حدث في السابق لا علاقة له بمحمد علي، ولا مقاطع فيديوهاته، وإنما مردها إلى التردي المتواصل في المستوى المعيشي.. ثورة يناير مستمرة ولن تموت ". في حين شكره آخرون على ما قدمه قائلين إنه "يكفيه شرف المحاولة وتشجيع الناس على الخروج في مظاهرات نادرة أواخر سبتمبر/أيلول الماضي". في المقابل، استبشر آخرون بنهاية ما سموها بـ "تمثيلية محمد علي" واعتبروها نتيجة متوقعة لكل من يقدم نفسه كمعارض ويملي تصوراته الخاصة على الشعب المصري. كما اتهم هؤلاء المقاول الشاب بأنه كان "لعبة" بأيدي دول وجهات "معادية لمصر التي ستبقى "دوما أولوية على أجندة خارجية تريد لها البقاء في دائرة الأزمات"، حسب تعبيرهم. أما المحبطون من قرار محمد علي ومن غياب مظاهر الاحتفال بثورة 25 يناير فاعتبروهما مؤشرين على نهاية الثورة في نفوس المصريين. ودعم هؤلاء كلامهم باستحضار مواقف وائل غنيم الأخيرة، في إشارة إلى تحول أحد أبرز أيقونات ثورة يناير من معارض لنظام السيسي إلى مدافع عنه. غير أن مغردين آخرين يتوقعون أن يكون انسحاب محمد علي "وقتيا" بينما لا يستبعد البعض الآخر احتمال تعرضه للتهديد حتى تغيير موقفه بشكل مفاجئ. وركز مغردون آخرون على دور مواقع التواصل الاجتماعي في تضخيم الأحداث وانخداع البعض بالحروب الالكترونية التي يرون أنها لن تستطيع إحداث تغيير على أرض الواقع. وتشرح إحداهن: "محمد علي والجوكر المصري و حتى وائل غنيم مجرد شخصيات تتابعها كتائب الكترونية مزيفة تابعة لتيارات سياسية أو شبابية هشة، لا يمكنها ترجمة أطروحاتها على أرض الواقع بالرغم من التفاعل الواسع الذي تحظى بها عبر شبكات التواصل".
مشاركة :