شاركت الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، في مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، والذي ينظمه الأزهر الشريف على مدى يومي 27 و28 يناير 2020 بالقاهرة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.وفي كلمتها، أوضحت الدكتورة كيوان أن المبادرة إلى طرح موضوع تجديد الفكر الدينى مبادرة في غاية الشجاعة، حيث إن البشرية اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للقيم المدنية والروحية التى ينشرها الدين وذلك لمعالجة الخلل الحاصل بين التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع وقلق الإنسان الوجودي، داعية إلى تجديد الفكر الديني الإسلامي والمسيحي.وأكدت "كيوان" أن الدين يمكن أن يطمئن ويرشّد السلوك البشري بحيث يبقى الإنسان مسيطرًا على قدراته الفكرية والعلمية فلا تجره إلى فائض قوة قد يؤدي بالبشرية إلى الهلاك.وأضافت أنه إذا تمَّ هذا التجديد المأمول في الفكر الديني الإسلامي وفي الفكر الدينيى المسيحي، تكون مؤسسات الأديان قد تقدمت إلى وسط الطريق.ودعت إلى تبني عدة عوامل لفتح حوار لتجديد الفكر الديني، من أهمها: التكيف مع المكان والزمان، وملاقاة الأديان الأخرى، وفتح حوار واسع بين الشعوب والثقافات والحضارات، وإعادة تموضع البشر في ضوء الاختراعات التكنولوجية المتقدمة والاكتشافات العلمية لاسيما منها تلك المتعلقة بالجينات البشرية، بالإضافة إلى التطور الاقتصادي الذي زادت معه الفجوات بين الشعوب وبين الأسر والأفراد، والتجاذب بين منظومة حقوقية عالمية هي شرعة حقوق الإنسان والتعاليم الدينية.ولفتت إلى المآسي التي تعيشها المنطقة العربية وخاصة الحروب والفتن والفقر وبطء التنمية وهي المشكلات التي تشهدها كذلك أغلب الدول الإسلامية.وأكدت أن تصاعد الفكر المتطرف والإرهاب الملتبس بالدين، مشوها لسمعته هو العامل الأقوى في الدعوة إلى تكثيف اللقاءات وفتح الحوارات والسعي لتجديد الفكر الديني.ولفتت إلى أن هناك شيطنة للدين وتناقلًا مجتزءًا لنصوص دينية يهدف إلى تشويه صورة الدين وإضفاء الشرعية المزورة على سلوكيات عنيفة وعبثية وإجرامية تندى لها كل نفس إنسانية كريمة.وأكدت، في الختام، أن الإسلام هو دين الرحمة والتكافل، وأنه كان رائدًا في وضع آليات للتكافل قبل عقود من ظهور فكرة العدالة الاجتماعية، وكان سباقًا في وضع آلية لمساهمة المؤمنين في حياة الجماعة عبر قاعدة الزكاة وذلك قبل ظهور فكرة ضريبة الدخل المدنية.ودعت إلى ضرورة التجديد في الفكر الديني الإسلامي والفكر الديني المسيحي، لأن البشر توَّاقون إلى قيم روحية وأخلاقية ومدنية متينة تساعدهم في مواجهة تحديات هذا الزمن.
مشاركة :