كتبت: فاطمة عليتعقد مستشفيات البحرين الحكومية والخاصة اليوم اجتماعا وطنيا شاملا لبحث مستجدات الوضع العالمي لفيروس الكورونا المستجد ويشار اليه (2019-nCoV) من اجل وضع خطة وطنية شاملة لمجابهة الفيروس، فيما علمت «أخبار الخليج» بأن مملكة البحرين تسلمت المواد المخبرية الخاصة بكشف الفيروس، كما تم تشغيل جهاز التحليل الذي تمتلكه مملكة البحرين بمختبرات الصحة العامة والمستخدم عالميا في فحص عينات فيروس الكورونا وتأكيد الاصابة من عدمها.وبناء على توجيهات القيادة العامة شكل مستشفى قوة دفاع البحرين «العسكري» لجنة للترصد والتحكم لمجابهة الكورونا يترأسها قائد الخدمات الطبية الملكية اللواء بروفيسور الشيخ خالد بن علي آل خليفة، مهمتها وضع آلية واستراتيجية فورية للتعامل مع الفيروس، إضافة الى ايجاد تنسيق بحريني سعودي لفحص العينات المخبرية مع اي تبليغ عن حالات مشتبه في إصابتها به، فيما أعلن المستشفى العسكري جاهزيته للتعامل مع الفيروس على الاصعدة كافة فتم تجهيز قسم خاص للعزل والحجر الطبي يضم كل المستلزمات الطبية، كما تم حصر حجم إشغال الأسرة في الاجنحة.صرح بذلك لـ«أخبار الخليج» استشاري الإمراض المعدية رئيس مختبر الأحياء الدقيقة ولجنة مكافحة العدوى بالخدمات الطبية في المستشفى العسكري طبيب مقدم مناف القحطاني، مشيرا الى أن مختبر العسكري مستمر في رصد ومتابعة اي حالة مشتبه فيها والتواصل بشكل مباشر مع قيادة المستشفى والصحة العامة بوزارة الصحة، كما تم الاتفاق مع مختبرات خارجية للتعاون ومنها مختبرات في المملكة العربية السعودية وتحديدا في جدة، موضحا أن الإدارة العليا بالمستشفى عممت الأسبوع الماضي على الكوادر الطبية والتمريضية دليلا ارشاديا شاملا حول كيفية التعامل مع الفيروس وطرق التبليغ عنه، كما عقد اجتماع مع لجنة العلاقات العامة والاعلام بالمستشفى لبث رسائل توضيحية حول الطبيعة العلمية للفيروس وايضاح ما آل اليه الوضع المحلي منعا لانتشار اي معلومات مغلوطة. وأوضح أنه ابتداء من بعد غد الأربعاء ستنطلق ورش عمل تدريبية لجميع موظفي المستشفى العسكري باستخدام تقنية المحاكاة والعالم الافتراضي لتدريب الكوادر الطبية والتمريضية على اساسيات مكافحة العدوى لمرضى الكورونا، مؤكدا أن هذه الورش ستعقد بمركز ولي العهد للتدريب مرتين اسبوعيا لتغطية جميع الموظفين بحيث سيتم تنفيذ سيناريو وهمي لانتشار وباء الكورونا للتدريب على كيفية المواجهة.وبين استشاري الأمراض المعدية الدكتور مناف القحطاني أن هناك اجراءات وقائية مشددة لهذا المرض من خلال ثلاثة محاور رئيسية اولها التحري عنه والثاني محور الاجراءات الوقائية ثم الاجراءات العلاجية، مؤكدا وضع كل التدابير اللازمة على مستوى جميع اقسام الخدمات الطبية وبتوجيهات من قائد الخدمات الطبية الملكية، محذرا من الانسياق وراء المعلومات المغلوطة التي تنتشر وتبث بشكل موسع في وسائل التواصل الاجتماعي وضرورة استياق المعلومات من المصادر الطبية الرسمية.وأفاد بان اغلب الفيروسات لا تستطيع العيش خارج جسم الانسان مدة 24 ساعة، لذلك وحتى ان سلمنا نظريا بان أحد المصابين بالفيروس تعامل مع أحد المنتجات فهي ستموت قبل وصولها الى جسم إنسان آخر، مفيدا بأن منظمة الصحة العالمية لم تصنف الفيروس بأنه «حالة طوارئ دولية»، ويعزى ذلك جزئيًا إلى قلة عدد الحالات في الخارج ، مشيرا الى ان الفيروس الجديد شبيه بفيروس السارس الذي ظهر في الصين في عام 2002م والذي اثبتت الدراسات انه يختلف عن فيروس الانفلونزا وينتمي الى عائلة الكورونا التي اكتشفت مسبقا وكان مصدرها الصين ايضا، مبينا أن الفيروس يمتاز بكبر حجمه وتحوره بشكل اسرع، وهو ما يسهم في سرعة انتشاره .وقال ان الصين أعلنت أول إصابة بفيروس كورونا الجديد في الثلاثين من ديسمبر الماضي، وسجلت معظم الوفيات ذات العلاقة بالفيروس في مقاطعة هوبي، وتحديدا في مدينة ووهان، عاصمة المقاطعة، مشيرا الى ان المنظمة العالمية اعلنت ان احتمالات وطرق ‏انتقال هذا الفيروس مازالت غير واضحة، ونصحت بتجنب مخالطة المصابين بالتهابات تنفسية حادة وحيوانات المزارع أو الحيوانات البرية مخالطة حميمة، إلى جانب المواظبة على غسل اليدين مرارا وتكرارا.وقال ان فيروس الكورونا المستجد هو سلالة جديدة من فيروسات الكورونا الذي لم يسبق التعرف عليه في البشر وهو أحد مجموعات فيروسات الكورونا التي تتراوح الاصابة بها في البشر بين نزلات البرد البسيطة إلى الالتهابات الرئوية الحادة وقد رصدت حالات مؤخرا بين مخالطين لمرضى وعاملين صحيين باشروا حالات مؤكدة اصابتهم بالمرض، مشيرا الى ان فيروسات كورونا فصيلة واسعة الانتشار ومعروفة بأنها تسبب أمراضا تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الاعتلالات الأشد وطأة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم «السارس». ويتمثل فيروس كورونا الجديد في سلالة جديدة من فيروس كورونا لم تكشف إصابة البشر بها سابقا كما ان منظمة الصحة العالمية أكدت أنه يمكن أن تنتقل بعض سلالات الفيروس من شخص إلى آخر، بالاتصال عن قرب مع الشخص المصاب عادة، كما يحدث في سياق الأسرة أو العمل أو في مراكز الرعاية الصحية، موضحا أن مدة الحضانة الخاصة بالفيروس من 3إلى 6 أيام؛ ولكن فترة الحضانة للأنماط المعروفة لفيروس (كورونا) تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام.