كثرة الصيام في شعبان من السنة

  • 5/30/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نبه فضيلة د. الدكتور عايش القحطاني إلى عدد من البدع التي يشهدها شهر شعبان وفي مقدمتها صيام ليلة النصف وتخصيصها بالعبادة والقيام مؤكدا أن الأحاديث التي جاءت فيها كلها موضوعة أو شديدة الضعف. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس أنه لا يجوز إحياء تلك الليلة ولا صيام نهارها تخصيصاً وتحديداً أو الاحتفال بها أوتوزيع اللحم والحلوى وغير ذلك من السلوكيات المستحدثة لافتا إلى أن هذا من البدع التي انتشرت في بلاد المسلمين للأسف. وذكر أنه إذا كان على الإنسان قضاء أو صيام الاثنين والخميس أو الأيام البيض من كل شهر فلا بأس. ونوه إلى إنه من البدع التي يشهدها شهر شعبان أيضا الاجتماع في آخر ليلة منه وتوزيع اللحوم والأطعمة إلى آخره وإقامة الاحتفالات أو الجلسات الدينية مؤكدا أن هذا لا يجوز أيضاً ولم يفعله الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعين ولا أهل العلم. وأشار إلى أنه كثر الكلام عن شهر شعبان وما يفعله الكثير من الناس فيه من البدع والمخالفات وترك ما سنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه إلا من رحم الله. وأوضح أن من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر أنه كان صلى الله عليه وسلم يصوم فيه أكثر ما يصوم من أي شهر آخر و قد جاء ذلك في حديث أسامة بن زيد حين قال: قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان فقال ( ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) صحيح النسائي وحسنه الألباني. وكذلك في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أيضاً حين قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان) متفق عليه ، وقول ابن عباس ( ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً قط غير رمضان ) رواه البخاري. ومضى د. القحطاني إلى أنه يفهم من هذا أنه يسن كثرة الصيام في شعبان وكثرة الأعمال الصالحة كما أنه لا حرج أيضاً من الصيام في النصف الثاني منه حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كلّه) وهي تعني هنا أغلبه. وفيما يتعلق بالحديث (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) فقد أكد أن جمهور العلماء قد ضعفوه وقالوا أيضاً النهي فيه للكراهة وليست للتحريم. وبين أن النهي الحقيقي جاء في صيام يوم الشك وهو آخر يوم من شعبان لقوله صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غبي (أي خفي) عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين) رواه البخاري . وكذلك لما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل يصوم صومه فليصمه) متفق عليه وهذا يدل على أن من كانت له عادة صيام فليصم. ونبه د. القحطاني بقوله: ليعلم الجميع أن هذا الدين قد كمل وتم. وهو ما أكده رب العزة سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) الآية 3 من سورة المائدة. مشددا على أنه ليس لأحد أن يضيف أو يشرع تشريعاً جديداً أو يسن سنة جديدة فيه محذرا من أن فعل هذا فقد أصبح مبتدعاً في دين الله لقوله صلى الله عليه وسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" . ودعا إلى تأمل الإعجاز والجمال والإبداع في قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي" والفرق بينهما. موضحا أن أكملت تدل على أمر تم على مراحل أو مدة زمنية متقطعة فقال (اليوم أكملت لكم دينكم) ولم يقل أتممت فالدين نزل على فترات متقطعة على مدى ثلاث وعشرين سنة وقول أكمل الأمر أي أنهاه على مراحل متقطعة بينهما فواصل زمنية مثل قوله تعالى ( ولتكلموا العدة) وهذا في قضاء الأيام التي أفطرها من وجب عليه الصيام ليأتي بعده أيام شهر رمضان كاملة ، فهنا يتم هذا على فترات متقطعة ولهذا قال لتكملوا وهذا دليلها. أما فيما يتعلق بكلمة "أتممت" فأوضح أن تمام الأمر هو ما يجب أن لا ينقطع العمل به حتى ينتهي ، مثل أن يصوم الإنسان اليوم كله من الفجر إلى غروب الشمس كقوله تعالى ( ثم أتموا الصيام إلى الليل) الآية 187 من سورة البقرة ، وقوله تعالى ( وأتموا الحج والعمرة لله ) الآية 196 من سورة البقرة ، ولم يقل أكملوا هنا والجميل في هذه الآية أن تمام النعمة لا ينقطع عن هذه الأمة أبداً إلى يوم القيامة.

مشاركة :