بكين 26 يناير (شينخوا) أضيئت معالم ونقاط جذب شهيرة في جميع أنحاء العالم باللون الأحمر، وهو اللون الذي يرمز إلى الحظ والسعادة في الصين، وامتلأت هذه المناطق بديكورات على شكل فئران، في إشارة واضحة إلى احتفالات العام القمري الصيني الجديد. مع دخول الصين يوم السبت لعام الفأر، وهو أول حيوان في تقويم الأبراج الصينية وبداية دورة جديدة مدتها 12 عاما، احتفل كثيرون إلى جانب الجاليات الصينية في جميع أنحاء العالم، مع تطويرهم لفهم أفضل للثقافة الصينية. أزياء احتفالية لشخصيات ديزني المحبوبة ومن بين مناطق الجذب التي احتضنت احتفالات السنة الصينية الجديدة، حوّلت حدائق ديزني بكاليفورنيا في الولايات المتحدة "عام الجرذ" إلى "عام الفأر"، من بطولة شخصيتي ديزني الشهيرتين ميكي ماوس وميني ماوس. تقع الحدائق بمدينة أنهايم بولاية كاليفورنيا، ويمكن رؤية الفوانيس الحمراء الكبيرة مع شرابات ذهبية مزخرفة معلقة من الأسوار، في حين ترفرف لافتات حمراء احتفالية من أعمدة الانارة، وتحولت هذه المتنزهات إلى بحر من اللونين الأحمر والذهبي. وباعتبارهما من أبرز شخصيات الجذب السياحي لديزني، يبدو ميكي وميني ماوس، يحتفلان بشكل خاص بأزيائهما التقليدية الصينية الجديدة. يرتدي ميكي سترة تقليدية على الطريقة الصينية من الحرير الأحمر الناعم، وتتميز بأنماط خيوط ذهبية لتمثيل العنصر الصيني التقليدي وهو الماء، بالإضافة إلى بنطلون ذهبي وحذاء منتفخ كفقاعة حمراء، كلمسات أخيرة على لباسه الاحتفالي. في الوقت نفسه، كانت ميني، باللون الأحمر، مزينة برأس من الحرير الأحمر القاني المزيّن بشرابات ذهبية، مطرزة بموجات مياه صينية تقليدية، وزهور الفاوانيا، وسُحب البركة. أوضحت قوه بي، وهي مصممة أزياء صينية المولد وذات شهرة عالمية، عناصر التقاليد الصينية ونماذج ديزني، والتي دمجتها بشكل بارع في تصميماتها. وقالت إن اللونين الأحمر والذهبي هما الألوان التقليدية للعام الصيني الجديد، لذا فقد كانا منطلقا جيدا للبدء منه. وأضافت "لقد استخدمت أيضا ثلاثة عناصر من الثقافة الصينية في التصميم: الأول هو الماء، وهو يمثل الإبحار السلس والحظ السعيد؛ كما أضفت، ثانيا، زهور الفاوانيا لتمثيل الأناقة، والثالث هو"أشكال السحاب الميمون التقليدي رمز الحظ السعيد". وقالت أيضا "الأطفال في جميع أنحاء العالم يحبون شخصيتي ميكي وميني. إنها فرصة بالنسبة لي للتعبير عن الثقافة الصينية ومشاركتها مع العالم من خلال عملي". معالم عالمية تكتسي بالأحمر في إشارة أخرى إلى الاحتفالات الواضحة على المعالم العالمية، اكتست معالم مثل هيكل القارب في مدينة نيويورك ودار أوبرا سيدني وبرج طوكيو، اكتست جميعها باللون الأحمر للاحتفال بهذه المناسبة. تحولت الأضواء داخل هيكل القارب، وهو نقطة جذب شهيرة في حي مانهاتن الساحر في مدينة نيويورك، إلى اللون الأحمر مساء الأربعاء. وفي مانهاتن أيضا، تمت إضاءة الجزء العلوي من مبنى إمباير ستيت باللونين الأحمر والذهبي من غروب الشمس يوم الخميس إلى الساعة 2 فجرا (0600 بتوقيت جرينتش) يوم الجمعة. هذا هو العام العشرين على التوالي الذي يضاء فيه هذا المبنى الشهير بمانهاتن تكريما للعام الصيني الجديد، الذي أصبح عطلة رسمية للمدارس في نيويورك في عام 2016. وتحولت أشرعة دار أوبرا سيدني الشهيرة عالمياً إلى اللون الأحمر يوم الخميس للترحيب بعام الفأر. وفي العاصمة اليابانية طوكيو، أضيء برج طوكيو الشهير يوم الجمعة باللون الأحمر الصيني كرمز للعلاقات الصينية اليابانية. وبعثت حاكم طوكيو، يوريكو كويكي، برسالة تهنئة إلى الحدث، معربة عن اعتقادها بأن احتفالات رأس السنة القمرية الجديدة في المدينة ستضيء الطريق إلى صداقة أفضل بين الصين واليابان، فضلاً عن تعزيز السلام العالمي. وفي الجيزة، بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، أضيئت الأهرامات وأبو الهول باللون الأحمر، في عرض احتفالي للصوت والضوء مساء الخميس كجزء من احتفالات العام الصيني الجديد. وخلال العروض، تمت إضاءة تمثال أبو الهول بألوان زاهية، بينما كانت قصص الفراعنة المصريين القدامى تروى عبر أشكال بأضواء الليزر المعروضة على الأهرامات الثلاثة الضخمة في الخلفية. قال شي يوي ون، المستشار الثقافي بالسفارة الصينية في مصر، للحاضرين إن "أهرامات الهضبة تتميز بأضواء رائعة حيث تتكامل الفوانيس الصينية الحمراء مع الأهرامات المصرية الجميلة، ما يمثل لقاءً بين الحضارتين القديمتين للصين ومصر". انصهار الثقافات خلال العروض، قالت ريهام أحمد، وهي شابة مصرية تدرس اللغة الصينية في جامعة القاهرة، "إن الاحتفال يجمع بين الثقافتين المصرية والصينية، لذا فهو جذاب بالنسبة لي كمصرية وكطالبة للغة الصينية". وقال فتحي عبد الوهاب، رئيس صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية، خلال الفعالية الاحتفالية، إن التفاعلات الثقافية المصرية-الصينية شهدت نمواً ملحوظاً بفضل دعم قادة البلدين. وبالمثل، تقدم هذه الاحتفالات للمشاركين من غير الصينيين، تجارب ممتعة للثقافة الصينية التقليدية، وتعزز التبادلات بين الناس. أما رئيسة وزراء نيو ساوث ويلز في استراليا، غلاديس بيريجليان، فقالت إن "السنة القمرية (الصينية) الجديدة أصبحت جزءا لا يتجزأ من تقويمنا في ولاية نيو ساوث ويلز". وأضافت "لقد حان الوقت للعائلات والأحباء للالتقاء وتبادل الآمال والتطلعات الجديدة." ويوم الثلاثاء، كتب خطاطون من كل من الصين واليابان كلمة "فو"، وهي رمز صيني يعني الحظ السعيد، على ورقة حمراء بالفرشاة والحبر في طوكيو. وقال كيواكي إيغاكي، رئيس الأكاديمية اليابانية لفن الخط "إن التبادلات الثقافية بين الصين واليابان تعود إلى زمن بعيد"، مضيفا "أن الثقافة لا تعرف الحدود الوطنية. وهذا الحدث يسمح للشعب الياباني بتجربة سحر الثقافة الصينية التقليدية."