انتشل جنود أميركيون على طوافات، أمس، جثامين طاقم قضى أفراده في تحطم طائرة عسكرية أميركية في منطقة تسيطر عليها طالبان، وذلك بعد ساعات على اندلاع اشتباكات بين القوات الأفغانية التي كانت تسعى للوصول إلى مكان التحطم، والمتمردين. وتحطمت الطائرة في منطقة ثلجية شرق أفغانستان، بعد ظهر أمس الأول. وهي من طراز بومباردييه إي-11 إيه، وتستخدم للاتصالات العسكرية. وقال قائد شرطة ولاية جزنة خالد وردك إن مروحيات أميركية هبطت في موقع التحطم في ساعة متأخرة بعد الظهر، بإسناد من قوات الأمن الأفغانية المنتشرة على الأرض خلال العملية. وأضاف وردك «في أعقاب انتشال الجثث عادت قواتنا إلى قواعدها. لا نعرف أين أخذ الأجانب الجثث». وأكد رئيس مجلس ولاية جزنة ناصر أحمد فقيري العملية قائلاً إن الأميركيين أخذوا جثتين على الأقل من موقع التحطم. في وقت سابق أمس قامت قوات التحالف بطلعات فوق موقع تحطم الطائرة، فيما قامت إحدى الطائرات بإطلاق القنابل المضيئة. وكانت البنتاجون قد أكدت أن الطائرة تعود للقوات الأميركية، لكنها نفت أن تكون طالبان قد أسقطتها. وقال وردك بعد تحطم الطائرة إن قوات الأمن الأفغانية حاولت الوصول إلى الحطام مساء الاثنين عندما وقعت في كمين لحركة طالبان وتراجعوا. وأكد المتحدث باسم شرطة جزنة أحمد خان سيرات وقوع الكمين، مضيفاً أن شخصاً واحداً على الأقل قتل في الاشتباكات بين طالبان والقوات الأفغانية. وأظهرت مشاهد مصورة من مكان التحطم عدداً من الأشخاص يتحدثون بلغة البشتو ويسيرون حول حطام الطائرة، فيما كانت ألسنة النيران والدخان تتصاعد من هيكلها. وشوهدت جثتان على الأقل على ما يبدو. وتتكرر حوادث تحطم طائرات عسكرية، خصوصاً مروحيات في أفغانستان، بسبب تضاريس البلد الجبلية الوعرة وسوء الأحوال الجوية، لكنها تسجل في غالب الأحيان في صفوف القوات الأفغانية. ويأتي تحطم الطائرة في وقت تسعى واشنطن وطالبان للتوصل إلى اتفاق محتمل يتيح سحب القوات الأميركية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية. ويجري الجانبان مفاوضات للتوصل إلى اتفاق منذ عام، وبدا ذلك وشيكاً في سبتمبر 2019 قبل أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ أن العملية بحكم «الميتة»، مشيراً إلى أعمال عنف من جانب طالبان. وذكرت مصادر من طالبان في وقت سابق هذا الشهر إن الحركة عرضت المبادرة بوقف محدود لإطلاق النار، يمتد سبعة إلى عشرة أيام، من أجل إعادة إطلاق المحادثات رسمياً، لكن لم يصدر أي إعلان بهذا الشأن من أي من الطرفين. إلى ذلك، ألقت الطائرات الأميركية على أفغانستان عدداً من القنابل في 2019 أكبر من أي سنة أخرى خلال عقد على الأقل، وفقاً لسلاح الجو الأميركي، في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة هجماتها في هذا البلد بموازاة محادثات مع طالبان بشأن سحب قواتها. في عام 2019 وحده أسقطت الولايات المتحدة 7423 قطعة من الذخائر الحربية المفردة على أهداف في أفغانستان، حيث تنخرط الولايات المتحدة في قتال العديد من المجموعات المسلحة منذ غزوها لهذا البلد في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. ويمثل العدد الذي نشرته القيادة المركزية لسلاح الجو الأميركي على الإنترنت، ارتفاعاً كبيراً في عمليات القصف في أفغانستان مقارنة بفترة «الذروة» خلال عهد الرئيس باراك أوباما في 2009 عندما تم إسقاط 4147 قنبلة.
مشاركة :