ارتفعت العقود الآجلة للخام أمس بنحو 1 في المائة بعد تراجع المخزونات الأمريكية للأسبوع الرابع على التوالي لكن الأسعار بصدد تسجيل انخفاض أسبوعي بفعل ارتفاع الدولار. وبحسب "رويترز"، فقد شهد النفط تراجعات حادة في وقت سابق الأسبوع المنصرم متأثرا بتجدد مكاسب الدولار وسط مخاوف من أن إمدادات الخام الأمريكية ربما بدأت تعاود الصعود بعد ثلاثة أسابيع من التراجع. وفقد برنت نحو 4 في المائة هذا الأسبوع في خسارة أسبوعية هي الثانية على التوالي في حين يتجه الخام الأمريكي لإنهاء موجة مكاسب أسبوعية قياسية بخسارة أكثر من 2 في المائة، وبالنسبة للخامين سيكون ذلك أكبر تراجع أسبوعي لهما منذ منتصف آذار (مارس). وارتفع خام برنت تسليم تموز (يوليو) 39 سنتا إلى 62.97 دولار للبرميل، وسجل الخام الأمريكي 58.15 دولار مرتفعا 47 سنتا. ودعمت الأسعار ببيانات المخزون الأمريكي وبحرائق غابات في كندا أوقفت 10 في المائة من إنتاج نفط رمال القطران هناك. وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الولايات المتحدة من الخام نقصت 2.8 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقارنة بتنبؤات المحللين بنقصان قدره 857 ألف برميل. وساعدت هذه الأرقام في دعم السوق التي تعرضت لضغوط شديدة من جراء موجة صعود مضى عليها عشرة أيام للدولار وهو ما يجعل الوقود أكثر تكلفة على حائزي العملات الأخرى. وارتفع الدولار أكثر من 4 في المائة مقابل سلة العملات خلال الأيام العشرة الماضية وهو ما ساعد على تسارع وتيرة تراجع أسعار النفط عن أعلى مستوى لها في خمسة أشهر الذي سجلته أوائل أيار (مايو). وتوقع مسح أمس أن تظل أسعار النفط ضعيفة نسبيا لنهاية العام الحالي بسبب المعروض الوفير من المنتجين التقليديين في الشرق الأوسط وانتعاش إنتاج النفط الصخري الأمريكي. وأظهر المسح الشهري الذي تجريه الوكالة الإخبارية ويشمل 28 محللا أنه من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 61.60 دولار للبرميل في 2015 أي قرب المستويات الحالية. وبلغ متوسط برنت منذ بداية العام الحالي نحو 58 دولارا للبرميل انخفاضا من نحو 100 دولار في 2014، ويرجح المحللون أن تقرر منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خلال اجتماعها في فيينا الإبقاء على هدفها لحجم الإنتاج دون تغيير عند 30 مليون برميل يوميا لكن مع المحافظة على الإنتاج الفعلي فوق ذلك المستوى. وقال كارستن فريتش كبير محللي أسواق النفط والسلع الأولية لدى كومرتس بنك في فرانكفورت "سيكبح ذلك الأسعار. اجتماع "أوبك" سيؤكد استراتيجية حماية حصتها السوقية". ويرى فرانك كلامب محلل سوق النفط لدى "إل. بي. بي. دبليو"، أنه من المستبعد أن ترتفع أسعار النفط كثيرا هذا العام بسبب العودة المرجحة للنفط الصخري الأمريكي. وأظهر الاستطلاع أن من المتوقع أن يرتفع برنت إلى 70.90 دولار العام المقبل و75.90 دولار في 2017، ومن المتوقع أن يبلغ متوسط الخام الأمريكي الخفيف 55.60 دولار للبرميل هذا العام و65.90 دولار في 2016، وقد بلغ متوسط سعر الخام 51.79 دولار منذ بداية 2015.