الشارقة: محمدو لحبيب لحظات من الإيجابية، تلك جملة تتصدر إحدى ردهات مكتبة الشارقة العامة، حيث يقام معرض «فنون الرسم اليدوية»، تبدو الجملة وكأنها اختصار للمعرض، الذي تقول عنه منسقته الفنانة الإماراتية منى محمد الجريشي: إن الهدف الأساسي منه هو «لفت الانتباه لأهمية المكتبة، وترسيخ وتعميق العلاقة بينها وبين الفنون باعتبارها هي الأصل الذي تنطلق من بين صفحات كتبها كل المعارف والفنون». تضيف الجريشي مبينة فكرة المعرض وكيف بدأت:«تقدمت إلى هيئة الشارقة للكتاب بفكرة المعرض. أكدت لهم أنني لا أسعى إلى إنجاز معرض شخصي خاص بي، بل أحاول من خلال معرض متعدد يضم فنانين من مختلف دول العالم، وبمختلف أنواع الرسم اليدوية، أن أوصل رسالة للجمهور مفادها أن المكتبة كانت ومازالت منبع الثقافة والنور، وأنها تظل الحاضنة الثقافية، وأن علينا أن نحرص على استمرار الزخم الذي كانت تمثله، وعن طريق هذا المعرض، ودعوة الجمهور له، ودعوة طلاب المدارس، نستطيع أن نلفت الانتباه لأهمية دور المكتبة الذي أشرت إليه». لوحات عديدة تشارك في المعرض، وفنانون متنوعون من عدة دول وثقافات مختلفة حول العالم، يصل عددهم إلى أكثر من 34 فناناً وفنانة، من أكثر من 18 دولة، وأشكال فنية متنوعة، يبرز من بينها شكلان يبدوان الأكثر انتشاراً في المعرض هما لوحات الخط العربي، إضافة إلى لوحات البورتريه، ويتميز المعرض بأنه قدم فنانين يمارسون الخط العربي من دون أن يكونوا أصلاً عرباًَ، وهو ما تشرحه الجريشي قائلة: «عندنا خطاطون أجانب كانوا يأتون هنا خصيصاً لتعلم الخط العربي والزخرفة حتى أتقنوهما، لدينا في المعرض خطاطة يابانية كانت تأتي للإمارات كل سنة وتعلمت الزخرفة الإسلامية، ونجحت في أن تضع بصمتها كخطاطة». طلاب المدارس كان لهم حضورهم البارز في المعرض، فغصت بهم الردهة التي يُقام فيها، وكان من السهل اكتشاف مدى شغفهم بما يُعرض من لوحات. الطالبة أسماء حسن من الفصل الحادي عشر في مدرسة الأقصى الخاصة في عجمان، واحدة من بين عشرات من الطلاب الذين أتوا مع المشرفين عليهم إلى المعرض، تتحدث أسماء عن شغفها بالقراءة، وعن تجربة تواجدها في المعرض فتقول: «رأيت لوحات فنية متميزة هنا، وقد تعرفت إلى أشكال من الخطوط العربية لأول مرة أراها، كما أن تجربة مزج الألوان أثناء الرسم، كانت تجربة ممتعة ومثيرة للإعجاب، وقد شاهدتها عن قرب، إضافة لذلك أنا من عشاق الكتب والمكتبات، وفكرة وجود المعرض داخل مكتبة الشارقة أعطتني انطباعاً خاصاً يلبي تطلعي للكتب وللقراءة، وأن هذا المكان وفر ميزتين مع بعضهما لمحبي الفن ولمحبي القراءة». الطالبة سلمى أحمد من الصف السابع في مدرسة الأنصار في الشارقة، هي إحدى المتفوقات في الخط كما تقول المشرفة عليها، وقد أتت مع مجموعة أخرى من المتفوقين في ذلك المجال إلى المعرض ليروا التجارب الاحترافية للفنانين المشاركين وليطوروا هوايتهم، تقول سلمى عن تجربتها وشغفها بالخط: «أحب الخط كثيراً، والدي خطاط وقد حفزني ذلك على ممارسة الخط، وبدأت ذلك منذ الصف الأول». ضم المعرض كذلك إلى جانب اللوحات عدة ورش لتعليم الخط، والرسم، وأدارها عدة فنانين من المشاركين في المعرض.
مشاركة :