أجمع مختصون في علم الاجتماع والجريمة أن الدور التكاملي ما بين الأسرة والمدرسة والمسجد أمر ضروري لحفظ الشباب صغار السن من الاختراق والاستغلال من قبل الجماعات الإرهابية، مؤكدين بأن استهداف تلك الجماعات تستهدف صغار السن في ظل غياب الرقابة والتحصين الجيد من قبل الاسرة والمدرسة والمسجد. واستطلعت "الرياض" آراء بعض الأكاديميين وخبراء الأجتماع والجريمة، للوقوف على ظاهرة الأرهاب وتأثير الجماعات الإرهابية على صغار السن، وبيان الدور التكاملي ما بين الأسرة والمدرسة والمسجد لحفظ أبناءنا الشباب صغار السن من الأنحراف والإنجراف وراء مغريات الجماعات الأرهابية. دور المساجد التوعوي ضعيف بدايةً، أكد أستاذ علم الاجتماع والجريمة المشارك بكلية الملك خالد العسكرية، د. فهد بن علي الطيار، أن الجماعات الارهابية تغري صغار السن للانضمام إليهم بإعطائهم أسماء رنانة تشجيعية، بالإضافة للإغراءات المادية وتحريك النعرات الدينية بما يشوشهم، كما يصورون لهم بأن المجتمع منحرف. وأشار د. الطيار إلى أن المساجد لا تقوم بدورها من حيث التوعية الذي أطلق عليه بالضعيف، وأنها تتناول الأمور الخارجية دون الداخلية مطالباً بتحديث تلك الخطب، كما قلل من دور المدارس في جانب توعية الطلاب والطالبات، واصفاً دورها بالضعيف جداً في ظل وجود مرشدين داخل المدارس غير متخصصين، وقال: مرشدي المدارس يؤدون دور الإرشاد كوظيفة وليس مهنة وأن دورهم ورقي فقط. وبين الطيار أن على الأسرة متابعة كل من قنوات التواصل الاجتماعي ومتابعة الألعاب الإلكترونية التي تمني العنف لدى الأطفال، وأن يكون عوامل جذب للأبناء منذ الصغر من خلال الصحف والقنوات التلفزيونية، لاحتوائهم من أي تدخلات تستهدفهم وتخترقهم من قبل الفئات الضالة، موضحاً بأن الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، شركاء في وقاية الأبناء من الأفكار المضللة والمشبوهة، مطالباً بإيجاد حزم من قبل الأسرة والمدرسة لضبط الأطفال، وأن يكون هناك تكاتف كامل بين المجتمع والدولة وتتنمية الحس الوطني في المجتمع. جماعات إرهابية تغري صغار السن للانضمام إليها بإعطائهم أسماء رنانة تشجيعية وأردف أستاذ علم الاجتماع والجريمة المشارك بكلية الملك خالد العسكرية أن انحراف الأبناء يعود ربما للتفكك الأسري أو الانحراف الاجتماعي لأحد الأبوين او فقدان أحدهما وضعف التربية وعدم تلبية حاجات الأبناء النفسية والاجتماعية داخل الأسرة، والصغار سهلو الانقياد للانحراف في الأعمار مابين 13 إلى 18 سنة في ظل غياب شخصيتة. التركيز على الصغار لسهولة استقطابهم من جانبه، أبان أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم د. يوسف بن أحمد الرميح أن تعامل العناصر الأرهاربية في الغالب يكون مع الشباب صغار السن وان التركيز عليهم يعود لأسباب عدة، منها سهولة استغلال هؤلاء الصغار وسهل استقطابهم وسهولة تتغير فكرهم وسهولة انقيادهم للتفجير. وطالب د. الرميح كلاً من الأسرة والمدرسة المساجد للقيام بدورهم تجاه صغار السن من الابناء ليكون عملا تكامليا وتحصينا لهؤلاء الصغار من الفتن والانحراف وسد تلك الثغرات الموجودة، وقال الرميح: لاشك أن الشباب صغار السن هم خريجو عدد من المؤسسات التي تبدأ من الأسرة ثم المدرسة المسجد، وهي مؤسسات يقضي صغار السن من الشباب جل وقتهم فيها بسنة 70%، بينما تبدأ الخطورة مع تقدم هؤلاء الصغار في السن والتفافهم على مجموعة الأصدقاء. وأضاف أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم أن صغار السن من الأبناء يسهل التقاطهم من اصدقاء السوء ويسهلون لهم عمليات التفجير إذا فقد عنهم التحصين الجيد، واصفاً أعمار الابناء ما بين 16 إلى 23 سنة بالأعمار الخطيرة والتي يسهل على اصحابها الانقياد والاستغلال والدفع به لعمل ارهابي، في ظل عدم وجود الرقابة والمتابعة وفقد حلقة التواصل الثلاثة وهي المدرسة والأسرة والمسجد. برامج وقائية تعزز من دور الأسرة كما أشار رئيس الدراسات المدنية في كلية الملك خالد العسكرية د. نايف بن خالد الوقاع إلى أن الجماعات الإرهابية تستخدم جميع السبل والوسائل لاستقطاب عناصر جديدة، وأنها عندما تستهدف تجنيد صغار السن فهذا يتواءم مع أهدافها، إذ إن أعمال هذه الجماعات تتنافى مع الشرع والعقل، ولذلك يستهدفون هذه الفئة من الشباب حدثاء الأسنان لأنه يسهل تطويعهم وتشكيل معتقدهم وفكرهم ويمكن تنفيذ أي هدف من خلالهم. وذهب د. الوقاع إلى أن للأسرة دورا كبيرا في حماية هؤلاء النشء، ولكن هذا الدور أصبح صعباً ومعقداً في ظل استخدام الجماعات الإرهابية لوسائل التواصل الاجتماعي في استهداف الشباب وتجنيدهم، وقال الوقاع: الكل مسؤول عن حماية الشباب في هذا الوطن من الانزلاق في دروب الارهاب وظلماته، فالتكاتف مطلوب والحذر واجب، وعلى الجهات الرسمية تكوين برامج وقائية وعلاجية تعزز من دور الأسرة وتساعدها في التربية والتنشئة والتعليم.
مشاركة :