تواصلت الاحتجاجات في بغداد ومناطق مختلفة من العراق الأحد لليوم الثاني على التوالي وأطلقت قوات الأمن أعيرة نارية لإخلاء نقاط الاحتجاج في العاصمة ومدن الجنوب. وتجدد العنف في العاصمة والمدن ذات الأغلبية الشيعية جنوبًا هذا الأسبوع، حيث قُتل أكثر من 15 شخصًا في الوقت الذي كثف فيه النشطاء المناهضون للحكومة عمليات إغلاق الطرق والاعتصامات بينما سعت قوات الأمن إلى إنهاء المظاهرات. ويوم السبت، قتل أربعة من المتظاهرين بالرصاص بينما اقتحمت شرطة مكافحة الشغب معسكرات الاحتجاج في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لما ذكره المسعفون. وعاد المتظاهرون بأعداد كبيرة مساء السبت وصباح الأحد. وفي البصرة، احتج مئات الطلاب على تفكيك شرطة مكافحة الشغب لمعسكر الاحتجاج الرئيسي في اليوم السابق، وفقًا لمراسل وكالة فرانس برس. وتجمع متظاهرون آخرون في مدينة النجف المقدسة وقاد طلاب الجامعات مظاهرة في الكوت. وفي الناصرية، أطلقت قوات الأمن الأحد طلقات حية لتفريق المتظاهرين. وأعلن مصدر طبي لوكالة فرانس برس أن 50 متظاهرا على الاقل أصيبوا بجروح ناجمة عن أعيرة نارية. واندلعت الاحتجاجات التي يقودها شباب في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول بسبب غضبهم من نقص الوظائف وضعف الخدمات والفساد المتفشي. وتحولت مطالب المتظتهرين إلى دعوات غاضبة لإصلاح الحكومة بعد أحداث عنف. ويطالب المتظاهرون الآن على وجه التحديد بإجراء انتخابات مبكرة وتعيين رئيس وزراء مستقل ومحاكمة أي شخص متورط بالفساد أو إراقة دماء مؤخراً.الصدر يسحب الدعم يشعر الناشطون منذ فترة طويلة بالقلق من أن حراكهم قد ينتهي بعدما أعلن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الجمعة عدم تدخله في الحراك المطلبي. ودعم الصدر الذي يسيطر على تحالف "سائرون"، أكبر كتلة سياسية في البرلمان، الاحتجاجات أول انطلاقها بداية تشرين الأول/أكتوبر، ودعا الحكومة إلى الاستقالة. لكنه دعا إلى تظاهرة منفصلة للمطالبة بمغادرة 5200 جندي أمريكي من العراق، بعد الضربة الجوية الأمريكية بطائرة مسيّرة في بغداد بداية الشهر الحالي التي قتل فيها الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس. وتدفق الآلاف الجمعة إلى بغداد للمشاركة في التظاهرة الرافضة للتواجد الأمريكي في البلاد، التي لم يحضرها الصدر لكنه أشاد بالإقبال عليها. وقال بعدها بساعات إنه لن يتدخل بالحراك المطلبي "لا بالسلب ولا بالإيجاب". وفي غضون ساعات، قام أنصاره بإزالة خيمهم في ساحات الاحتجاج في جميع أنحاء البلاد، وبدأت شرطة مكافحة الشغب التحرك. وقال محللون ان الصدر يسعى جاهدا للحفاظ على مصداقيته في الشارع وكسب تأييد إيران، التي تربطه بها علاقات معقدة. ولإيران نفوذ سياسي وعسكري هائل في العراق، ومن المرجح أن يكون لها رأي رئيسي في من سيكون بديل عبد المهدي. ولا تزال المحادثات حول رئيس الوزراء المقبل معطلة في بغداد، خصوصاً مع غياب سليماني والمهندس، اللذين كانا المفاوضين الرئيسين في هذا الإطار.
مشاركة :