أبوظبي في 26 يناير / وام / نفذت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات"، في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، دورة تدريبية حول البرنامج التدريبي الأول لمنتسبي هيئة المواصفات والاعتماد الإندونيسية وجهات منح شهادات الحلال، ضمن أولى تحركات الهيئة لرفع القدرات الفنية لإحدى دول منظمة التعاون الإسلامي، تحت مظلة البرنامج الإماراتي للمساعدات الفنية، بعد تنفيذ برنامج مماثلة للجهة المعنية في جمهورية كوريا. وتطرق البرنامج التدريبي الذي استمر 4 أيام، إلى منظومة الحلال الإماراتية، والمواصفات القياسية ذات العلاقة بمنتجات وخدمات الحلال، والذي يعزز التعاون الاقتصادي والتجاري والفني مع إندونيسيا، بما ينعكس على تحسين فرص التبادل التجاري بين البلدين، حيث دربت الهيئة العاملين والمدققين فنياً في مجال المواصفات القياسية الخاصة بالمنتجات وإصدار الشهادات وإجراءات التفتيش والرقابة على المنتجات الغذائية ومستحضرات التجميل وغيرها من المجالات استناداً إلى المواصفات القياسية الإماراتية. وأكد سعادة عبدالله المعيني، مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات"، أن الهيئة تبنت برنامجاً إماراتياً للمساعدات الفنية للدول، في شهر أكتوبر من العام الماضي، سيسهم في دعم استراتيجية الدولة من حيث مساهمتها في المساعدات الإنمائية، ويتضمن إرسال خبراء متخصصين ضمن بعثات فنية وتوفير دورات تدريبية وتطوير برامج تخصصية وإتاحة الفرصة للراغبين في زيارة جهات ومؤسسات إماراتية للاستفادة العملية من تجربة وخبرات دولة الإمارات في تطبيق أفضل الممارسات في مجالات التقييس المختلفة. وأضاف أن التدريب ينسجم مع الاتفاقية التي وقعتها هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات"، مع لجنة الاعتماد الوطنية "KAN " لتسهيل انسيابية حركة التجارة بين البلدين وتذليل العوائق الفنية وتعزيز التعاون الفني في مجال الاعتماد الحلال، لاسيما أن دولة الإمارات تحرص على تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية مع بلدان العالم، ولدينا مع إندونيسيا تجربة ثرية من التعاون والتنسيق الاقتصادي والاستثماري والتجاري تتماشى مع رؤية قيادتي البلدين الصديقين. واعتبر سعادته أن العلاقات الإماراتية الإندونيسية تشهد تميزاً لافتاً على الصعيد الاقتصادي، لاسيما مع تضاعف حجم التبادل التجاري الذي بلغ نحو 13.7 مليار درهم /3.7 مليار دولار/ خلال العام 2018، وهو ما يمثل فرصة نمو مثالية في صناعات نوعية مثل صناعة الحلال، التي تقود فيها دولة الإمارات الجهود العالمية في توحيد منظومة الحلال العالمية. ونوه سعادته بالتفاعل الإماراتي مع المحيط الإقليمي والعالمي، من خلال البرنامج الإماراتي للمساعدات الفنية للدول، والذي ستُعنى هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس بتنفيذه، ويسهم في دعم استراتيجية الدولة من حيث مساهمتها في المساعدات الإنمائية، بما يتضمنه من مبادئ إيجابية من بلادنا نحو الدول التي تحتاج إلى هذا النوع من الدعم. وتطرق التدريب الفني الذي قدمه المهندس يوسف المرزوقي، رئيس قسم اللوائح والأنظمة، المنظومة الإماراتية للحلال، ومتطلبات منح شهادات الحلال وفقاً للمواصفة القياسية الإماراتية رقم 2055-2 " المنتجات الحلال- الجزء الثاني: الاشتراطات العامة لجهات إصدار شهادات الحلال لتأهيل المدققين الإندونيسيين العاملين في مجال الحلال، بحضور عشرات من أعضاء هيئة المواصفات والاعتماد الإندونيسية وجهات منح شهادات الحلال. وتضمنت الدورة التدريبية التعريف بمفاهيم الحلال في الشريعة الإسلامية وتأهيل المدققين في مجال المواصفات القياسية الخاصة بالمنتجات الحلال ومتطلبات الاعتماد وإصدار الشهادات والتفتيش والرقابة على المنتجات الحلال مثل الأغذية ومنتجات التجميل والعناية الشخصية والضيافة الحلال وغيرها من المجالات. ولاقت الدورة التدريبية نجاحاً لافتاً في ظل التحديثات التي تجريها إندونيسيا في البنية التحتية الخاصة بالمنتجات الحلال، وذلك لتعزيز وزيادة حجم التبادل التجاري مع الدولة، حيث يعد برنامج المساعدات الفنية الإماراتية مُكمّل لجهود التعاون الدولي التي تبذلها دولة الإمارات، والتي تنطلق من إيمانها بأهمية مشاركة المعرفة وبناء قدرات الأفراد والمؤسسات للتعامل مع التحديات العالمية. ويُعتبر برنامج المساعدات الفنية الإماراتية امتداداً وعنصراً حيوياً في حقل التعاون الدولي المستقبلي المستدام، كما أن تركيز دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم المساعدة الفنية لا ينبع بسبب الحاجة إليها فحسب، بل يستند كذلك إلى أن تطوير وبناء القدرات ومشاركة المعرفة التي تزيد من كفاءة وفعالية أشكال المساعدات الأخرى، وهو ما يعتبر أساساً لتطوير فهم أفضل لدى الأمم وتعمل كمحفزات تدفع الإمارات والدول الشريكة نحو تحقيق المزيد من الابتكارات والإنجازات.
مشاركة :