بورما تتهم الأمم المتحدة بتحميلها مسؤولية أزمة المهاجرين ومؤتمر بانكوك يخلو من مصطلح «روهينغا»

  • 5/30/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

صرح وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير لوكالة وكالة الأنباء الفرنسية ان طلب المفوضية الاوروبية من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التكفل بأربعين الف لاجىء يجب ان يعدل "قليلا"، موضحا انه لن يكون من الممكن التوصل الى اتفاق في يونيو. وقال دو ميزيير "يجب التفاوض قليلا حول اسس التوزيع". وكان يتحدث على هامش مناقشة في بروكسل مساء الخميس حول حماية البيانات مع وزيري العدل في فرنسا ولوكسمبورغ كريستين توبيرا وفيليكس براتز والمفوضة الاوروبية فيرا جوروفا. واضاف "سنحتاج الى بعض الوقت لكن المبدأ جيد على كل حال". الا ان دو ميزيير اعترف بانه "ما زال من المبكر" الامل في التوصل الى اتفاق خلال اجتماع وزراء الداخلية الاوروبيين في منتصف يونيو في لوكسمبورغ. واضاف "انه عمل جبار والامر يتعلق بتسوية كيفية التحرك اذا لم يبق المهاجرون في البلد الذي يخصصون له. انها اسئلة يجب ان نجد لها اجوبة". وطلبت المفوضية الاوروبية من الدول الاعضاء في الاتحاد الاهتمام بأربعين الف لاجىء من سورية واريتريا وصلوا الى ايطاليا واليونان، تعبيرا عن التضامن مع روما واثينا. لكن المبدأ بحد ذاته ادى الى استنفار. وقال ممثل احدى الدول الاعضاء لوكالة الأنباء الفرنسية "كدبلوماسي، لا اذكر انه كان اي اقتراح اثار غضبا بهذا الحجم". واضاف انه يجب التخلي عن فكرة التصويت بالغالبية الموصوفة خلال اجتماع لوكسمبورغ. وقال احد المشاركين لوكالة الأنباء الفرنسية ان "اكثر من عشر دول عبرت عن تحفظات جدية خلال المناقشات الاولى بين السفراء في الاتحاد الاوروبي". وترفض الدول الاعضاء في اوروبا الوسطى الطابع الالزامي للتكفل بطالبي اللجوء واللاجئين معتبرا انه "قمعي". اما فرنسا فتدعم روح المبادرة لكن لا النهج ولا الاقتراح ووضعت بعض الشروط. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف في بيان ان "اساس التوزيع يجب ان يأخذ في الاعتبار بشكل افضل الجهود التي قامت بها من قبل الدول الاعضاء في اطار الحماية الدولية". وتؤيد اسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ هذا الاقتراح. ألمانيا توافق على ضرورة التفاوض حول حصص استقبال المهاجرين أما بريطانيا وايرلندا والدنمارك غير معنية بهذا الالزام ولن تشارك في التصويت. ومن جانب آخر اتهمت بورما الامم المتحدة بتحميلها "المسؤولية وحدها" حول ازمة المهاجرين في جنوب شرق اسيا وذلك خلال قمة تستضيفها تايلاند من اجل التصدي لاسباب هذه الازمة. وقال رئيس الوفد البورمي هتين لين "لا يمكنكم استهداف بلادنا"، ردا على تعليقات ممثل مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين. وكان فولكر تورك مساعد المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين قال في افتتاح القمة ان حل اسباب ازمة اللاجئين "يتطلب ان تتحمل بورما مسؤوليتها بالكامل ازاء كل سكانها". وبدأ موفدو 17 دولة قمة الجمعة في تايلاند من اجل التوصل الى حل لازمة المهاجرين بجنوب شرق اسيا والذين يهربون بحرا من بورما او بنغلادش الى ماليزيا واندونيسيا. وندد هتين بما اعتبر انه "تسييس" من قبل المنظمة الدولية. وفي الوقت الذي لا تجرؤ فيه غالبية دول المنطقة على توجيه انتقاد مباشر الى بورما، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية المشاركين في القمة الى "ممارسة ضغوط على بورما لانها السبب الاساسي للمشكلة". وقالت المنظمة ومقرها نيويورك في بيان "اطلبوا من المندوبين البورميين الوقف الفوري لاجراءات القمع والحرمان من الحقوق الاساسية التي تحمل الروهينغا على الفرار". وبعد ان بدأت تايلاند بلد العبور التقليدي للمهاجرين بالتشدد ازاء المهربين، قام هؤلاء بالتخلي عن الاف المهاجرين في عرض البحر. وفي الاسابيع الاخيرة، وصل اكثر من 3500 مهاجرين منهكين من الجوع والتعب الى تايلاند وماليزيا واندونيسيا بينما لا يزال غيرهم تائهين في قوارب مكتظة في البحر. وتعرضت دول المنطقة لانتقادات شديدة من قبل الامم المتحدة والمنظمات الانسانية عندما قامت بابعاد قوارب المهاجرين قبل ان تعلن اندونيسيا وماليزيا تغييرا في سياستها مؤخرا وبأنها ستقدم مساعدات وملاذا مؤقتا للمهاجرين على اراضيها. واجتمع مندوبو 17 دولة من بينها استراليا وبنغلادش والولايات المتحدة أمس على امل التوصل الى حل لازمة المهاجرين. واعلن رئيس الوفد التايلاندي تاناساك باتيمابراغورن ان "الاولوية هي انقاذ الارواح والتصدي لشبكات (التهريب)"، مشيرا الى تدفق "مهاجرين غير شرعيين بلغ مستويات مقلقة". وتابع "لقد اجزنا للولايات المتحدة ان تدخل في المجال الجوي التايلاندي"، بينما كانت واشنطن حتى الان تقوم بطلعات استطلاعية مع كوالالمبور. وتواصل الشرطة التايلاندية تفتيش مخيمات المهاجرين غير الشرعيين التي تم اخلاؤها على الحدود مع ماليزيا وحيث تم العثور على اكثر من 130 جثة في مقابر جماعية بالادغال. ومن المفترض انه تم التباحث خلال القمة في استضافة المهاجرين على المدى الطويل خصوصا وان ماليزيا وتايلاند واندونيسيا حذرت بأنها لن تستقبل المهاجرين سوى بشكل مؤقت. واعلنت قطر تخصيص 50 مليون دولار الى اندونيسيا لمساعدتها على استقبال اللاجئين. واوفدت الولايات المتحدة مساعدة وزير الخارجية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد، بينما لم ترسل دول المنطقة سوى مسؤولين دبلوماسيين ادنى رتبة مما يثير القلق من امكان الا تؤدي القمة الى تبني اي قرارات مهمة. ومن ناحية أخرى غاب مصطلح "الروهينغا" بشكل ملحوظ خلال مؤتمر عقد بالعاصمة التايلاندية بانكوك بشأن أزمة المهاجرين في جنوب شرق آسيا. لم يستخدم أي من المندوبين أو أعضاء الوفود المصطلح في الكلمات الافتتاحية، ورفض الكثير من الدبلوماسيين التعليق بشكل خاص عندما وجهت لهم تساؤلات بشأن ما إذا كان هناك سبب لذلك. ويذكر أن "روهينغا" هو المصطلح الذي تستخدمه إحدى الجماعات العرقية بولاية "راخين" في ميانمار للإشارة إلى أنفسهم. ويشار إلى أن معظم المهاجرين الذين يغادرون ميانمار ينتمون إلى تلك العرقية. وخلال الاجتماع الذي عقد في بانكوك، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى منح الجنسية للاجئين دون أن تستخدم مصطلح "روهينغا". واستخدم وفد ميانمار فقط مصطلح "مستقلي القوارب" لوصف اللاجئين. ويقول الروهينغا إنهم يتعرضون للتمييز ضدهم في ميانمار التي لا تعترف بهم كإحدى الجماعات العرقية بها وتعتبرهم مهاجرين بنغاليين غير شرعيين. وكانت تقارير قد أشارت الاسبوع الماضي إلى أن ميانمار ستقاطع الحدث إذا تم استخدام مصطلح "روهينغا". وأجبرت الاحتجاجات التي تلت ذلك الحكومة على تضييق الخناق على شبكات الاتجار بالبشر لتقطع السبل بآلاف المهاجرين الذين لا يتوافر لديهم سوى قدر ضئيل من الطعام والماء قبالة سواحل تايلاند وماليزيا وإندونيسيا. إلى ذلك تم الخميس انقاذ اكثر من 700 مهاجر في عمليات مختلفة في المتوسط بالتنسيق مع خفر السواحل الايطاليين، بحسب ما اعلن متحدث. وقام المركز الوطني للانقاذ التابع لخفر السواحل الايطاليين بتنسيق ست عمليات في البحر شاركت فيها سفن المانية وبريطانية وايرلندية في اطار عملية فرونتكس الاوروبية، وفق ما اوضح المتحدث. وتولت حاملة مروحيات بريطانية نقل مجموعة من المهاجرين مساء الخميس الى جزيرة صقلية. واورد خفر السواحل انه تم انقاذ 741 مهاجرا في قناة صقلية كانوا يستقلون خمسة زوارق مطاطية اضافة الى مركب سادس ابحرت كلها من ليبيا. ومنذ بداية العام، قضى او فقد نحو 1770 رجلا وامرأة وطفلا بحسب احصاء للمنظمة الدولية الهجرة في مايو، في حين وصل نحو اربعين الف مهاجر الى ايطاليا.

مشاركة :