عندما يسألني الناس عن قصتي، أذهب فقط إلى الأشياء الإيجابية: لحظات نصب الخيمة، نقاط التفتيش الكبيرة. شيا لابوففي صغري، كنت شديد الولع بفيلم الخيال العلمي «I, Robot» لنجمه ويل سميث، كونها المرة الأولى التي أرى فيها مدن المستقبل بصورة متطورة ومبهرة فضلاً عن صراع الآليين المثير مع البشر. لكن ما لفت انتباهي حقا هو ذلك المراهق (فاربير) الذي لم أره سوى في مشهدين لكنه كان ذا حضور وكاريزما قويين، شديد الثقة بنفسه، كنت أتوق لمعرفة أسمه أو أي تفاصيل عنه، لكن محاولاتي باءت بالفشل في وقت كان اتصالي فيه مع العالم الخارجي فقط من خلال شاشة التلفاز.مع مرور الوقت، اعتدت وجه الصبي المشاغب ولا يزال داخلي شغف لمعرفة المزيد عنه، حتى تحققت أمنيتي أخيرا من خلال فيلم مراهقتي المفضل «Disturbia»، ففي ذلك التوقيت كنت قد حصلت على أول حاسوب شخصي لي وبدأت معرفتي تتوسع شيئا شيئا بفضل الإنترنت. عقلي الضحل لم يكن ليستوعب فكرة ظهور ذلك المراهق بهذا العدد الكبير من الأفلام والمسلسلات دون مساعدة أحدهم - فعادة ما تجري الأمور في بلادنا بهذه الطريقة - قلت لنفسي وقتها “ربما هو ابن أحد ما من مشاهير هوليوود ... ربما”، لكنني لم أدرك أن قصة نجاح هذا الصبي كان ورائها طفولة مضطربة غاية في الألم والقسوة، لم أكن لأعرفها لولا فيلمه الأخير «Honey Boy».
مشاركة :