تلقى السودان في الأيام الماضية وعودا من البنك الدولي بتقديم كافة المساعدات الفنية لتطوير نظم الري في البلاد من خلال إرسال فريق عمل متعدد التخصصات، لإجراء دراسة تقييمية لأجل الوقوف على الاحتياجات الأساسية. ويعاني السودان منذ عقود من نقص كبير في الاستثمارات اللازمة لتحقيق الاستغلال الأمثل للمياه في القطاع الزراعي لأسباب أبرزها العقوبات الاقتصادية الأميركية التي لا تزال مفروضة على البلاد. ووفق بيانات وزارة الري السودانية، تتنوع مصادر المياه في السودان وتمتد من المصدر الرئيسي لروافد نهر النيل إلى البحيرات ومياه الأمطار التي يتم تجميعها في السدود والآبار المتواضعة. وتبلغ حصة السودان حسب اتفاقية مياه النيل عام 1959، نحو 18.5 مليار متر مكعب، بينما يبلغ متوسط الأمطار السنوي في البلاد نحو 400 مليار متر مكعب. وتنتشر المياه الجوفية في أكثر من 50 بالمئة من مساحة السودان، ويقدر مخزونها المتجدد بنحو 15.2 مليار متر مكعب، ولا يزيد ما يتم استغلاله منها على 1.3 مليار متر مكعب فقط. وتقول التقارير الحكومية الرسمية إن السودان يواجه مخاطر حقيقية من بناء إثيوبيا لسد النهضة، الذي يقام قريبا من حدوده بسعة 74 مليار متر مكعب. ومن بين المخاطر احتمال انهياره، الذي يمكن أن يغرق مساحات واسعة من أراضي السودان. وكانت دراسة صادرة عن معهد ماساتشوستس الأميركي قد أشارت إلى تحديات مخيفة تهدد سلامة سد النهضة من بينها نوعية الأرض المشيّد عليها ومشاكل في التصميم والبناء ومعايير السلامة والصيانة. وتتجه الحكومة لتفعيل خطط وحدة “تنفيذ السدود” التي أنشئت قبل سنوات لتنفيذ برامج للاستفادة من المياه، وإيجاد حلول متكاملة لمشاكل مياه الزراعة والشرب في كل المدن وأرياف البلاد. وعقد وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس مؤخرا اجتماعات مع كبير موظفي البنك الدولي، إيريك فيرنانديز، المعني باستخدام التقنية والأساليب المبتكرة في تطوير الزراعة والري. وأعرب البنك الدولي عن استعداده لتقديم المساعدات الفنية التي يحتاجها السودان في تطوير نظم الري، وأي مساعدات أخرى تحتاجها وزارة الري. وكانت آمال السودانيين قد تعلقت باكتمال إنشاء سد في 2011 الذي كان يعد بإضافة 1260 ميغاواط إلى شبكة الكهرباء، إلا أنه لم يتمكن من إنتاج سوى نصف تلك الطاقة لتتواصل معاناة البلاد من فجوة نقص في الإمدادات تبلغ 650 ميغاواط. ويخطط السودان لسد بعض النقص من خلال استيراد 200 ميغاواط من إثيوبيا من الطاقة التي سيولدها سد النهضة، الذي من المتوقع أن ينتج نحو 6 آلاف ميغاواط. وتشمل روافد النيل كلا من النيل الأبيض والأزرق وعطبرة وستيت والدندر والرهد، بينما تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة وفقا للإحصاءات الرسمية نحو 200 مليون فدان، لا يستغل السودان منها سوى 20 بالمئة. وتبلغ مساحة الأراضي المروية بمياه الأنهار نحو 11 مليون فدان، أما مساحة الأراضي المروية بمياه الأمطار فتصل إلى 29 مليون فدان. وتشير البيانات الحكومية إلى أن المحاصيل الزراعية الدائمة تشمل الذرة والقمح والدخن والقطن والفول السوداني، إضافة إلى قصب السكر والتمور والموالح وعباد الشمس. وتتراوح معدلات الأمطار السنوية بين ما يقارب الصفر في أقصى الشمال، حيث لا تتساقط الأمطار سوى مرة كل 5 أو 6 سنوات، بينما يهطل ما يصل إلى 1000 مليمتر سنويا في مناطق الوسط والجنوب الغربي
مشاركة :