بفرح أو بحزن وبغضب أو ارتياح، يستعد النواب البريطانيون لوداع البرلمان الأوروبي بمشاعر متضاربة، مع إدراكهم تماماً للحظات التاريخية التي يعيشونها. ويقول النائب ريتشارد كوربيت لوكالة الأنباء الفرنسية: "إنها أيام مؤثرة جداً للعديد من بيننا، كان هناك الكثير من الدموع وليس فقط من جانب البريطانيين". إلى جانب 71 زميلاً آخراً، يعيش كوربيت لحظاته الأخيرة كنائب أوروبي قبل أيام من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويرى الرجل الذي عمل مستشاراً لرئيس المفوضية الأوروبية هرمان فان رومبوي أن هذه الكارثة ما كان يجب أن تحل أبداً. درس للمؤسسة يحتوي كوربيت المؤيد للاتحاد الأوروبي غضبه مع حديثه عن الأكاذيب السافرة لحملة الخروج من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء عام 2016. ورغم ذلك، بدأ التفكير بالخطوات المستقبلية منشغلاً للأسف بحزم الأغراض وتسريح الموظفين. يعمّ الفرح في المقابل في معسكر المؤيدين للخروج. وتقول كلير فوكس النائبة عن حزب بريكست أنا سعيدة بالرحيل. وتعرب هذه المرأة اليسارية التي انضمت إلى نايجل فاراج في معركته للخروج من الاتحاد الأوروبي عن فرحها لحضور هذه المناسبة التاريخية، وعن ارتياحها لحلول النهاية، وكأن المهمة قد أتمت. وتضيف لقنا أعضاء المؤسسة درساً، هؤلاء تعاملوا بكثير من الازدراء مع مؤيدي بريكست، واعتبروهم أغبياء وجهلة. وتقول فوكس التي انتخبت في مايو أنها تقدر تجربتها في البرلمان الأوروبي وإنها التقت بالكثير من الأشخاص المثيرين للاهتمام، لكنها تندد بأداء المؤسسات الأوروبية غير الديموقراطي. جزيرة صغيرة رغم عدم تفاؤل فوكس البالغة من العمر 59 عاماً بشأن المفاوضات حول مستقبل العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، لكنها سعيدة بشأن مستقبل بلدها. ويبدى النائب البيئي مجيد مجيد، حذرا أكبر. ويتساءل النائب الشاب البالغ من العمر 30 عاماً، ماذا نريد أن نكون؟ جزيرة صغيرة، (بريطانيا صغيرة) تسير خلف دونالد ترمب؟ وكانت تجربة هذا النائب السابق من شيفيلد قصيرة في البرلمان الأوروبي، لكنه يرى أن بلاده ستعود يوماً إلى الاتحاد الأوروبي. ويقول ربما ستكون لحيتي رمادية أكثر لكن لدي أمل لا بأس به أن ذلك سيحصل.ويخشى أن تتراجع الحقوق الاجتماعية والبيئية في بريطانيا بعد الخروج وأثر ذلك على الأجيال الجديدة. يقلق ذلك أيضاً النائب الليبرالي الديموقراطي من شيفيلد شفق محمد الذي دخل وزملاؤه الجلسة الأولى للبرلمان الأوروبي في يوليو مرتدين قمصاناً صفراء كتب عليها أوقفوا بريكست، وتباً لبريكست، بينما أدار نواب حزب بريكست ظهورهم للمجلس. ويضيف الرجل البالغ من العمر 47 عاماً الذي يعمل أيضاً بمساعدة الشباب الذين يواجهون صعوبات تبلغ ابنتي 13 عاماً، أرغب في ان تكون أمامها فرص مماثلة للفرص التي حصل عليها الناس في السنوات الأربعين الماضية، أن تعيش وتتعلم وتعمل في أوروبا. آمل أن يكون باستطاعتها القيام في ذلك وإلا فسيكون أمراً محزناً.
مشاركة :