استمرت عمليات خرق الهدنة الهشة بين قوات الجيش الليبي والميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، وسط دعوات من بعثة الأمم المتحدة بضرورة احترام كافة الأطراف للهدنة. وأعلن الجيش الوطني الليبي، أمس، أن قواته أحكمت السيطرة على منطقتي القداحية والهيشة الواقعتين شرق مدينة مصراتة، تزامناً مع اندلاع اشتباكات عنيفة بعدد من محاور القتال في ضواحي طرابلس، مشيراً إلى أن وحدات الجيش الليبي أجبرت مسلحي مصراتة على الفرار باتجاه بلدة بوقرين وسيطرت على عدد من الآليات العسكرية التابعة للميليشيات وتمكنت من أسر عدد من المقاتلين. وأكد الجيش الليبي تقدم وحداته العسكرية بشكل كبير نحو وسط مدينة مصراتة وباتت على بعد 100 كم، مشيراً إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بمنطقة زمزم بين قوات الجيش الليبي وميليشيات الوفاق. وأوضحت غرفة عمليات سرت الكبرى أن القوات المسلحة الليبية صدت هجوماً للمليشيات التابعة لحكومة الوفاق على نهاية الحدود الإدارية لمنطقة الوشكة والهيشة، مشيرة إلى عودة وحدات الجيش الليبي لنقاط تمركز محددة من غرفة العمليات. بدورها قالت مدير مكتب الإعلام في غرفة عمليات سرت الكبرى انتصار محمد لـ«الاتحاد» إن الوحدات العسكرية لقوات الجيش الليبي تخوض اشتباكات عنيفة مع ميليشيات الوفاق، مؤكدة أن القوات تمكنت من تحقيق تقدمات ملموسة وسط تراجع لميليشيات الوفاق نحو مدينة مصراتة. واتهمت انتصار العبيدي ميليشيات الوفاق بخرق الهدنة ومحاولة التقدم لاستهداف تمركزات الجيش الليبي، مؤكدة أن وحدات القوات المسلحة صدت هجوم مسلحي الوفاق وأجبرتهم على الفرار والتراجع وتمكنت من غنم عدة آليات. ولفتت إلى تمكن وحدات الاستطلاع من أسر عدد من ميليشيات حكومة الوفاق خلال محاولتهم التقدم نحو بلدة أبوقرين، مؤكدة أن قوات الجيش الليبي عززت مواقعها وتمركزاتها بشكل كبير في مدينة سرت، موضحة أن الاشتباكات بعيدة عن منطقة الهلال النفطي بحوالي 300 كليومتر عن مواقع الاشتباكات. إلى ذلك، أكد مصدر عسكري ليبي تمكن قوات الجيش الوطني من القبض على 7 مسلحين، وقتل 6 آخرين وغنم عددا من الآليات المسلحة، مشيراً إلى انسحاب الميليشيات المسلحة وتراجعها إلى نقاط بعيدة بالقرب من كوبري السدادة. وفي طرابلس، تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش الليبي وميليشيات حكومة الوفاق بالقرب من منطقة الهضبة وبوسليم جنوب العاصمة طرابلس، بعد محاولات للميليشيات للتقدم في عدة مناطق. وفي سياق متصل، كشف مسؤول عسكري ليبي لـ«الاتحاد» عن دعوة البعثة الأممية للجنة العسكرية «5+5» التي يتم تشكيلها من قوات الجيش الليبي ومسلحي الوفاق إلى الاجتماع خلال الأيام المقبلة لحسم عدة ملفات هامة أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار، توحيد المؤسسات العسكرية والشرطية في البلاد وتفعيل دورها بشكل كامل. وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن أسفها لما وصفته بـ«الانتهاكات الصارخة» المستمرة لحظر التسليح في ليبيا، حتى بعد الالتزامات التي تعهدت بها البلدان المعنية في هذا الصدد خلال مؤتمر برلين، داعية إلى الوفاء بالتزاماتها واحترام حظر التسليح في ليبيا الذي يفرضه قرار مجلس الأمن رقم 1970 لسنة 2011 والقرارات اللاحقة احتراماً تاماً وتنفيذه بشكلٍ لا لبس فيه. وأكدت البعثة أن الهدنة أعطت مهلة للمدنيين في العاصمة هم بأمس الحاجة إليها، على حد تعبيرها. ولفتت البعثة الأممية إلى أن الهدنة الهشة مهددة الآن بما يجري من استمرار نقل المقاتلين الأجانب والأسلحة والذخيرة والمنظومات المتقدمة إلى الأطراف من قبل الدول الأعضاء، من بينها بعض من الدول المشاركة في مؤتمر برلين. إلى ذلك، قالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية إن إنتاج الخام في الأسبوع المنتهي في 24 يناير هبط أكثر من 900 ألف برميل يومياً، إلى 284 ألفاً و153 برميلاً يومياً من 1.2 مليون برميل في الأسبوع السابق. وعلى مدار الأسبوع الماضي أدى حصار موالين لبعض القبائل إلى إغلاق موانئ وحقول في شرق وجنوب ليبيا. وسجل الإنتاج يوم السبت 320 ألفاً و154 برميلاً يومياً، وتمتلك ليبيا تاسع أكبر احتياطي نفطي معروف في العالم، وأكبر احتياطي نفطي في أفريقيا.
مشاركة :