أكدت الهيئة السعودية للحياة الفطرية وضع عدد من المربين والمتاجرين في مواقع التواصل الاجتماعي بالحيوانات المفترسة داخل المنازل والمناطق السكانية والمدن، تحت طائلة العقوبات وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة، وذلك بعد رصدها عددا من المخالفين الذين يؤوون مثل هذه الأنواع من الحيوانات، مشددة على سعيها وبشكل جاد بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة لمنع هذه التجاوزات، إلا أن القبض على أولئك المخالفين سيكون من قبل وزارة الداخلية، حيث إنه ليس من اختصاصاتها. وأوضح الأمير بندر بن سعود رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية لـ«الاقتصادية»: أنه صدر أمر سام في وقت سابق بمنع استيراد تلك الحيوانات المفترسة إلا لثلاث جهات مرخصة، هي مراكز الأبحاث في الجامعات، وحدائق الحيوان، إضافة إلى العروض الترفيهية المرخص لها». وأكد اطلاعه على عدد من مقاطع الفيديو التي تثبت وجود حالات تربية للحيوانات المفترسة داخل المنازل والمناطق السكانية، وأن بعض مربي تلك الحيوانات عندما تكبر يطلقونها في الشوارع للتخلص منها ومن ثم يعود ضررها على الآخرين، مشددا على توقيع العقوبات التي ينص عليها القانون على هؤلاء. وأشار الأمير بندر بن سعود إلى أن هناك مصدرين للحيوانات المفترسة في السعودية، أولهما عن طريق تهريبها عبر الحدود أو من خلال المنافذ، حيث أعلنت مصلحة الجمارك في وقت سابق ضبط عدد من محاولات التهريب، بخلاف بعض الأشخاص الذين يملكون ويربون الحيوانات المفترسة منذ وقت قديم، ويمنحونها أو يقومون بالمتاجرة بها، وهو أمر مخالف للقانون والأنظمة المعمول بها في السعودية. وأضاف: في حال قبض على أشخاص يؤون حيوانات مفترسة سيتم مصادرة تلك الحيوانات ومعاقبة الشخص المضبوطة معه، وذلك وفقا لنظام الاتجار بالحيوانات الفطرية العالمي، مؤكدا أنها اتفاقية دولية للاتجار بالكائنات الفطرية، سواء كانت تلك الكائنات حيوانية أو نباتية، والمملكة من ضمن الدول التي وقعت على هذه الاتفاقية، ولها لائحة تنظيمية لدى الأمم المتحدة وسيعلن عنها في الأيام المقبلة رسميا والعقوبات المحددة على مخالفيها. وأفاد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية بأن القبض على الأشخاص المخالفين لتلك العقوبات سيكون من خلال الجهات الأمنية ممثلة في وزارة الداخلية، وأن اختصاصات هيئة الحياة الفطرية تقتصر على مطاردة وضبط المخالفين داخل المحميات التابعة لها، وفي حال غادر أولئك المخالفين حدود المحميات فيتم تسجيل مخالفاتهم ومراسلة الجهات الأمنية لضبطهم وإيقاع العقوبات عليهم. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تناولت خلال الفترة الماضية عدد من مقاطع الفيديو التي نشرها مربون للحيوانات المفترسة داخل المنازل والمناطق السكنية، وعدد من تلك المقاطع رصدت وجود تلك الحيوانات في أحياء سكانية دون أصحابها، وأكدت الهيئة في وقت سابق أنها لم تصدر أي تراخيص لتربية الحيوانات المفترسة، الأسود والنمور والفهود، النادرة منها والمهددة بالانقراض أو غيرها. وتعد هذه التصرفات مخالفة لنظام حماية الكائنات الفطرية الحيوانية والنباتية، التي تحظر تربيتها والمتاجرة بها لغير الأشخاص المصرح لها، ويعرض أصحابها أنفسهم للعقوبات التي ينص عليها القانون.