متابعة - بلال قناوي: أثبت الريان من جديد وبكل كفاءة وجدارة أنه لا يصلح لتمثيل الكرة القطرية في المحافل الخارجيّة، وأثبت أنه فريق ضعيف يجب معاقبته ويجب منعه مستقبلاً من اللعب في أي بطولة خارجية بعد أن أساء للكرة القطرية بطل آسيا وبعد أن فشل في اجتياز الدور التمهيدي لدوري الأبطال. وبكل المقاييس تعدّ خسارة الريان أمام الاستقلال الإيراني وبخماسية فضيحة كروية تستحق وقفة قوية وجادّة لمحاسبة المسؤولين عنها بدءاً من المدرب الأورجواياني آجيري ولاعبيه دون استثناء. وما يزيد من الفضحية المدوية والخسارة القاسية أنها جاءت بعد أداء متواضع وضعيف من فريق كبير كان الجميع يأمل أن يشرّف الكرة القطرية في مشاركته الحادية عشرة بالبطولة القارية، لكنه كالعادة أخفق وفشل حتى في التأهل إلى دور المجموعات بعد أن فشل 10 مرات من قبل في اجتياز دور المجموعات ولو لمرة واحدة. وبكل صراحة قدّم الريان مباراة لا تليق مطلقاً بسمعة الكر القطرية، وليت الأمر اقتصر على الخسارة فقط، فالفوز والخسارة أمر طبيعي، وقد تخسر وتخرج مرفوع الرأس، لكن أن تظهر بهذا الاستسلام وبهذا الأداء المتواضع، فهذا ما يصيب بالحزن والألم والقهر الذي ظهرت على الجماهير الريانية التي غادر بعضها الملعب بعد الهدف الثالث وبعد أن تأكدت أن فريقها مستسلم ومتواضع وسيلقى خسارة قاسية ومؤلمة وهو ما حدث بالفعل. وضح منذ الدقائق الأولى أن الريان خاض المباراة بدون فكر وبدون خطة أو استراتيجية، على عكس الفريق الإيراني الذي ظهر وكأنه واثق من نفسه ويعرف ماذا يريد وكيف يصل إلى ذلك بأداء وخطة ومدروسة، وبمستوى مرتفع من لاعبين محليين ليس بينهم سوى محترف واحد مقابل 4 محترفين في صفوف الريان لم يقدّموا أي شيء. وحتى بعض اللاعبين القطريين لم يكونوا على المستوى وظهروا بأداء متواضع، بل ربما بعضهم لم يظهر مطلقاً خلال اللقاء وفي مقدمتهم تاباتا ومحمد جمعة وأحمد عبد المقصود ودامي تراوري. حتى المحترفين الأربعة بمن فيهم ياسين إبراهيمي ظهروا في أسوأ حالة لهم ولم يقدّم ياسين وميركادو ولي جايك وفرانك كوم أي إضافة للفريق في هذه المهمة القارية الصعبة، وكلهم دون استثناء كانوا في حالة متواضعة لا سيما ميركادو العملاق جسمانياً والذي انهار أمام مهارات وسرعة (قصير القامة) مهدي غاييدي والذي قفز أعلى منه وسجل الهدف الأول. المصيبة في الريان وفي مدربه أنه لعب بطريقة دفاعية واعتمد على 3 لاعبين في قلب الدفاع تحسباً لمنافسه ولعلاج الأخطاء الدفاعية القاتلة التي هزّت مرماه أمام السد ثم الغرافة 8 مرات، فكانت المصيبة بالخطة الجديدة 5 أهداف إيرانية مزقت شباكه ليصل عدد الأهداف التي هزّت مرماه خلال 3 مباريات فقط إلى 13 هدفاً وهو رقم كبير ولا يليق باسم الريان. بطاقة حمـراء لجماهيـر الرهيـب إذا كان هناك من يستحق بطاقة حمراء في مواجهة الريان والاستقلال الإيراني بالبطولة الآسيوية يوم أمس، من دون شك هي جماهير الرهيب التي غابت عن المباراة وحضرت بأعداد محتشمة تعدّ على رؤوس الأصابع، قدّر عددها ب 1811 مشجعاً فقط، على الرغم من أن اللقاء هام وفي بطولة قاريّة مثل دوري أبطال آسيا، والأكثر من ذلك المباراة كانت تعتبر لقاءً فاصلاً في تحديد هوية النادي الذي سيتأهل إلى دوري المجموعات واللعب في المجموعة الأولى، إلا أن جماهير الرهيب فضلت المقاطعة والعزوف مرة أخرى، وإذا كان سبب هذا الغياب هو الخسارة برباعية أمام السد والغرافة، كان يجب على جماهير الأمة الريانيّة أن تفرق بين الاستحقاقات المحليّة والقارية. 13 هـدفاً في ثـلاث مباريـات يبقى دفاع نادي الريان الحلقة الأضعف محلياً وقارياً، ويطرح الكثير من التساؤولات وعلامات الاستفهام عن السبب الرئيسي وراء تراجع أداء الفريق في الخط الخلفي الذي بات يتلقى الكثير من الأهداف ويلعب بسذاجة كبيرة غير معهودة، كما أنه من غير المعقول أن يتلقى دفاع الريان وشباكه 13 هدفاً في ثلاث مواجهات متتالية بعد رباعية السد والغرافة ثم خماسية الاستقلال الإيراني، والشيء المحير في الأمر أن دفاع الريان يملك أسماء ثقيلة مثل الأرجنتيني جابرييل ميركادو والكوري الجنوبي لي جاك ودام تراوري و... إلا أنهم ظهروا بشكل هزيل في المواجهات الأخيرة وحتى الحارس فهد يونس يتحمّل هو الآخر جزءاً من مسؤولية أهداف الاستقلال الإيراني بسبب سوء تركيزه وتمركزه في لقطات الأهداف المُسجلة. يوهـان خـارج الـحـسـابات اضطر الأورجواياني دييغو آجيري مدرب الريان للاستغناء عن خدمات الوافد الجديد الإيفواري يوهان بولي في مواجهة الأمس ضد الاستقلال الإيراني بالدوري التمهيدي الأخير المؤهل لدوري المجموعات من البطولة الآسيوية، وذلك بسبب قوانين الاتحاد الآسيوي التي تنصّ على تواجد 3 لاعبين محترفين فقط في قائمة 18 لاعباً زائد محترف آسيوي.
مشاركة :