حل النزاعات ... صراع أجيال بين الزملاء

  • 10/28/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لا تكاد تنتهي المناكفات بين زملاء العمل حتى تبدأ من جديد، إذ تنشأ الخلافات بشكل طبيعي أحياناً بين أعضاء مجموعة العمل الواحدة، أو بين أقسام مختلفة، فتبدأ من وقوع اختلاف في الآراء والمواقف بين شخصين أو أكثر لتتطور أحياناً وتصبح نفوراً، سواء معلناً أو مضمراً يترجم في انفعالات قوية أحياناً. وغالباً ما تهدأ تلك الانفعالات وتعتبر الخلافات عادية،خصوصاً إذا كانت بين جيلين أو أكثر من الزملاء، لكنها تبقى من دون حل جذري فتتراكم إلى أن يصعب حلها في المستقبل. ويقول الموظف حديثاً صالح السلطان إنه لم يتأقلم مع العمل الجديد، ويعزو ذلك إلى عدم التجانس مع زملائه بسبب فارق السن في ما بينهم، فهو المتخرج حديثاً لم يعتد على «النظام المتشدد والرتابة في العمل»، على حد قوله. ويشاركه في هذا الرأي المهندس خالد العميم الذي يصف زملاءه في المكتب بـ «المملين والذين لا يقبلون المزاح وتبادل النكات خلال وقت العمل». في المقابل، يشكو فهد السبيعي الذي يعمل في شركة خاصة، من زملائه الشباب المنضمين حديثاً إلى العمل، فهم كما يصفهم، لا يتأقلمون مع النظام في الشركة «ولا يزال الطيش هو الغالب فيهم... من الاتكالية على الآخرين، إلى رفع الصوت في الحديث، وصولاً إلى التدخين في غير الأماكن المخصصة». ويلقي السبيعي بالمسؤولية على مدراء الشركة، لأنهم لم يهتموا بتدريب الموظفين الجدد على آداب العمل الجماعي، والاطلاع على إستراتيجية حل المشكلات التي تنشأ عادة بين زملاء العمل الواحد بسبب الفروقات الطبيعية بينهم. وهذا ما يشير إليه بوضوح المتخصص في علم النفس والمدرب المعتمد في التطوير وتنمية الموارد البشرية الدكتور أحمد المسعود، إذ يرجع هذه الفروقات إلى اختلاف الخبرات والتجارب واختلاف القيم، إضافة إلى تباين وجهات النظر وكيفية الحكم على الصواب والخطأ. ويضيف المسعود: «لكي يكون العمل الجماعي ناجحاً، من المهم الإقرار بهذه الفروقات واستخدامها كمصدر إثراء بدلاً من محاولة التكتم عليها وطمسها، وطالما أن جميع أعضاء المجموعة ملتزمون بمهامهم وبأهداف مجموعتهم، فإن احترام التباين وأخذ الفروقات بعين الاعتبار، سيؤدي إلى إدارة أفضل للمشكلات». ويشدد المسعود على أن مدير المجموعة له دور كبير في حل الإشكالات، فمسؤولية القائد هي ضمان حصول جميع أعضاء فريقه على فرص متساوية لتنمية وتطوير معرفتهم ومهاراتهم المتعلقة بالعمل، ودمج الخبرات السابقة بالحماسة الجديدة، لينتج عن ذلك طاقم متناسق ويكمل بعضه بعضاً. ويكمن دور المدير الناجح في وضع خطط إستراتيجية وإدارية جيدة، علماً إن أهم القواعد التي يجب اتباعها للوصول لحل المشكلات هي بالمشاركة مع أطراف الخلاف. ولذا يجب أولاً تحديد حيز الخلاف، ثم جمع مختلف الآراء حول الموضوع والتعرف على خلفياته، ثم تحويل الغضب والتوتر إلى رغبة في التغيير، والتفكير والبحث في كافة أنواع الحلول الممكنة لإيجاد صيغة ترضي الجميع.

مشاركة :