بلاتر يجتاز عاصفة الفساد ويحتفظ برئاسة الفيفا لولاية خامسة

  • 5/30/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ليست الفرصة الأولى ولكنها على الأرجح ستكون الأخيرة أمام السويسري جوزيف بلاتر لينأى بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن فضائح الفساد التي لطخت سمعة الاتحاد كثيرا عبر السنوات الماضية. وفاز بلاتر بفترة ولاية خامسة على رئاسة الفيفا بعد انسحاب منافسه الوحيد الأردني الأمير علي بن الحسين قبل الجولة الثانية من التصويت بالانتخابات التي جرت أمس بمدينة زيوريخ السويسرية. وأجريت الانتخابات ضمن فعاليات الاجتماع الخامس والستين للجمعية العمومية (كونغرس) للفيفا في زيوريخ. وربما كان 79 عاما سنا مناسبا للسويسري جوزيف بلاتر كي يتقاعد بعد أربعة عقود قضاها في العمل بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لكنه الآن يبدأ ولاية جديدة في رئاسة الفيفا لمدة أربع سنوات قد تكون كافية تماما لإصلاح ما أفسدته السنوات الماضية. وواجه بلاتر عدة عواصف لكنه تعامل معها بحنكة ونجح في الفوز بفترة جديدة رغم فضيحة فساد جديدة ضربت الفيفا الأربعاء الماضي. وألقت الشرطة السويسرية في زيوريخ الأربعاء القبض على سبعة من المسؤولين البارزين في عالم كرة القدم من بينهم نائبين لرئيس الفيفا لتسليمهم إلى الولايات المتحدة ضمن التحقيقات الأميركية الحالية حاليا بشأن فضيحة فساد مما ألقى بالغموض على موقف بلاتر في انتخابات أمس ولكن الحسم جاء لصالحه في النهاية بانسحاب الأمير علي قبل الجولة الثانية من التصويت. وطالب الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) ورئيسه الفرنسي ميشال بلاتيني وآخرون السويسري بلاتر بالتنحي بعد هذه الفضيحة التي لطخت سمعة الفيفا لا سيما أن السلطات السويسرية تجري حاليا تحقيقا منفصلا بشأن ادعاءات بوجود فضيحة فساد أخرى في عملية التصويت على منح حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 إلى روسيا وقطر. ولكن باقي الاتحادات القارية وخاصة الاتحادين الآسيوي والأفريقي أيدت استمرار بلاتر. وكان بلاتر أعلن عقب الانتخابات السابقة قبل أربعة أعوام أن الفترة الرابعة ستكون الأخيرة له لكنه تراجع وقرر خوض الانتخابات على فترة خامسة في رئاسة الفيفا. وواجه بلاتر، الذي يترأس الفيفا منذ تفوقه على لينارت يوهانسون في انتخابات عام 1998، منافسا للمرة الأولى منذ عام 2002 وهو الأمير الأردني علي بن الحسين فيما اختار ميشال بلاتيني رئيس اليويفا عدم خوض التحدي أمامه هذه المرة. ورغم المعارضة، التي جاءت بشكل أساسي من قارة أوروبا، حظي بلاتر بتأييد الاتحادات القارية الخمسة الأخرى وظل المرشح الأوفر حظا للفوز وتحقق له هذا في النهاية. ووعد بلاتر بإعادة الاتحاد إلى الطريق الصحيح، وذلك في كلمته عقب فوزه بمقعد الرئاسة لفترة خامسة. وحصل بلاتر على 133 صوتا في التصويت الذي جرى أمس مقابل 73 صوتا لمنافسه الأمير الأردني علي بن الحسين الذي انسحب، ليفوز بلاتر دون إجراء الجولة الثانية. وقال بلاتر «أتقدم بالشكر والتحية والامتنان للأمير علي على روحه الرياضية.. كان بإمكانه الحصول على عدد أكبر من الأصوات لكنه تحلى بالروح الرياضية». وأضاف بلاتر «أشكركم، لقد اخترتموني للأعوام الأربعة المقبلة. سأقود سفينة الفيفا وسنعيدها إلى بر الأمان». وقال بلاتر: «أنا رجل مؤمن، الله سيساعدنا على إعادة الفيفا إلى الطريق الصحيح. في نهاية فترتي (التي تستمر لأربعة أعوام)، سأسلم الفيفا إلى المرشح القادم وهو أكثر قوة». وأضاف: «أحبكم وأحب عملي. إنني لست إنسانا كاملا، ولا يوجد شخص كامل. ولكننا سنمضي قدما معا. ليمضي الفيفا! ليمضي الفيفا!». وقال الأمير علي «أشكر هؤلاء الشجعان الذين ساندوني.. كانت رحلة رائعة. أود توجيه الشكر لكل من تحلى بدرجة كافية من الشجاعة وساندني ولكنني سأنسحب من السباق. وأتمنى لكم جميعا أفضل حظ في المستقبل». وضرب الأمير علي ببلوغه الجولة الثانية من التصويت توقعات عدة كانت ترى أن بلاتر سيحسم الانتخابات من الجولة الأولى وإن تراجعت حدة هذه التوقعات بعد فضيحة الفساد التي تفجرت ولكنه فضل في النهاية عدم خوض الجولة الثانية من السباق والتي كان من الأرجح أن تنتهي لصالح بلاتر الذي كان بحاجة لنحو 105 أصوات لحسم الصراع لصالحه في حالة ثبتت صحة جميع أصوات الجمعية العمومية وعددها 209 أعضاء وعدم وجود أي أصوات باطلة في الجولة الثانية من التصويت. وولد بلاتر في العاشر من مارس (آذار) 1936 في كانتون فاليز بسويسرا ودرس إدارة الأعمال والاقتصاد في جامعة لوزان وعمل في الاتحاد السويسري لهوكي الجليد وكذلك شركة «لونجين» المصنعة للساعات قبل أن يبدأ عمله مع الفيفا عام 1975. وبدأ بلاتر كمدير فني بالاتحاد الدولي قبل أن يتولى منصب الأمين العام في 1981. وهو المنصب الذي استمر فيه حتى تولى الرئاسة عام 1998 خلفا للبرازيلي جواو هافيلانغ. واقترنت فترات رئاسة بلاتر بقضايا فساد مختلفة، مثل القضية المتعلقة بمؤسسة «آي.إل.إس»، الشريك التسويقي السابق للفيفا، والتصويت لاختيار الدولتين المنظمتين لبطولتي كأس العالم 2018 و2022. عندما وقع الاختيار على روسيا وقطر، على الترتيب. وجرت تبرئة ساحة بلاتر في جميع القضايا. ولكن منظمة الفيفا لا تزال بعيدة عن الشفافية، وفقا لرأي النقاد. وكان بلاتر فسر تراجعه عن الرحيل بانتهاء فترته الرابعة، وقال خلال كونغرس الفيفا في العام الماضي «مهمتي لم تنته بعد وأقول لكم إننا سنبني فيفا جديدا». وأكد بلاتر مؤخرا أن مكافحة العنصرية والتلاعب بنتائج المباريات تأتي على رأس أولوياته مع الارتقاء بكرة القدم النسائية وتوطيد العلاقات مع الرعاة. ويحظى بلاتر بتأييد كبير من جانب الاتحادات الوطنية لحقيقة انتفاعهم من تحويل الفيفا إلى منظمة ثرية، حيث تمتلك احتياطيا تبلغ قيمته 5.‏1 مليار دولار وجنى دخلا من كأس العالم 2014 يقدر بخمسة مليارات دولار.

مشاركة :