تتزايد المخاوف من تسارع وتيرة عدوى فيروس «كورونا الجديد» وتحوله إلى وباء عالمي مع سفر مئات الملايين من الصينيين في الداخل والخارج خلال عطلات السنة القمرية الجديدة، رغم إلغاء الكثيرين رحلاتهم، لاسيما مع ظهور الفيروس في دول جديدة كان آخرها كندا، فيما اتخذ عدد من الدول حول العالم الإجراءات اللازمة لإجلاء مواطنيهم من مختلف المدن الصينية. وأعلنت كندا عن ظهور أول حالة إصابة بالفيروس في مدينة تورنتو، عاصمة ولاية أونتاريو. وأكد كبير المسؤولين الطبيين في ولاية أونتاريو ديفيد ويليامز، أنه ثبت إصابة رجل في الخمسينيات من العمر بمرض يشبه متلازمة تنفسية حادة «كورونا» في أكثر مدن كندا اكتظاظاً بالسكان. وأوردت وكالة أنباء بلومبرج الأميركية أن الرجل كان قد سافر مؤخراً إلى ووهان، في الصين، وعاد إلى تورنتو في 22 يناير ودخل المستشفى في اليوم التالي بعد إصابته بالمرض، وتم تأكيد الحالة كحالة إيجابية مفترضة. وفي السعودية، أكد وزير الصحة توفيق الربيعة، أن الوزارة نفذت العديد من الإجراءات الاحترازية المشددة، للتصدي لفيروس «كورونا الجديد»، كما أشار إلى أن المملكة لم تسجل أي حالة إصابة بالفيروس، وقال إن السعودية قامت بتعزيز إجراءات الرصد والمراقبة لهذا المرض في منافذ الدخول للمملكة، حيث يتم حصر الرحلات القادمة مباشرة من الصين، والمسافرين القادمين من الصين عبر رحلات غير مباشرة، وذلك بالتنسيق مع هيئة الطيران المدني. وأوضح الربيعة أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أي حالة إصابة بفيروس «كورونا الجديد» في المملكة، مشيراً إلى أن انتقال الفيروس بين البشر يتم عن طريق الرذاذ التنفسي، حيث لم يتم رصد أي حالة عدوى ناتجة عن التعامل مع البضائع، سواء لهذا الفيروس أو أي فيروس آخر. وأكد وزير الصحة السعودي أن المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها قام بإعداد دليل صحي للتعامل مع الحالات المشتبهة وتجهيز الفحوصات المخبرية اللازمة وآلية جمع ونقل العينات إلى المختبر الوطني بالمركز، إضافة إلى إصدار نصائح للمسافرين المتجهين لمناطق ظهر فيها المرض. وفي اليابان، أكدت السلطات، أمس، تسجيل رابع حالة إصابة بفيروس «كورونا الجديد»، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» عن وزارة الصحة اليابانية. وأفادت وزارة الصحة بأن الحالة المؤكدة سجلت لدى مواطن مقيم في مدينة ووهان الصينية ويبلغ من العمر 40 سنة، وقد وصل إلى اليابان في 22 يناير الجاري. وأضافت أن المصاب بالفيروس أدخل إلى مستشفى بمقاطعة آيتشي، وسط البلاد، حيث تجري متابعة حالته الصحية. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس، إن الحكومة تعمل مع السلطات الصينية لترتيب رحلة طيران لإجلاء أي مواطن ياباني يرغب في العودة من مدينة ووهان. وفي الولايات المتحدة، قال مسؤولون بقطاع الصحة إن مقاطعة أورنج بولاية كاليفورنيا، شهدت تسجيل ثالث حالة إصابة بفيروس «كورونا الجديد». وذكرت وكالة الصحة بالمقاطعة في بيان أن الحالة لشخص جاء من مدينة ووهان الصينية، وهو في حالة جيدة في العزل الصحي بالمستشفى. وتأتي أول حالة معروفة في كاليفورنيا عقب تشخيص حالة في ولاية واشنطن في 21 يناير، وأخرى في شيكاغو في 24 من الشهر نفسه. وكانت أعلنت واشنطن أنها تنظّم مغادرة موظفيها الدبلوماسيين ورعاياها العالقين في ووهان، آملةً في أن تقلع غداً الثلاثاء رحلة إلى سان فرانسيسكو. بدوره، حث الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن المواطنين على منح ثقتهم للحكومة وعدم الشعور بالقلق المفرط، بعد الإعلان عن ثالث حالة إصابة مؤكدة بفيروس «كورونا الجديد» في البلاد. ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أمس، عن نائب المتحدث باسم المكتب الرئاسي، هان جونج وو قوله في رسالة نصية للصحفيين إن الرئيس الكوري الجنوبي وجه رسالة للشعب الكوري الجنوبي فيما يخص الإعلان عن ثالث حالة إصابة مؤكدة بفيروس «كورونا الجديد» في البلاد، وأكد مون في رسالته أن الحكومة تبذل كل الجهود اللازمة بالتعاون مع السلطات المحلية. وأوضح الرئيس الكوري الجنوبي أن الحكومة الكورية تدير نظام الاستجابة لحالات الطوارئ على مدار 24 ساعة، ليس فقط خلال الأيام العادية، بل أيضا خلال عطلة عيد رأس السنة القمرية الجديدة، مع التعامل بحذر مع هذه الحالات. معدل الإصابة بالفيروس يصعب السيطرة عليه أي شخص مصاب بفيروس «كورونا الجديد» ينقل هذا المرض إلى ما بين شخصين وثلاثة أشخاص في المتوسط بمعدل العدوى الحالي وذلك طبقاً لما ذكره تحليلان علميان منفصلان لهذا الفيروس. وقال العلماء الذين أجروا هذه الدراسات إن استمرار تفشي المرض بهذه الوتيرة يعتمد على كفاءة إجراءات الحد منه. ولكن يجب أن توقف إجراءات السيطرة على المرض انتقال العدوى في ما لا يقل عن 60 في المئة من الحالات حتى يمكن احتواء الوباء ووقف انتقال العدوى. وقفز عدد حالات الوفاة بسبب تفشي فيروس كورونا إلى 56 حالة أمس، مع إصابة نحو 2000 آخرين بالمرض في شتى أنحاء العالم معظمهم في الصين. وقال نيل فيرجسون اختصاصي الأمراض المعدية في امبريال كوليدج بلندن والذي شارك في رئاسة إحدى الدراسات «ليس من الواضح في الوقت الحالي ما إذا كان يمكن احتواء هذا التفشي داخل الصين». ويشير فريق فيرجسون إلى أن 4 آلاف شخص في ووهان أصيبوا بالفيروس بالفعل بحلول 18 يناير وإن كل مصاب ينقل العدوى إلى اثنين أو ثلاثة في المتوسط. وقال العلماء «إذا استمر انتشار الوباء بلا توقف في ووهان نتوقع أن يصبح أكبر بكثير بحلول الرابع من فبراير». وقدروا أن يبلغ عدد المصابين بالمرض في مدينة ووهان الواقعة بوسط الصين والتي بدأ ظهور الفيروس فيها في ديسمبر نحو 190 ألف شخص بحلول الرابع من فبراير. وقالت راينا ماكنتاير رئيسة برنامج أبحاث الأمن البيولوجي في معهد كيربي بجامعة نيو ساوث ويلز في استراليا، إن اتساع نطاق العدوى في الأيام الأخيرة أمر يثير قلقاً كبيراً. وقالت «كلما امتدت الإصابة إلى مناطق أخرى من الصين كلما زاد خطر انتشارها عالمياً». وأكدت أستراليا وهي مقصد شعبي للزائرين من الصين أول 4 حالات إصابة بالفيروس في مسافرين قادمين من الصين وكلهم زاروا ووهان. وقالت ماكنتاير «ما نحتاجه هو نشر قدر أكبر من البيانات بشأن عوامل الخطر والعدوى وفترة الحضانة وعلم الأوبئة حتى نستطيع معرفة أكثر الإجراءات ملاءمة للحد من المرض».
مشاركة :