طالب وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أوكرانيا بالالتزام الكامل باتفاقيات مينسك للسلام. وقال شتاينماير أمس الجمعة خلال زيارته للعاصمة الأوكرانية كييف إن شرط الوصول إلى حل هو "جلوس طرفي النزاع على الطاولة والبقاء عليها". وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار. ولا تشهد المحادثات حول تطبيق اتفاقيات أخرى تقدما ملحوظا بين أطراف النزاع.واستهل الوزير الألماني زيارته بالاجتماع مع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك. ومن المقرر أن يلتقي أيضا الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وأعضاء مهمة المراقبين التابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الذين يتولون المراقبة على وقف إطلاق النار. ويتوجه شتاينماير اليوم السبت إلى مدينة دنيبروبيتروفسك الصناعية المجاورة لمنطقة النزاع في شرق أوكرانيا. وحذر شتاينماير قبل توجهه إلى كييف من اندلاع معارك عنيفة مجددا شرقي البلاد، وقال: "الأزمة لم يتم التغلب عليها حتى الآن. الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار تنذر بحدوث تصعيد عسكري جديد سيؤدي إلى هدم كافة مساعينا للتهدئة". كما تحدث شتاينماير عن "تحديات كبيرة" يتعين التغلب عليها لتطبيق اتفاقيات السلام، موضحا في الوقت نفسه أن أي تخفيف في العقوبات ضد روسيا سيكون مرتبطا بإحداث تقدم في عملية السلام. ومن المقرر أن تدور محادثات شتاينماير في أوكرانيا أيضا حول المخاوف من تعرض البلاد للإفلاس. وتعهد شتاينماير بمزيد من الدعم الألماني للدولة التي كانت تنتمي للاتحاد السوفيتي السابق. تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا تعتمد حاليا على مساعدات مالية بالمليارات من الخارج. وقدمت الحكومة الألمانية خلال العام الجاري وحده 700 مليون يورو كمساعدات مالية لأوكرانيا. وهذه الزيارة الأولى التي يقوم بها شتاينماير لأوكرانيا هذا العام. وزار وزير الخارجية الألماني أوكرانيا ست مرات منذ توليه مهام منصبه في الحكومة الألمانية التي تشكلت عقب الانتخابات التشريعية عام 2013 واستضاف شتاينماير خلال الأشهر الماضية عدة اجتماعات بشأن الأزمة الأوكرانية. ورغم المحاولات الألمانية الحثيثة لتحقيق السلام، إلا أن ميادين المعركة لاتزال مشتعلة. فقد صرح المتحدث باسم الجيش الأوكراني أمس الجمعة إن جنديا قتل وأصيب ستة آخرون في هجمات شنها الانفصاليون الموالون لموسكو في شرق البلاد. وقال المتحدث في مؤتمر صحافي إن الانفصاليين يشنون هجمات بشكل منتظم على القوات الحكومية خارج مدينتي لوجانسك ودونيتسك اللتين يسيطر عليهما الانفصاليون فضلا عن مدينة ماريوبول الساحلية القريبة. وفي كييف أيضاً قالت الشرطة أمس الجمعة إن قنبلة انفجرت خارج متجر في كييف تابع لسلسلة روشين التي يملكها الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو. وأضافت في بيان لها "أحدث الانفجار ثقبا في حائط المتجر. وأضر الانفجار بأرفف وبعض البضائع" وتابعت أن الانفجار وقع عند منتصف الليلة الماضية تقريبا. ولم يرد تعليق من الشركة التي تدير مصانع حلويات في أوكرانيا وروسيا والمجر وليتوانيا. وتوسعت سلسلة روشين بعد انتخاب بوروشينكو الذي يطلق عليه لقب ملك الشوكولاتة رئيسا في 2014. وكان مهاجمون مجهولون قد حطموا نوافذ بعض متاجر روشين هذا العام.
مشاركة :