أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن تطوير الخطاب الديني مهم لدعم مسيرة الأوطان العربية والإسلامية، وبث روح العمل والجد والمثابرة، مؤكداً أنها شروط ضرورية للتنمية الشاملة المستدامة. والقى مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري كلمة السيسي في افتتاح «مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي»، أمس، الذي حضره نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من العالم الإسلامي. وتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في فعاليات المؤتمر بوفد رفيع المستوى، يضم كلاً من: معالي الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومعالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التسامح السابقة، والدكتور سلطان فيصل الرميثي أمين عام مجلس حكماء المسلمين، وسماحة علي الهاشمي، مستشار الشؤون الدينية والقضائية بوزارة شؤون الرئاسة، والدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين، مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، جمعة مبارك الجنيبي سفير الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية. وقال السيسي «لقد طالبتُ المؤسسات الدينية منذ عدة سنوات وفي مقدمتها مؤسسة الأزهر الشريف، بأن تولي موضوع تجديد الخطاب الديني أهمية قصوى، وأكدت لهم أن التقاعس والتراخي في هذه المهمة من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء من غير المتخصصين ليخطفوا عقول الشباب، ويزينوا لهم استباحة القتل والنهب والاعتداء على الأموال والأعراض، ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة، وينقلوا لهم الفهم الخاطئ المنحرف في تفسير القرآن الكريم، والتشويه المتعمد للسنة المطهرة، ومن ثم جاء هذا المؤتمر المهم». وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، خلال كلمته، إن التيار الإصلاحي الوسطي هو الجدير وحده بمهمة «التجديد» الذي تتطلَّع إليه الأمة، والذي لا يشوه الدين ولا يلغيه، وإنما يأخذ من كنوزه ويستضيء بهديه، ويترك ما لا يتناسب من أحكامه الفقهية إلى الفترة التاريخية التي قيلت فيها، وكانت تمثل تجديدًا استدعاه تغيُّر الظروف والأحوال يومذاك، مؤكداً أن هذا ما نأمل أن يعكسه مؤتمر الأزهر العالمي حول «تجديد الفكر والعلوم الإسلامية». وقال معالي الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية خلال كلمة وفود العلماء، إن هذا المؤتمر العالمي يعقد في وقت مهم تواجه فيه أمتنا تحديات كبيره لها تأثيرها على أمن المنطقة واستقرار دولها وتعايش شعوبها، ويأتي أيضاً في سياق الجهود الكبيرة التي يبذلها الأزهر الشريف لمواجهة الفكر التكفيري المتطرف وتفعيل المؤسسات الدينية في تطوير الخطاب الديني ورؤية الفكر الإسلامي للتعايش الإنساني بين أتباع الأديان والمعتقدات والمذاهب، ومعالجة المشكلات الفكرية واستثمار القوة البشرية في التنمية الاقتصادية والنهضة الحضارية.
مشاركة :