واصلت المخاوف من تأثير فيروس كورونا الجديد على الاقتصاد العالمي، العصف بمؤشرات الأسهم الدولية أمس الاثنين؛ حيث شهدت كافة الأسواق في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تراجعات حادة، وفيما انخفضت أسعار النفط بنسبة تقارب 4%، ارتفعت أسعار الذهب والين اللذين يعدان ملاذين آمنين للمستثمرين. وقال نعيم أسلم المحلل في مجموعة «أفا تريد»، «إن الأسواق تشعر بقلق عميق بشأن فيروس كورونا مع ارتفاع الحصيلة إلى ثمانين وفاة و2700 إصابة في الصين». وأضاف أن «الأمر الأساسي هو أن الفيروس أصبح قاتلاً، وسبّب ذعراً كبيراً في الأسواق». مع ارتفاع حصيلة ضحايا الفيروس إلى ثمانين شخصاً، واقتراب عدد المصابين به من ثلاثة آلاف في العالم، يتحدث محللون عن مخاوف متزايدة من أن تصبح الأزمة مثل تلك التي حدثت في أسواق المال الآسيوية عندما تفشى فيروس سارس في 2003. وقال ستيفن إينيس، المحلل في مجموعة، «أكسيكورب»، إن الصدمة الاقتصادية للصين والعالم، بينما يبدو النمو في تحسن، قد تكون كبيرة، وكتب في مذكرة أن «أكبر تهديد للاقتصاد العالمي ليس ناجماً عن انتشار المرض بسرعة في الدول عبر شبكة السفر العالمية فحسب». وأضاف أن «السبب أيضاً هو أن أي صدمة اقتصادية للصناعة الصينية الهائلة ولمحركات الاستهلاك ستمتد بسرعة إلى دول أخرى، نظراً للروابط التجارية والمالية المتصلة بالعولمة». في بورصة نيويورك، انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل حاد، أمس الاثنين، وفقد مؤشر «داو جونز» نحو 500 نقطة، ونزل «إس آند بي» 0.52%، وتراجع «ناسداك» 0.8%. وأثقلت أسهم بوينج مؤشر داو وكاهل السوق، على خلفية تقارير عن تحطم طائرة في أفغانستان، وفي الوقت نفسه، تنتظر الولايات المتحدة المزيد من الوضوح من الاتحاد الأوروبي بشأن خطط فرض ضريبة الكربون، وصرح وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس لصحيفة فاينانشيال تايمز بأن الولايات المتحدة ستردّ إذا تم اعتبار الضريبة الجديدة حمائية. وفي القارة العجوز، تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية 1.5% أمس الاثنين، مع ترقب المستجدات بشأن تفشي فيروس «كورونا الجديد» في الصين. وانخفضت أسهم شركات الموارد الأساسية بنسبة 3.6%، لتقود خسائر الأسواق المالية في أوروبا، مع حقيقة أن كافة القطاعات سقطت في النطاق السلبي. وتراجع مؤشر «ستوكس 600» بنسبة 1.4%، مسجلاً 417.5 نقطة، كما انخفض المؤشر البريطاني «فوتسي» بنحو 1.5% ليصل إلى 7472.3 نقطة، وتراجع مؤشر «كاك» الفرنسي بنسبة 1.6% ليسجل 5927.2 نقطة، وانخفض المؤشر الألماني «داكس» بنسبة 1.4% مسجلاً 13383.5 نقطة. وبالنظر إلى الأوضاع في أوروبا، فإن المستثمرين على موعد نهاية هذا الأسبوع لإتمام صفقة البريكست بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بعد ما يزيد على ثلاثة أعوام ونصف العام من المفاوضات حول شكل العلاقة بين الجانبين بعد عملية الخروج. وفي آسيا، سجل المؤشر نيكاي القياسي أكبر خسارة يومية في خمسة أشهر أمس الاثنين، مع تعرض الأسهم المرتبطة بالسياحة لضغوط، وسط مخاوف من أن يكون انتشار فيروس كورونا في الصين أكثر فتكاً وأصعب في الاحتواء مما كان يُعتقد من قبل. وتراجع نيكاي 2.03%، وهي أكبر خسارة من حيث النسبة المئوية منذ 26 أغسطس/ آب، ليغلق على 23343.51 نقطة، وهو أقل مستوى إغلاق منذ الثامن من يناير/ كانون الثاني. وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.61 في المئة إلى 1702.57 نقطة. ومددت الصين عطلة السنة القمرية الجديدة، وأغلقت المزيد من الشركات الكبرى أبوابها، وطلبت من موظفيها العمل من المنازل، في مسعى لاحتواء انتشار المرض بعدما ارتفع عدد ضحاياه إلى 81 شخصاً. ونزل المؤشر الفرعي لأسهم شركات الطيران على توبكس 3.4% ليسجل أقل مستوى منذ مايو/ أيار 2017. وهبط سهم أنا هولدينجز ثلاثة% والخطوط الجوية اليابانية 3.9%. وعلى الجانب الآخر، صعد سهما آذإيرث للملابس الواقية وإيرتك جابان التي تصنع أجهزة للمستشفيات لمنع انتشار العدوى بالحد اليومي المسموح به، وسجل الأول زيادة 23.1% والثاني 17.1% على الترتيب. أمريكا تلغي رسوم جمركية على الفولاذ من الأرجنتين رحبت الأرجنتين بالقرار الأمريكي بعدم فرض رسوم جمركية على الفولاذ والألمنيوم المستورد من الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، والتي كان الرئيس دونالد ترامب قد هدد بها في كانون الأول/ديسمبر. وقال وزير الخارجية فيليبي سولا في مقابلة الأحد مع راديو 10 «تم استبعادنا، بطريقة جيدة، من مذكرة داخلية للرئاسة (الأمريكية) فيما يتعلق بهذه المسألة». وأضاف «نُشرت قائمة الدول المستهدفة، والأرجنتين ليست ضمنها». وفي وقت لاحق قال الرئيس البرتو فرنانديز في مقابلة مع شبكة «سي-5إن التلفزيونية» دققنا في القرار بارتياح. نحن سعداء. في الثاني من كانون الأول/ديسمبر، قبل أسبوع على تولي فرنانديز مهامه، أعلن ترامب عبر سلسلة من التغريدات أنه سيعيد فرض رسوم على الفولاذ والألمنيوم المستوردين من البرازيل والأرجنتين، اللتين اتهمهما بالتلاعب بعملتيهما وإيذاء المزارعين الأمريكيين. (أ.ف.ب)
مشاركة :