أكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، أن تحرير مدينة الضالع خطوة استراتيجية نحو تحرير باقي الأراضي اليمنية من الاحتلال الحوثي. وطالب في تصريحات لـ«عكاظ» قوى المقاومة الشعبية بتكثيف جهودها مع الجيش اليمني الشرعي والتنسيق معه لتحقيق الأهداف الاستراتيجية العسكرية. وقال إن الانتصارات التي حققتها المقاومة كانت محل فخر واعتزاز الشعب اليمني الصامد، وإن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من الاصطفاف السياسي والشعبي مع الشرعية، مشيرا إلى أن ميليشيات الحوثي تتهاوى تحت وقع الضربات الموجعة في مختلف المدن اليمنية. من جهة ثانية، رأى محللون سياسيون أن عملية تحرير الضالع من أيدي الحوثيين وأعوانهم، نقلة نوعية لتحرير بقية المدن اليمنية من براثن الانقلابيين، مؤكدين لـ «عكاظ»، على ضرورة الاستمرار في دعم المقاومة الشعبية، وأفاد المحلل الاستراتيجي فضل البوعينين، أن نجاح المقاومة الشعبية المدعومة جوا من قوات التحالف في تطهير الضالع، يمثل بداية السيطرة على المناطق الجنوبية، والانطلاق نحو المحافظات الأخرى ودحر المتمردين وفرض الشرعية، وأضاف أن الضربات الجوية النوعية لقوات التحالف وتدمير مخازن أسلحة المليشيات وقطع طرق الإمداد أنهكهم كثيرا وأصبحوا غير قادرين على المواجهة والمحافظة على مواقعهم عوضا عن التقدم او تشكيل خطر على المناطق المحررة. واعتبر البوعينين أن المشكلة تكمن في احتمال الانتقام من المدنيين، إذ سيسعى الحوثيون الى التصفية البشرية وسياسة الارض المحروقة طالما لم يعد لهم القدرة على المواجهة وأرغموا على الانسحاب، ومن هنا ينبغي ان تكون هناك مناطق آمنة يمكن للمدنيين اللجوء إليها. من جهته، أكد المحلل الاستراتيجي الدكتور انور عشقي، أن المقاومة الشعبية اثبتت من خلال تحريرها للضالع أنها قوة عسكرية متمرسة وأنها تعمل بالتنسيق مع قوات التحالف، وعد تحرير الضالع انتكاسة للحوثيين واعوانهم، متوقعا أن تنعكس هذه العملية إيجابيا على العمليات المستقبلية التي من شأنها تحرير المناطق اليمنية والوصول إلى العاصمة صنعاء وإعادة الشرعية إليها. بدوره، رأى المحلل السياسي ابراهيم ناظر، أن تحرير الضالع بداية العد التنازلي لانهيار المليشيات المسلحة وخطوة أولى تمهد الطريق لتحرير بقية اليمن من الكابوس الذي جثم على الشعب اليمني وسلب حريته محاولا فرض أجندة خارجية. واعتبر هذا النجاح نتاج تنسيق بين المقاومة الشعبية وقوات التحالف، فالمعارك على الارض تلقى دعما عسكريا جويا أفقد الحوثيين وحلفاءهم توازنهم وأوقع الكثير من الخسائر البشرية والعسكرية، واشار ناظر إلى أن مليشيات الحوثي وصالح تقاتل من اجل البقاء على قيد الحياة بعد ان فقدت كل الدعم جراء الحصار الذي فرضه التحالف جوا وبحرا وبرا، فضلا عن فقدان الدعم السياسي بعدما تبددت احلامهم في قيام كيان عميل لإيران.
مشاركة :