أدان سفراء 16 دولة معتمدون في بغداد بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ما وصفوه بالاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن العراقية والجماعات المسلحة ضد المتظاهرين السلميين. وقال السفراء في بيان مشترك إن قوات الأمن والجماعات المسلحة تستخدم الذخيرة الحية في بغداد والناصرية والبصرة، وهو الأمر الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى مدنيين، بينما يواجه بعض المحتجين الترهيب والخطف. كما طالب السفراء حكومة بغداد باحترام الحق في الاحتجاج السلمي، وبإجراء تحقيقات نزيهة ومحاسبة قتلة المتظاهرين. ويؤكد المتظاهرون أن ثورتهم سلمية في مواجهة الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع، وهناك من يلاحق النشطاء ويقوم بإيذائهم وقد يتعرضون للقتل. وأعاد المتظاهرون نصب خيامهم التي أحرقت في مناطق عدة، سعياً لمواصلة زخم الاحتجاجات، وسط مخاوف من التصعيد عقب الهجوم الصاروخي الذي استهدف السفارة الأمريكية في بغداد، والي لم تُعلن أي جهة مسئوليتها عنه، إلا أن الولايات المتحدة تتهم فصائل مسلحة موالية لإيران في العراق، وهو ما يثير مخاوف أن تصبح البلاد ساحة لتصفية الحسابات بين طهران وواشنطن. ويخشى المتظاهرون المناهضون للنخبة الحاكمة أن تؤدي مثل هذه الصراعات إلى إنهاء حراكهم الذي يُعد الأكبر في العراق منذ عقود. ميدانياً، أفاد مراسلنا في بغداد أن الأوضاع تبدو هادئة في العاصمة، حيث وقع صدام بسيط في ساحة الخلاني بين عدد من المتظاهرين وعناصر الأمن، لكنه سرعان ما انتهى دون تسجيل أي إصابات خلاله، ويسود الهدوء حالياً، وسط مخاوف لدى المتظاهرين من اتخاذ الحكومة قراراً بإنهاء الاعتصامات، فقاموا برفع شعار الأمم المتحدة على أحد المطاعم الذي يتوسط ساحة التحرير في إشارة إلى ضرورة تدخل الأمم المتحدة لحمايتهم. كما يسود الهدوء في محافظة النجف، وقام المتظاهرون بإغلاق بعض الشوارع الفرعية، وفي محافظة الديوانية كذلك.