فجر الشاعر القطري محمد بن الذيب جدلا واسعا بعدما أطل في مقطع فيديو وهو يلقي قصيدة يرثي فيها قاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية قرب مطار بغداد فجر الجمعة 3 يناير الجاري. وخاطب بن الذيب سليماني والد الجنرال الراحل بقصيدته قائلا إن “قاسم لا يشرب من الذلة وهو قاسم الكافرين وناصر الملة، وأن من شمتوا في موته من الأميركان والبريطان (الإنجليز) هم من ذاقوا الذلة”. وتغنى الشاعر القطري بالمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي واصفا إياه بـ”ولي الله قدس الله سره“. وزاد بن الذيب في تبجيل قاسم سليماني وكال له المديح قائلا ”كني أسمع صدى عبرة رسول الله وآل بيته على قاسـم سُلـيماني“. وأثارت الأبيات غضب معلقين اعتبروا أنها استفزازية لكثيرين يرون أن سليماني كان وراء مقتل وتشريد مئات الآلاف في بلدان عربية عبر مخططاته لتوسيع النفوذ الإيراني. وقال معلقون إن موقف الشاعر القطري متناغم تماما مع مواقف النظام القطري الذي بادر وزير خارجيته محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بالذهاب إلى طهران في اليوم التالي من مقتل قاسم سليماني، قبل أن يتبعه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بزيارة دعم لطهران بعدها بأسبوع، والتقى خلالها خامنئي والرئيس حسن روحاني. واعتبر مغردون أن بن الذيب يسعى لنيل بركات الشيخ تميم والرضا عنه بهذه القصيدة لكونها تتبنى الموقف الرسمي القطري الداعم لإيران. وتسابق شعراء خليجيون للرد على قصيدة بن الذيب. وفي هذا السياق، رد الشاعر الإماراتي هادي المنصوري بقصيدة على الشاعر القطري، عاب فيها على خليجي أن يمدح المرشد الإيراني وسليمان، رافضا التطاول على رسول الله، قائلا في فيديو له “كرم الله وجهك يا رسول الله وكرم الله بيتك عن الداني.. ربنا لا تزغ القلب عن ضله.. واحفظ أفكارنا عن شيطان ما عرفنا مكانه أوطى من الذلة وين شوفنا الخليجي يمدح إيراني مجد الخامنئي المجوسي ومجد بنظرته قاسم سليماني”. بدورها غردت الشاعرة السعودية نوره بنت محمد، قائلة ردا على مهزلة #بن_الذيب “لا تطري آل البيت ولا تطري رسول الله أكرمهم الله عنك وعن شلة سليماني ولا تكثر من الزلة يا وجه البؤس والذلة قد أعذرنا وقد أنذرنا إذا لك عين وآذان”. ومن البحرين، غرد فارس المحرق شعرا، واصفا بن الذيب بأنه ذيل إيران، قائلا “هرجك يا بن الذيب هرج إيراني وخذ مني الرد وماني بشاعر هرجك يا ذيل إيران حرك أشجاني ماني بشاعر لكنها كتلة مشاعر”. وكتب مغرد: يذكر أن الشاعر القطري محمد بن الذيب اعتقل في نوفمبر عام 2011 بسبب ما قيل حينها إنها انتقادات لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ومدحه انتفاضات “الربيع العربي”. وفي 2012 حكم عليه بالسجن المؤبد، بعد أن استمر في السجن لمدة حوالي عام بتهمة “التطاول على رموز الدولة والتحريض على الإطاحة بنظام الحكم في قطر”. وبعد استئناف الحكم، قضت محكمة التمييز بسجنه 15 عاما بدلا من 25 عاما، ثم خرج الشاعر القطري من السجن في 2016 بعفو من الشيخ تميم بن حمد.
مشاركة :