تفجير مسجد العنود .. محاولة بائسة لنقل معركة خاسرة

  • 5/30/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يمكن توصيف محاولة تفجير مسجد العنود بالدمام بأنها محاولة بائسة من تنظيم "داعش" الإرهابي، لتكرار سيناريو القديح، بعد أن استطاع السعوديون "سنة وشيعة" تخطي الصدمة والالتفاف حول القيادة، وتقديم المصلحة الوطنية العليا. وتفجير العنود يعطي انطباعاً واحداً، وهو أن منافذ تصديع المجتمع المحلي باتت محدودة عبر اختيار الأهداف السهلة غير المتوقعة في ضرب دور العبادة كمحاولة جديدة من التنظيم لتنفيذ مخططاته. ويأتي تفجير الدمام بعد مرور أسبوع فقط على الهجوم الانتحاري في محافظة القطيف، والذي استهدف يوم الجمعة الماضي المصلين في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح، وأسفر عن سقوط 22 شهيدا وما يربو على 88 مصابا. أصبحت الطائفية هي الورقة الوحيدة التي سيلعب عليها مفكرو التنظيم، عبر خلاياهم النائمة، وهي ورقة جديرة بالتأمل، وهو السيناريو الذي استطاع من خلاله التمدد في المستنقع العراقي، إلا أن البنية التحتية في المملكة مختلفة تماماً، وبخاصة في ظل التوحد بين القيادة والإطارات الشعبية في الداخل. خبير الجماعات الإسلامية المسلحة فاضل السبتي يعطي مسارات تحليلية حول أبعاد ضرب داعش على الوتر الطائفي باستهداف الشيعة في المملكة، حيث يرى أن الأمر أكثر من مجرد زعزعة استقرار المملكة المتماسك أصلاً. ويقول في سياق النقطة السابقة: "الهزائم التي يتعرض لها التنظيم في الأراضي السورية، من قبل المعارضة الوطنية المسلحة، استطاعت أن تقلب معادلة عامين من السيطرة الكلية لداعش، على مناطق شاسعة". ويضيف أن تنظيم الدولة يحاول أن يلفت أنظار مناصريه، وكسب مزيد من المعركة الإعلامية لمصلحته، بعد سلسلة هزائم له في كل من سورية والعراق، إلا أن النقطة التي وقف عندها السبتي كثيراً ترتبط بحالة عدم الثقة بين داعش وقواعده. وفي سياق النقطة السابقة يشير السبتي إلى حديث مهم، وهو أن داعش يحاول أن يحرك مسارات الملف السعودي أمام مناصريه، بعد أن تلقى هزائم من قبل الدوائر الأمنية التي أجهضت أكثر من خلية تابعة للتنظيم في المملكة، بضربات استباقية أصابت عصب التنظيم الإرهابي. أمر يحاول داعش الاستفادة منه من هذه الضربات السهلة غير المركزة لدور العبادة يرتبط بإنعاش وجوده في المملكة، بعد أن قدم معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى آخر تقرير مطول له، مستفيداً من استقصاء مسحي حول نمو الاتجاه الإيجابي لداعش في منطقة الشرق الأوسط، وكان من بين الدول المملكة، فأشار أقدم باحث في معهد واشنطن ديفيد بولوك إلى أن الثقة شبه معدومة لداعش، حيث أكد أنه لا يملك أي دعم شعبي.

مشاركة :