أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، أن الأمم المتحدة لا تزال مصممة أن الحل في اليمن لا بد أن يكون سلميًا، وأن على جميع الأطراف اليمنية العودة إلى طاولة الحوار. جاء ذلك في تصريح للمبعوث الأممي لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» لدى وصوله إلى مطار صنعاء الدولي اليوم، مشيرًا إلى أنه سيجري خلال الزيارة عددا من المشاورات مع كل الأطراف للتحضير لمؤتمر جنيف الذي لا تزال الأمم المتحدة مصممة على أن يعقد في أقرب وقت. وكان في استقبال ولد الشيخ، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الدكتور حميد العواضي، ورئيس دائرة المراسم في الوزارة عبد الملك الإرياني. وذكرت مصادر سياسية، أن المبعوث الأممي إلى اليمن ولد الشيخ تأخر يومين عن موعده المحدد للوصول إلى صنعاء، وأنه الزيارة بهدف إجراء مباحثات للدفع إلى عقد مؤتمر جنيف. وأكد ستيفان دوغريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن الأمم المتحدة توصل الضغط على المسار السياسي لجلب الأطراف اليمنية المتنازعة إلى مائدة الحوار في جنيف في أقرب وقت دون شروط مسبقة، مشيرا إلى قيام المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد محادثات مكثفة في صنعاء وبعدها في الرياض ثم أوروبا. وشدد على أن الحل الوحيد في أزمة اليمن يجب أن يكون سلميا وأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة. وأوضح مسؤولو الأمم المتحدة أن زيارة ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء تهدف إلى بحث مستجدات الأزمة اليمنية والالتقاء بالأطراف السياسية لجلبهم إلى مائدة الحوار بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة. وتعد زيارة إسماعيل ولد الشيخ أحمد لصنعاء هي الثانية منذ توليه منصبه كمبعوث خاص للأمين العام إلى اليمن، حيث قام بزيارة صنعاء للمرة الأولى في 12 مايو (أيار) الحالي والتقى عددا كبيرا من الأطراف اليمنية على مدى يومين دون أن تحرز مفاوضات عن نتائج واضحة وخطوات فعالة في مجال المضي في التوصل لحل سياسي. وأشار مسؤول دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأمم المتحدة تحاول التوصل إلى قواعد أساسية يقبلها الأطراف المتنازعة في اليمن للمشاركة في مشاورات جنيف رغم تشدد مواقف كل طرف في فرض شروطه للتفاوض. فيما تستضيف سلطنة عمان عدة وفود غربية وأميركية لإجراء محادثات مع الأطراف اليمنية والحوثيين لإيجاد مخرج سياسي للأزمة. وأشار المسؤول الدبلوماسي بالأمم المتحدة إلى أنه لا يوجد حتى الآن مبادرة واضحة المعالم، وإنما يجري مشاورات لتسهيل الحوارات بين كل الأطراف اليمنية، واستطلاع لمواقف كل الأطراف. وأوضح أن تلك المشاورات الحالية في سلطنة عمان تهدف إلى التوصل إلى تفاهمات لوقف إطلاق النار والضربات الجوية من قبل التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية وإلزام الحوثيين بعدم مهاجمة الأراضي السعودية. وتكمن الخلافات، وفق المسؤول الدبلوماسي، حول إصرار الحكومة اليمنية الاشتراك في المحادثات واستئناف العملية السياسية بناء على قرارات المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والقرارات الدولية ذات الصلة ومنها قرار مجلس الأمن رقم 2216 تحت الفصل السابع الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب عن الأراضي التي احتلوها وتسليم أسلحتهم. وتصر الحكومة اليمنية على أنه لا تفاوض مع الحوثيين إلا إذا تراجعوا عن انقلابهم وانسحبوا من العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى، وفي الجانب الآخر يرفض الحوثيون الانسحاب من المحافظات اليمنية. وتواجه المشاورات الأممية مع الأطراف اليمنية صعوبات تتعلق بالضمانات التي يطالب بها كل طرف في حال التوصل إلى قاعدة مشتركة لبدء الحوار السياسي والتوصل إلى اتفاق خلال مشاورات جنيف وضمانات امتثال كل طرف لبنود مثل هذا الاتفاق. وأوضح المسؤول الدبلوماسي أن مفاوضات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد مع الحوثيين خلال الأيام الماضية استهدفت تقريب وجهات النظر بينهم وبين وجهة نظر الحكومة اليمنية من أجل التوصل إلى اتفاق من شأنه التمهيد لإعلان هدنة إنسانية أخرى ووقف القتال والغارات الجوية التي تشنها طائرات التحالف على اليمن منذ أكثر من شهرين. من جانبه، تشكك أشيد كوتشيكان الباحث بقسم الدراسات الدولية بجامعة بنتلي في قدرة الولايات المتحدة بذل مزيد من الضغوط لإنهاء الأزمة اليمنية في الوقت الذي تجري فيه مفاوضاتها بشأن البرنامج النووي الإيراني مع مجموعة القوى الدولية، حيث لا يزال نفوذ طهران داخل اليمن واضحا، مما يثير استياء دول التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن هناك الكثير من القراءات القاتمة للوضع الحالي في اليمن. يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد اتصل هاتفيا بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي معربا عن قلقه من تصاعد القتال في اليمن وشدد خلال حديثه مع الرئيس اليمني أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة. وقال بيان للأمم المتحدة إن الأمين العام بان كي مون أعرب عن قلقه إزاء تصاعد القتال في اليمن، ودعا في اتصال هاتفي مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء الأربعاء، إلى تكثيف الجهود لتسهيل الحوار بين أطراف المصلحة الوطنية والإقليمية. وأشار البيان إلى أن الأمين العام بحث خلال المكالمة التليفونية مع الرئيس هادي المستجدات والتطورات المتعلقة بالأزمة اليمنية والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لحل واستعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن. وأعرب الأمين العام عن قلقه إزاء تصاعد القتال وتزايد الضربات الجوية منذ انتهاء الوقفة الإنسانية وشدد على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في اليمن. وأوضح الأمين العام أنه طلب من مبعوثه الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مضاعفة الجهود للتشاور مع الحكومة اليمنية والأطراف السياسية ودول المنطقة بهدف عقد المشاورات حول اليمن في جنيف في أقرب وقت ممكن. وأكد في اتصاله لهادي، أنه بإيمانه الراسخ لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن، وأن الحل في الحوار السلمي المنظم. وأشار الأمين العام أنه قد طلب من مبعوثه الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مضاعفة جهوده للتشاور مع الحكومة اليمنية، والتجمعات والدول السياسية في اليمن والمنطقة بهدف عقد المشاورات اليمنية في جنيف في أقرب فرصة ممكنة. وأعرب عن تقديره تأكيد هادي التزامه بمفاوضات توسطت فيها الأمم المتحدة والدعم الكامل لمشاركة حكومته في مشاورات جنيف.كما أعرب الأمين بان، عن أمله بأن المشاورات قد تستأنف في أقرب وقت ممكن. من جانبه، شدد الرئيس هادي على أهمية استئناف العملية السياسية السلمية، وضرورة الاستناد على أسس وبنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وبصفة خاصة القرار رقم 2216.
مشاركة :